الفنون التشكيلية، بمجالاتها المتعددة تُشكل نقطة نقاش وجدل كبيرين ضمن الوسط الفني والثقافي العراقي، إلا أن المجال المُختلف عليه بشكل أكبر هو الفن التشكيلي الانطباعي، والخاص بنقل صور الطبيعة من خلال لوحة، وكيفية تعامل الفنان مع اللوحة من أجل تلافي جعل
الفنون التشكيلية، بمجالاتها المتعددة تُشكل نقطة نقاش وجدل كبيرين ضمن الوسط الفني والثقافي العراقي، إلا أن المجال المُختلف عليه بشكل أكبر هو الفن التشكيلي الانطباعي، والخاص بنقل صور الطبيعة من خلال لوحة، وكيفية تعامل الفنان مع اللوحة من أجل تلافي جعل اللوحة صورة فوتوغرافية مأخوذة عن الطبيعة.
اللوحة الانطباعية، نوقشت خلال جلسة توقيع كتاب الفنانة التشكيلية حياة جميل حافظ والذي يحمل عنوان (( الطبيعة و الضوء و اللون )) والتي اقامتها جمعية دعم الثقافة، على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين صباح يوم السبت الماضي.
حيث قال عضو جمعية دعم الثقافة مفيد الجزائري " إن الفنانين الرواد قلّة بيننا، يجب أن نذكرهم بعد رحيلهم، ويجب أن نستغل الفرص التي تُمنح لنا للاحتفاء بهم في حياتهم، وكون الفنانة التشكيلية حياة جميل حافظ لا تزال تملأ علينا الحياة، يجب أن لا نفوت فرصة الاحتفاء بها."
بدوره، يذكر مقدم الجلسة الفنان والناقد التشكيلي جواد الزيدي "أن الاحتفاء بحياة جميل حافظ هو احتفاء بجيل ريادي في الفن التشكيلي، الذي اسهم في الحركة التشكيلية الحديثة والانطباعية بشكل عام، بالرغم من أن المبدأ المتطرف يعتبر أن المدرسة الانطباعية هي مدرسة نقل صورة مشابهة للطبيعة وهذا معيار خاطئ جداً."
ويؤكد الزيدي "أن الفن التشكيلي الانطباعي، لا يعني نقل الطبيعة بشكل حرفي، بل يمثل رؤية الفنان الخاصة للطبيعة، باضافات الألوان، ومزجها والتحكم بها، وإدخال اخيلته الخاصة عليها ليعطيها موضوعة جديدة وثيمة جديدة."
وأشار الزيدي الى "أن التشكيلية حياة جميل حافظ تُعد من اهم فناني الانطباعية، إذ رغم محاربة المتطرفين لهذا المجال إلا أن حياة جميل حافظ اصرت على نقل هذا النوع من الفنون والتعامل به وتداوله، حتى الان."
بدوره، ذكر الفنان عباس جاور "أن الاحتفاء بحافظ مهم جداً فنحن نحتفي بجماعة المثلث الذهبي في الحركة التشكيلية العراقية، وهم جماعة الانطباعيين الذين وجدوا عام 1953، والتفوا حول حافظ الدروبي الذي يعد مؤسس المدرسة الانطباعية وواضع اسسها."
وأشار جاور الى "أن حياة جميل حافظ من الفنانات اللاتي بقين مختصات ومحافظات على اللون الانطباعي، رغم عدم وجود دراسة للطبيعة العراقية في الفن التشكيلي، لأن الكثيرين يخشون هذا اللون من الفنون التشكيلية، بسبب احتمالية الوقوع في فخ النقل الحرفي للمنظر."
وأضاف جاور "أن لأسرة حياة جميل حافظ الدور الاساس في تمسكها بمبدئها في استخدام هذا اللون، فهي انحدرت من عائلة عملت على تطوير الدور التوعوي في الفرد العراقي وكانت لها اسهامات في الوجدان العراقي منذ مطلع الخمسينات."
كما ذكرت شقيقة المحتفى بها سافرة جميل حافظ "أن حياة كانت عضوا مؤسسا لجمعية الانطباعيين العراقيين، كما انها كانت معلمة في مدرسة الراهبات ، وبعدها انتقلت للتعليم في مدرسة الموسيقى والباليه وكذلك عملت في دائرة الفنون التشكيلية، ثم سافرت خارج العراق في بداية التسعينات من القرن الماضي."