عن ماضيه، ونتاجاته الأدبية، وحياته، نشاطه السياسي، انسانيته، وحياته الاجتماعية ، الكثير والكثير عن موسى كريدي في جلستين متتاليتين أقامهما الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صباح يوم الاربعاء الماضي وعلى قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.الجلسة الاول
عن ماضيه، ونتاجاته الأدبية، وحياته، نشاطه السياسي، انسانيته، وحياته الاجتماعية ، الكثير والكثير عن موسى كريدي في جلستين متتاليتين أقامهما الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صباح يوم الاربعاء الماضي وعلى قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
الجلسة الاولى أدارتها الكاتبة والصحفية عالية طالب قائلةً "من يتعرف إلى كريدي ينظر إلى الحياة من جانب آخر، فهو ورغم تصحيحه وتنقيحه لقصص وروايات الحروب التي كتبها آخرون إلا أنه لم يكتب قصة حرب يوماً، وحين سألته لماذا لم تكتب قصة حرب أجاب: ولن أكتب ابداً ."
وعن حياة كريدي الخاصة تذكر طالب أن موسى كريدي " كان يعاني العوز إلا أنه لم يطلب شيئا من أحد ولم يمد يده سائلاً حاجته لأحد، بل كان يتدبر أمره، من خلال عمله كـ "سائق تكسي" مساءً ويقول باسماً أن هذه المهنة تمنحني ثقافة الحياة والمجتمع، وتزودني بقصص كثيرة، لأنها تتصل بقاع المجتمع العراقي."
الضيف الاول الذي تحدث عن كريدي، فضل أن يختص بالجانب الأدبي من موسى كريدي، وخصوصاً في قصة " الارنب "، الكاتب والناقد ضياء خضير قال "لا اريد الحديث عن قصص موسى كريدي بشكلها العام وسأختص بالحديث عن قصة " الارنب "، كما لم اذهب بالحديث إلى حياته لأن حياته يمكن أن توجز بجملة " كريدي جاء من مدينة تتلقى الموت وتستقبله في كل لحظة إلى مدينة تصدر الموت وتصنعه فكان مرافقاً دائما للموت ."
أما عن قصة "الارنب" فيقول خضير " إن موسى كريدي لهُ علاقة عميقة بتقديم الحيوانات بشكل مغاير، وكان يُناقش القضايا السياسية بشكل رمزي من خلال قصصه فيشير إلى الفئة الضعيفة والسلطات، فكانت قصصه مُضاءة بدم القلب وعصارة الروح."
وأضاف "موسى كريدي كان منفتحاً في قصصه على تيارات الحداثة النقدية والسردية، فقصة الارنب واحدة من اكثر قصصه نضجاً وتكاملاً لما فيها من مزايا لاتتوفر في قصص اخرى وهي ليست رواية مضغوطة ، إضافة الى ان تفككها ليس شكلياً بل واقعياً، وبطلها رجل غريب في تطلعاته واستذكاراته وحياته ."
مُبيناً أن " قصة الارنب تسرد حكاية العراقيين وتنطوي على الفكر الوجودي والمبني على حركة فلسفية متداخلة كما في قصص فرجينيا وولف وكافكا."
بدوره، ذكر الكاتب فاضل ثامر "أن كريدي صديقاً للجميع، فهو يملك قوة سحرية في انتزاع الحب من قلب الجميع ولم نكن نشعر انه يمثل سلطة شعبية ذات حس ساخر إلا من خلال ما قدمه من نتاجات أدبية."
ويشير ثامر إلى رواية "نهاية صيف" قائلاً "أن هذه الرواية تقرأ بمستويين، فهي تتحدث عن مطاردات كابوسية، مشابهة لتلك التي نراها في كتابات كافكا."علاقة طويلة جمعتهما دامت لما يقارب الـ35 عاماً، موسى كريدي ومالك المطلبي رفيقان تشاطرا كل شيء، حيث يقول المطلبي " بتنا متلاصقين، سريراً قرب الاخر، وها أنا اليوم اغبط كريدي على موته، لأنه مات معانقا الامل ونحن سنموت معانقين الخديعة."
ويضيف المطلبي متحدثا عن كريدي الشاعر، ويقول " ان موسى كريدي شاعر من الطراز الاول، فهو كاتب للشعر العمودي بشكل ممتاز وحتى بعد أن انقلبنا الى الحداثة المتفردة كان كريدي يشكل لي بهجة وكان عالماً خاصاً، حالياُ أنا احاول كتابة مذكراته."
وأكد المطلبي "لا يمكن مجاراة كريدي ومنافسته في ارض الورق وذلك لأنه نشأ في كل عصر جزء من كريدي، فله خارج ايمائي وداخل بصري، وتوجد في اعماقه دائما بقايا كلام، وله داخل كتابي، يتصف بالزخرف السردي الذي دائما ما يتواجد في البنيات السردية ."
خُتمت الجلسة الاولى بحديث شيق قدمه الشاعر مالك المطلبي والذي يعرف بأنه اكثر قرابة ومعرفة بكريدي، لتبدأ الجلسة الثانية بإدارة الكاتب زهير الجبوري الذي أعرب عن سعادته بأنه سيدير المتبقي من جلسة الراحل موسى كريدي، وقدم الجبوري الاعلامي والصحفي والكاتب باسم عبد الحميد حمودي ليتحدث عن الراحل .
ويذكر حمودي أن صديقه الراحل كان " رجلا معطاء، يحب الخير، وكان يحاول طباعة كل كتاب جديد لكل شخص موهوب، وكان الثلاثي موسى كريدي وسعدي يوسف وعبد الرحمن الربيعي هم من صنع التغيير في القصة القصيرة على وجه الخصوص."
وأكد حمودي أن كريدي كان يسعى دائماً إلى إعطاء كل مرحلة حقها واهميتها، فقد اهتم بالطليعة الادبية، من حيث ادب الشباب والقصة القصيرة، وكتب كريدي عن اخطاء الكتابة القصصية وجمع الكثير من العناصر البائسة وكتب فيها كتابات نقدية آنذاك."