دخل الموسيقار الألماني كارل ماريا فون فيبر (1786 – 1826) التاريخ بصفته أول مؤلف موسيقي رومانتيكي بتأثير مباشر من أعماله الاوبرالية الثلاثة: الصياد العجيب وأوريانته وأوبرون. فقد غرف من التقاليد الشعبية الألمانية واستكشف خبايا تأثير اللون الموسيق
دخل الموسيقار الألماني كارل ماريا فون فيبر (1786 – 1826) التاريخ بصفته أول مؤلف موسيقي رومانتيكي بتأثير مباشر من أعماله الاوبرالية الثلاثة: الصياد العجيب وأوريانته وأوبرون. فقد غرف من التقاليد الشعبية الألمانية واستكشف خبايا تأثير اللون الموسيقي واستعمل الأدوات الموسيقية بشكل جديد عبر إعطائها معانٍي رمزية، على الخصوص كان استعماله للهوائيات والنحاسيات متميزا. كان أول من استعمل بشكل مقصود ما يسمى باللحن القائد أو اللحن الدال الذي يرمز لحدث ما أو شخصية ما في الأوبرا، وهي التقنية التي تلقفها فاغنر من بعده واشتهر باستعمالها في الدراما الموسيقية كما اعتاد أن يسمي الأوبرات التي كتبها. في الحقيقة كان تأثير فيبر على التطور الموسيقى اللاحق في مجال الأوبرا الألمانية يوازي تأثير بيتهوفن (توفيا في نفس الفترة). كان مجدداً في الكثير من الجوانب، ويعتبر مؤلف أول أوبرا قومية ألمانية. وكان ناقداً موسيقياً كذلك سبق روبرت شومان، أشهر ناقد وموسيقي آنئذ. اهتم بمؤلفاته كثير من المؤلفين الذين أتوا بعده. فقد اعيد توزيع عدد من أعماله على يد مؤلفين آخرين مثل فرانس ليست الذي اشتهر بإعادة توزيع الأعمال المهمة وحتى الأوبرات للبيانو. أما الفرنسي أكتور برليوز (1803 – 1869) صاحب السيمفونية الفنطازية فقد فعل عكس ما كان ليست يفعله، فقد وزع عمل فون فيبر للبيانو "دعوة إلى رقصة الفالتس" للأوركسترا، وقد نجح في ذلك أيما نجاح.
وبقدر أهمية الاوبرات التي الفها فيبر، لم تحمل أعماله الاخرى الشحنة التجديدية العميقة التي ميزت اوبراته في السعي لتوحيد النص والموسيقى والفعل الدرامي المسرحي في وحدة فنية لم تكن معروفة من قبل. مع ذلك تتميز أعماله غير الاوبرالية بكونها ذكية وطرية ومليئة بالأفكار والحلول المفاجئة الجديدة. برع بشكل خاص في استعمال الأدوات الهوائية والنحاسية في موسيقى الحجرة. من جانب آخر برزت قدراته كقائد اوركسترا من الطراز المعاصر بقدرته على ترجمة الأعمال الموسيقية بأبعاد جديدة، على الخصوص في مجال الأوبرا بتقديمها في وحدة مع باقي الفنون كما ذكرت.
توفي فيبر في لندن خلال زيارته لها لتقديم اوبرا اوبيرون بسبب مرضه بالسل، ونقل جثمانه لاحقاً ليعاد دفنه في دريسدن بألمانيا سنة 1844 بمبادرة من ريشارد فاغنر الذي نعته بأنه المؤلف الموسيقي الأكثر ألمانية.










