TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: مُت حتى تثبت براءتك!

مصارحة حرة: مُت حتى تثبت براءتك!

نشر في: 6 فبراير, 2010: 05:01 م

إياد الصالحيتلجأ بعض المؤسسات الرياضية في العالم الى إنصاف الرياضيين المشتبه بضلوعهم في قضايا تمس النزاهة الشخصية والمال العام باللجوء الى تصفح سيرهم السابقة ومقارنة اعمالهم الخدمية التي قدموها لبلدانهم سواء أكانوا لاعبين ام مدربين ام اداريين بما يحقق قدراً كبيراً من العدل يوازي إخلاصهم ومنجزاتهم
ويقلل كثيرا من الضرر الذي يقع عليهم في ظروف يصعب حسم الإدانة ضدهم بسهولة ، وسجل التاريخ حالات مشرقة لعب فيها مسؤولوا اللجان الاولمبية في العالم أو وزراء الرياضة ، بل حتى رؤساء الحكومات ادواراً مؤثرة من اجل المحافظة على رموز رياضية من الضياع وراء القضبان طالما ان الشبهة لم تكتسب درجة الثبوتية القطعية او ان القضية برمتها لا تستحق ان ينال الرياضي العقوبة كالتي تطبق بحق السراق او المجرمين او مرتكبي الآثام العظيمة.للاسف ، مازال موقف امين عام اللجنة الاولمبية السابق ورئيس اتحاد كرة السلة حسين العميدي غامضاً في ضوء تأخر حسم ملف الاستئناف وتداخل محاور كثيرة في موضوعة تحميله التقصير في عدم متابعة مصير المال العام في قضية توريد تجهيزات خاصة باتحاد التجذيف بالرغم من دفع تكاليفها بالعملة الاجنبية في عهد رئيس اللجنة الاولمبية السابق احمد الحجية الذي اختطف في 15 تموز 2006 بمعية عدد من اعضاء المكتب التنفيذي وفقدت معه حقائق كثيرة ذات علاقة بهذا الملف وغيره .لا نحبذ الدخول في مماحكة مع القضاء لانه ادرى بعمله المستقل وما احيط من معلومات ومستندات تفصيلية دفعت المحكمة لإلقاء العميدي في سجن المأمون ، إلاّ اننا نتساءل بحيادية تامة : ما سبب ترك الرجل يصارع قدره بنفسه مع انه ليس برجل عادي بيد انه يمتلك تاريخاً رياضياً مشرّفاً ممتداً من ستينيات القرن الماضي مع ثاني اشهر لعبة في العراق بعد كرة القدم ، وواصل وفاءه وولاءه وتضحياته للرياضة العراقية في اقسى المحن التي اجتاحت البلد ولم يسجل ضده ما يخوّن مبادئه ويلصق به صفة ( اللاوطنية) ، بدلالة تسنمه مناصب عدة محلية وعربية توجها بشغله الامانة العامة للجنة الاولمبية في ادق مرحلة ألزمته مسؤولية المحافظة على سمعتها وموجوداتها عقب زلزال اختطاف الحجية الذي هزّ اركان الرياضة العراقية ، وكاد يقوّض مفاصلها الرئيسة لولا جهود حسين العميدي وزميله بشار مصطفى وبقية اعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الاتحادات المركزية الذين تكاتفوا ودفعوا عجلة الرياضة الى طريق آمن بعد ان نذروا انفسهم لمصلحتها وإعلاء رايتها من دون مقابل.هناك ثمة حقيقة بقدر ما هي مؤلمة الا انها تؤكد سلامة موقف العميدي على الصعيد المهني ، ففي الوقت الذي وافق فيه على قبول مهمة الامين العام وكالة اضافة الى رئاسته اتحاد كرة السلة فانه جابه مخاطر جمة جراء سياسة الحزم والضرب بالحديد لكل من تسوّل له نفسه الانتفاع من ميزانية الاولمبية والاتحادات من اجل مشاركات خارجية وهمية ، ألا يُعد هذا حفاظاً على المال العام ، وبراءة من التهمة الباطلة التي لبسته بعد ان قدم ادلة كثيرة على عدم تورطه في فساد مالي او إهمال مزعوم!  فقد قطع الرجل دابر اكثر من رئيس اتحاد كانت جعبة انشطته خاوية من الإنجاز حتى بلغ الامر حد تهديد حياته عندما تعرض الى محاولة الاغتيال عام 2005 لولا عناية الله سبحانه وتعالى التي انقذته ، بيد انه لم يَلن او يخضع للابتزاز ولم يساوم شرفه المهني مقابل مغريات كثيرة عرضت عليه كما تحدث في لقاء مع ( المدى) اكد فيه (ان الاولمبية طاهرة ومن يشكك برجالها كأنه يضرب رأسه بالصخر)!هناك أمر آخر لا يقل أهمية لإثبات حُسن اعمال العميدي وجاءته الشهادة الحميدة هذه المرة من الهيئة العامة لاتحاد كرة السلة التي تأبى ان تمارس حقاً ديمقراطيا مكفول لها في حال غياب رئيس الاتحاد مدة طويلة حيث ترفض عقد مؤتمر انتخابي لاختيار الرئيس الجديد او إناطة الثقة بنائبه ليتزعم الاتحاد ومازالت تنتظر الإفراج عنه ليواصل معها مسيرته النظيفة .إنّ ما بناه العميدي من حصانة اخلاقية ورياضية وما يتمتع به من خصال طيبة لابد من ان تمتد اليه ايدي المسؤولين لحمايته من المجهول في ضوء المماطلة والتسويف وعدم وضوح النيات لإنهاء معاناته التي يجب ان تنتهي لانه اولا واخيرا عراقي وفيّ لأرضه ورياضييه ولم يهرب من المواجهة برغم التهديدات التي تلقاها في اثناء وجوده مع الوفد الاولمبي في العاصمة الصينية بكين صيف عام 2008 وحضوره عشرات المناسبات والملتقيات الرياضية بعد القرار الحكومي 184 أيار من العام نفسه الذي جمّد المكتب النتفيذي آنذاك وكان يردد في العلن بانه لن يخشى سوى بائعي الضمائر ومحترفي صناعة المكائد لئلا يحيكوا له المؤامرة في محاولة لنسف جهوده قبيل دخوله الانتخابات الاولمبية في نيسان العام الماضي.نحن نشاطر العميدي قلقه وتساؤله : هل يجوز ان يبيت رياضي معطاء وراء القضبان كل هذه المدة الطويلة بينما يسرح ويمرح المطلوبون للعدالة في خارج الحدود ويبذخون الاموال السحت على ملذاتهم وبالمقابل يموت العميدي وغيره ألف مرة في اليوم من أجل إثبات براءته ؟!Ey_salhi@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram