TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ستون والـ (CIA)

ستون والـ (CIA)

نشر في: 26 أكتوبر, 2016: 04:28 م

كان يجب ان يكون  ادوارد سنودن في اهتمام اوليفر ستون ، وسنودن الملاحق في الولايات المتحدة واللاجئ في روسيا ، وهو المستشار السابق للاستخبارات الأميركية، والذي سرب وثائق عن المراقبة تخص هذه الوكالة..
ويعد أوليفر ستون أحد أهم الأسماء في صناعة الفيلم الآن بحصوله على ثلاث من جوائز الأوسكار، مرتان كأفضل مخرج ومرة كأفضل سيناريست، وعرف عنه خروجه على السائد وتمرده على سطوة الخطاب الهوليوودي منذ انطلاقته بدايات سبعينات القرن الماضي بسبب ليبراليته ووقوفه ضد مواقف الإدارة الرسمية خاصة بشقها الجمهوري، المتتبع لمسيرة ستون السينمائية عبر ما يقرب من أربعة عقود، يتلمس اشتغاله فيما يعرف بسينما القضية، من خلال معالجته طبقاً لوجهة نظره وموقفه السياسي من كثير من القضايا الكبرى في التاريخ السياسي الأمريكي المعاصر، النظرة المغايرة لخلفيات حرب فيتنام، كانت موضوعاً لفيلمين هما (بلاتون) و(ولد في الرابع من تموز) اللذين نال عنهما أوسكاري أفضل مخرج، وتداعيات اغتيال جون كيندي بقراءة تخالف التقرير الرسمي للحادث في فيلم (جي أف كي) واستقالة ريتشارد نيكسون على خلفية فضيحة ووتر غيت في فيلم (نيكسون) وليس انتهاءً بفيلم (مركز التجارة العالمي) الذي يتناول جانباً من أحداث اعتداء 11/ أيلول يتعلق ببطولات رجال الانقاذ بعد الحادثة، وحتى في تناوله سير الشخصيات السياسية المعاصرة- هو الموضوع المفضل لعدد من أفلامه- التي قدمها بغير الصورة النمطية التي درجت المؤسسة الرسمية الأمريكية على تقديمها، كما مع أفلامه الوثائقية عن ياسر عرفات وفيدل كاسترو، في فيلم "دبليو" تعاطى ستون مع شخصية بوش بأسلوب كوميدي يصل احياناً الى حد السخرية، واللقطات التي يستهل بها الفيلم وتكرر اكثر من مرة على مدار ساعتين -مدة عرض الفيلم- والتي تظهر عشق بوش للعبة البيسبول وبأوضاع مختلفة، تبدو كافية لرسم ملامح عامة لما تبدو عليه مسيرة الرجل، منذ طريقة حياته العابثة في شبابه، وانتهاء بأسلوبه كسياسي ورئيس لأكبر دولة في العالم.
ومثل عادته باخراج فيلم عن شخصية اشكالية، فإن ستون اشبع قضية سنودن بالكثير من البحث والتقصي رغم انه اهتم بها أولاً على الصعيد الشخصي، مثل الكثيرين من الأشخاص في العالم. ودفع به فضوله السياسي إلى لقاء الرجل ومحاولة إدراك الأسباب التي جعلته يختار فضح تصرفات أجهزة الاستخبارات وبالتالي فقدانه عمله وتعرضه لحكم القضاء .
يقول ستون :"أردت التحدث معه لإرضاء فضولي السياسي كمواطن وليس من أجل تصوير فيلم عنه. لقد تبلورت فكرة الفيلم بعدما التقيته تسع مرات وبقيت حائراً أسأل نفسي عما إذا كنت قد التقيت بطلاً معاصراً ضحى بكل شيء عزيز عليه لإيصال الحقيقة الأميركية إلى العالم كله، أم التقيت رجلاً متهوراً لم يكن على دراية بأبعاد تصرفاته؟ وهذا السؤال وحده في رأيي استحق كتابة سيناريو."
زار اوليفر ستون سنودن في منفاه في روسيا اكثر من 9 مرات قبل ان يقرر صنع فيلم لينضم للافلام الوثاقية عنه .. واكان افضلها فيلم المخرجة لورا بويتراس (المواطن الرابع) الذي نال الاوسكار كافضل فيلم وثائقي عام 2015.
ولأن ستون صنع افلاما تناولت الشخصيات الجدلية في عالمنا فإنه القاسم المشترك بينها  "تجمعهم هو في الحقيقة بسيط جداً ولا يتعدى كونهم قد قاموا بتصرفات في فترة ما من حياتهم، كل واحد على طريقته، أدخلتهم التاريخ كل واحد على طريقته أيضاً. وأنا لا أضع نيكسون على مستوى الإسكندر مثلاً، لا من حيث الذكاء ولا القدرة على الإنجاز ولا الجاذبية التي تصنع شعبية الزعيم في فترة ما من حياته. أما إدوارد سنودن فلا شك في أنه سيدخل التاريخ أيضاً في شكل مختلف، لكن بالغ الأهمية."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram