TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > منظمات المجتمع المدني ودورها فـي إنعاش الأهــوار العراقية

منظمات المجتمع المدني ودورها فـي إنعاش الأهــوار العراقية

نشر في: 6 فبراير, 2010: 05:12 م

أيمن محمد نجيب(إذا أردت أن ترى الجنة فهي موجودة هناك بين دجلة والفرات، كما أن بين النهرين عالماً جميلاً ورائعاً وأُناساً طيبين). (كتاب العودة إلى الأهوار) لمؤلفه (كارفن يونغ) . تلك المقدمة قيلت بحق الأهوار العراقية، اللوحة الرائعة التي احتضنتها بلاد وادي الرافدين والتي ارتسمت في وجوه سكانها منذ اقدم العصور والازمان
 الحياة البدائية البسيطة والتي هي امتداد لاقدم واعرق الحضارات والسلالات التأريخية القديمة حيث اجتمعت فيها ميزات انفردت بها دون غيرها من مناطق العالم، عالم جميل وساحر يبهر ويسَر كل من يزورها ومن ينظر اليها، امتازت بجمال الطبيعة ومناظرها الخلابة الساحرة كونها أغرب بيئة مائية يعيش فيها الانسان والحيوان والنبات والطير والسمك سوية في وسط الماء في جو ساحر مستقل عن العالم. كما تعتبر أكبر محطة استراحة للطيور المهاجرة من سيبيريا وبعض الدول الافريقية، هذه البيئة الرائعة جعلت من الانسان في الاهوار أما شاعراً أو أديباً أو روائياً أو محباً للأدب بشكل عام. ولكن مع الأسف تعرضت تلك اللوحة الجنوبية (الأهوار العراقية) إلى الاهمال وعدم الاهتمام والاكتراث بأهميتها وحاجة ساكنيها الى الخدمات الضرورية على طول فترات الحكومات المتعاقبة على العراق، وكان آخرها ما تعرضت اليه الاهوار العراقية لاكبر جريمة شهدها التاريخ إبان حكم النظام السابق الا وهي (جريمة تجفيف الأهوار) في التسعينيات من القرن الماضي كونها أستهدفت الانسان والحيوان والنبات معاً. ومن أجل النهوض بالواقع البيئي والخدمي والسكاني لتلك المناطق بعدما عانت ما عانته من ويلات الحرمان والتدهور المعيشي والغذائي والمائي والبيئي وبعد سقوط النظام السابق أخذت المساعي الدولية لإنعاش الأهوار العراقية بجدية وبرز دور المنظمات الدولية سواء التابعة للأمم المتحدة أو منظمات المجتمع المدني، حيث نفذت تلك المنظمات وبالتعاون مع الوزارات الحكومية ومنها وزارة الموارد المائية - مركز إنعاش الأهوار العراقية برنامجها الذي بدأ قبل ثلاث سنوات بأغمار مناطق الأهوار بالمياه وعودة النشاط الاحيائي فيها، فكان لها الدور الكبير في الإشراف والتنفيذ وتوفير الجانب الخدمي والبحثي لعودة هذه الأهوار بصورة كاملة وتشجيع مواطنيها للعودة إلى ديارهم وممارسة حياتهم الاعتيادية بعد أن حرموا منها، هذا بالاضافة إلى دور منظمات المجتمع المدني في وضع الدراسات الديموغرافية للسكان لمعرفة رأيهم ورغبتهم في العودة واحتياجاتهم الخدمية والإسراع بوضع الحلول الكفيلة بالتخلص من الآثار السلبية للجفاف وإعادة تغذية الأهوار بالمياه لغرض الحفاظ على ديمومتها واستعادة نظامها البيئي والصحي للانسان والحيوان والعمل على تطوير الثروة السمكية وتسخير موارد بيئة الأهوار لصالح الانسان من خلال خدمة الانسان للبيئة وتقديمها للمساعدات في الجوانب الصحية والتعليمية والخدمية، الامر الذي شكل نقطة تحول كبيرة في بيئة الأهوار وواقعها الحالي والذي ساعد سكانها إلى اعادة مزاولة نشاطاتهم في شتى الاختصاصات والاهتمامات. ما نطمح له أن تتوسع هذه المنظمات وبالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة على إنعاش الاهوار والعودة بها إلى التطبيق الواقعي لمقولة (كارفن يونغ) في مقولته أعلاه من أجل البدء بأعتمادها كمصدر مهم من مصادر الثروة الطبيعية التي يتمتع بها العراق ولتكون إضافة نوعية لدعم القطاع السياحي في البلد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram