٢—٢
بديهة لا بد من إستحضارها ، كلما ساد هرج ومرج في المجتمع ، او تفشى فساد بين أفراده ، او تسيّد ظلم بينهم ، من سمت الرآس إلى أخمص القدمين ، وبالعكس .
البديهة التي تنتحل شكل سؤال ملح : ما دور المثقف في رأب الصدع ورتق الشق في المجتمع ؟ هل يكفي ان يُؤلِّف كتابا فنطازيا او يدبج مقالا في صحيفة محلية او يُنشئ قصيدة عادية في ديوان أو يتهندم بلباس مميز لأرقى بيوت الأزياء او..؟
في يقيني - المتواضع - دور المثقف اسمى وأنبل من كل ما مر اْعلاه ، مهمة المثقف بالدرجة الأولى ( التوعية ) من آخطار محدقة يراها ويشم شياط نيرانها قبل غيره من البشر .
هكذا شهدنا ولمسنا ديدن المثقفين في الأقطار الني يتهددها وباء الإحتراب ، عربيا وعالميا ، ماضيا وحاضرا ، والوقائع اكثر من ان يحصيها مقال.
ما مهمة المثقفين في بلدي المهدد بالهدم والتمزيق شلوا ، شلوا ، لتوزيعه كما لحوم الأضاحي ؟ المصيبة الكبرى : إننا نعرفهم ولا نعرف اياً منهم . فما من مستفيد ظاهر في اللعبة . بعد ان تعددت الأقنغة وتنوعت الأجندات وصعب التمييز بين الفاعل والمفعول بـه .
مهمة المثقف الحقيقي في هذي الحقبة من تاريخ العراق تتجلى في التصدي لمحارلات البعض في توسيع الشق بدل رتقه ، والتي يزاولها اللاعبون الكبار . حتى قبل ان يدرك نتائجها الوخيمة صغار اللاعبين .
في مقدمة القائمة الفاجعة . إثارة نعرات ، وإحياء خصومات قديمة مرت عليها حقب تجاوزت الألف عام . وإلا ، كيف نفسر هذا العدد المخيف من الكيانات الطائفية والدينية والعرقية والمذهبية والقومية ، والتي تتوالد وتنشطر ، لتتوالد ثانية وتنشطر …..
أضم صوتي لأصوات حكيمة عاقلة ، تدعو لتشكيل نواة لتجمع إنساني محض . عابرا لحواجز الدين والقومية والطائفية والعرقية ، منبهاً لـ —أضاليل — الساسة . متجاوزاً مغانم بعض السياسيين .. كيان لا يثير ضغائن ، ولا يؤجج نيرانا طآئفية خامدة .
هذا حلم صعب التحقيق . أدري ، لكنه غير مستحيل لو حسنت النية ، وتضافرت الجهود . أليست الأحداث الإنسانية العظمى نتيجة حلم ـ إنساني الهدف— راود النخبة .. و تحقق؟
………….
مَن يجرؤ على إعلان ولادة كيان جديد : أمه الإنسانية ، وأبوه الوطن ؟
لو …. فأنا اول المنتمين . وفي مقدمة الداعمين !
جميع التعليقات 1
ناظر لطيف
شكرا لك، هل بالأمكان اليوم مثل هذا الحلم النبيل في كل هذه الفوضى الطائفية وهذا الكم الهائل من السلاح والمليشيات؟