على وقع غارات جوية مكثفة على مدينة حلب، عطلت عمل المنظمات الإنسانية، وأسقطت عشرات القتلى والجرحى، جاء المسؤولون الروسيون لينفوا أنهم قد نفذوا أي غارة مع النظام السوري خلال الأسبوع المنصرم من الهدنة الأحادية الشكلية التي أعلنوها.ومن جهة ثانية، واصل مس
على وقع غارات جوية مكثفة على مدينة حلب، عطلت عمل المنظمات الإنسانية، وأسقطت عشرات القتلى والجرحى، جاء المسؤولون الروسيون لينفوا أنهم قد نفذوا أي غارة مع النظام السوري خلال الأسبوع المنصرم من الهدنة الأحادية الشكلية التي أعلنوها.
ومن جهة ثانية، واصل مسؤولو روسيا السياسيون الترويج لما يسمونه الفصل بين المعارضة و"الإرهابيين"، بهدف تمرير خطط روسيا والنظام لإبرام تسوية تتناسب مع أهداف حملتها العسكرية في سوريا، إذ قالت أمس الثلاثاء، إن "الفصل الكامل" للمعارضة السورية المعتدلة، عمن وصفتهم بـ"الإرهابيين"، هو "أهم شرط" لتسوية الأزمة. واتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة، بأنّها "لم تتمكن حتى الآن من تنفيذ وعودها حول الفصل بين المعارضة والإرهابيين في سوريا". وقال لافروف، في كلمة أمام جمعية رجال الأعمال الأوروبية في روسيا، إن "أهم شرط لتسوية النزاع في سوريا، هو الفصل الكامل والفوري بين ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة، و"داعش"، و"جبهة النصرة" (فتح الشام) وأمثالها".
وأضاف أن "شركاءنا الأميركيين وعدونا بذلك قبل ثمانية أشهر، ولم يحدث شيء حتى الآن".
وأكد وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تدعو على الدوام إلى التسوية "السلمية والعادلة للنزاع الدموي في سوريا في أسرع وقت".
وقال لافروف، إن "من المهام الرئيسية التي نراها، القضاء الكامل على التهديدات الإرهابية في هذه الدولة، وإطلاق عملية سياسية شاملة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي بشكل موازٍ، على وفق القرارات التي اعتمدت في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا".
وكان لافروف قد ناقش، هاتفياً، الوضع في سوريا، مع نظيره الأميركي جون كيري، واتفقا على أن يواصل الخبراء البحث عن سبل لتسوية أزمة حلب، على وفق ما ذكرته وزارة الخارجية الروسية، الإثنين.
في هذه الأثناء، زعم الجيش الروسي أن طائراته، وطائرات النظام السوري، لم تنفذا أي ضربة على حلب في الأيام السبعة الأخيرة، على الرغم من انتهاء الهدنة التي أعلنت في نهاية الأسبوع.
وقال الناطق العسكري الروسي، إيغور كوناشينكو، في بيان، أوردته "فرانس برس"، أنّه "في الأيام السبعة الأخيرة، توقفت كل طلعات سلاحي الجو الروسي والسوري. لم تتجه الطائرات إلى المدينة، ولم تنفذ ضربات".
وأضاف الناطق باسم الجيش الروسي، أن "ستة ممرات تسمح للمدنيين بالخروج من المدينة ما زالت تعمل، وسلكها 48 طفلاً وامرأة، مساء الإثنين".
في المقابل، قالت منظمة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، أمس الإثنين، عبر صفحتها الرسمية على "تويتر"، إنّه "منذ يوم الخميس، ونحن متأهبون في حلب، بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، لإجلاء الجرحى والمرضى الذين هم بأمس الحاجة للرعاية الطبية".
وأضافت "للأسف لم يتم الإجلاء، لعدم وجود الضمانات الأمنية الكافية على الأرض، وهو ما يعني أننا لم نكن نستطيع أن نضمن سلامة المرضى".
ألغت الأمم المتحدة خططها لإجلاء مرضى من منطقة شرق حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة بعدما كانت تأمل بتنفيذها خلال هدنة استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، ملقية باللائمة في فشل جهودها على جهات النزاع كافة.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين في بيان أمس أن عمليات «الإجلاء أعاقتها عوامل عدة من بينها التأخيرات في تسلم الموافقات الضرورية من السلطات المحلية في شرق حلب والظروف التي فرضتها الجماعات المسلحة غير الحكومية ورفض الحكومة السورية السماح بدخول الإمدادات الطبية والمساعدات إلى الجزء الشرقي من حلب».
وأضاف أوبراين أنه لم تنفذ أي عمليات إجلاء للمصابين أو عائلاتهم خلال وقف النار الذي امتد لثلاثة أيام وأعلنته روسيا من جانب واحد الأسبوع الماضي وانتهى السبت باستئناف الضربات الجوية واحتدام القتال على الأرض.
وقال: «أنا غاضب من أن يكون مصير المدنيين الضعفاء - المرضى والمصابين والأطفال والمسنين - بلا رحمة في أيدي أطراف لا تزال تفشل ومن دون خجل في أن تسمو بهم فوق مصالح سياسية وعسكرية ضيقة».
ولم تنجح الأمم المتحدة في دخول شرق حلب منذ أن وضعت الحكومة السورية وقوات موالية لها شرق حلب تحت الحصار في تموز.