TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فايروس صحفي

فايروس صحفي

نشر في: 28 أكتوبر, 2016: 09:01 م

تشهد الساحة الرياضية عروضاً مجانية في فنون القتال الكلامي والتشهير ومحاولات تسديد اللكمات التسقيطية  من قبل بعض الإعلاميين والصحفيين الرياضيين لزملاء لهم في المهنة تحت عناوين كبيرة تأخذ من الحرص والحرية المطلقة غير المقيّدة ستاراً لها في الترويج عن نفسها وفرض واقع جديد غير مألوف سابقاً يمكن أن نطلق عليه صراع من أجل البقاء ليس للأفضل، بل لمن هو أكثر دهاءً ومَكراً في اصطياد المواقف ومحاولة تفسيرها وفق أهواءه التي لا تتعدى بين القبض على الشهرة أو الانتصار لجهة تتفق معه في الهدف والرؤية.
فوضى عارمة بدأت تطيح شيئاً فشيئاً بتاج الصحافة الرياضية من دون أن تكون هناك قيود أخلاقية ومهنية تُلجم مَن يتمادى في الإيغال بهواية قيادة الحملات عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على قدسية الفكر الإنساني ومحاولة تجييش الأصوات المناصرة لهم تحت ذريعة حب الوطن والحيادية لضمان بقاءهم في دائرة الضوء كلاعبين اساسيين وممثلين وحيدين لصوت الصحافة وفي ذات الوقت اسقاط المخالفين لطروحاتهم واسكاتهم بعد ان يقذفوا بهم في أتون شك الجماهير بنواياهم.
لقد وصل الحال عند البعض أن يختزل واجبه المهني بالبحث عن الإثارة واستدراج ضيوفه لتأجيج الصراعات كهدف اساسي لديمومة ظهوره ومن ثم استغلال البرامج في تصفية خلافاته الشخصية مع الآخرين ثم تراه ينقلب فجأة في الطعن بمصداقية ما تطرحه الصحافة الرياضية ويُشكِل عليها حق احترافيتها في تقديم مادتها الرصينة وكشف الحقائق غير المحرّفة للجمهور الرياضي بذريعة عدم ملائمة الوقت بينما يتناسى سياط النقد الجهوري الذي كان يمارسه في أوقات عصيبة عندما كان المنتخب الوطني يمر بظروف استثنائية بسبب الخسائر المتتالية في تصفيات كأس العالم الحالية من دون أن يتذكر لحظة اهمية الوقت الذي يتباكى عليه !
انها المزاجية والإزدواجية في التعامل والتصرف بدأت تطغى على المشهد الصحفي وباتت تؤسس الى فرق متناحرة بدلاً من أن تلتئِم وتتوحد تحت سقف واحد وتصطف كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً من أجل خدمة الكلمة والرياضة العراقية من دون اقحامها بجوانب أخرى بعيدة عن أهدافها وتوجهاتها يتألق فيه مَن يؤثر في تصحيح المسار ويسهم في تطوير خطوات اللحاق بركب الرياضة العالمية فيصفق له الجميع  ويُثني عليه ويرفع من شأنه ومن يتعثر في خطواته أو تنحرف تصرفاته بعيداً عن المهنية بغير قصد فالنصيحة والتقويم ضمن اركان البيت الصحفي هي خير علاج وليس التسقيط والتشهير العلني.
باختصار.. لقد أصبحنا في حاجة الى توجيه النقد الذاتي للعمل الصحفي والإعلامي الرياضي أولاً بكل صراحة وشفافية والى تدخل فوري من اتحاد الصحافة الرياضية والرواد والكفاءات المشهود لها من أجل عقد اللقاءات والتباحث في صيغة إلزامية تعيد تنظيم العلاقات بين كل الأطراف وتطرح آلية تحفظ الحقوق وتحمي ما تبقى لدينا من أقلام واصوات مهنية "صادقة ونظيفة" وخاصة ونحن نشاهد تلك المنظومة تتلقى ضربات موجعة أطاحت بوحدة كلمتها وشتت مواقفها بعد ان اصيب نظامها الفكري بفايروس هجين مستورد من خارج الحدود يعمل على مسح ذاكرة الأجيال الحالية  لصورة العمل الجمعي ومبادىء الزمالة المهنية ويؤسس لنهج جديدة لا دور فيه لمن يكتب بصدق ضمن المصلحة العامة بينما يخلق ابطال من ورق فقط لأنهم بارعون في تزييف الحقيقة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: طاعون الفشل

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: هلوسات مرشح خسران!!

العمود الثامن: رجاء اقرأوا التدوينة

قناديل: كفكف دموعك واتبع سيدوري

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

 علي حسين تستيقظُ صباحا، فتجد ان مسلسل الكيانات الطائفية يواصل عرض حلقاته بنجاح ، وكان آخرها الحلقة التي قام ببطولتها محمود المشهداني وفيها يعلن عن تشكيل كتلة سنية جديدة ، اتمنى ان تركز...
علي حسين

كلاكيت: "عن الآباء والأبناء"… وراثة العنف

 علاء المفرجي وجدت الأفلام الوثائقية، في بداية الثورة السورية، طريقها إلى التشكّل عنصراً مهمّاً في توثيقها منذ بدايتها. ساعَد على ذلك التطوّرُ التقني الذي لمع في سنوات الثورة. لم تعرف أماكن ساحات الاعتصام...
علاء المفرجي

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

غالب حسن الشابندر من الخطا التعامل مع موضوعة البحر الاحمر بلغة الدول المتشاطئة فحسب ، لأن الموضوع سياسي ، ولذلك التعامل ينبغي أن يكون بلغة (الجيوسياسي ) وليس الجغرافي ، وفي ضوء هذه النظرية...
غالب حسن الشابندر

المخطوطات..بين الموجود والمفقود

رشيد الخيون عندما نقرأ عن شغف الأقدمين، بجمع الكتب العربيَّة الإسلاميَّة، نعني المخطوطات، فكان ظهور آلة الطّباعة حداً بين المخطوط والمطبوع، وذلك خلال القرنين السَّادس عشر والسَّابع عشر. لذا، لم يسترعِ ما خُط بعدهما...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram