احمد نوفل عبر نافذة غرفتي وعند الصباح رأيت طفلين احدهما افترش الأرض يلعب بكريات زجاجية على ما يبدو والآخر كان ممسكا بسلك كهربائي يصل ما بين بيت احد المواطنين والمولدة الكهربائية التي لم يستغن عن خدماتها رغم التحسن في زيادة الطاقة الكهربائية المغذية للدور.
رحت أراقب هذين الطفلين وهما يعمدان الى سرقة السلك الكهربائي بواسطة سكين يحملها الآخر.الذي يلعب الكريات الزجاجية كانت مهمته المراقبة لئلا يأتي صاحب السلك الكهربائي فتبوء خطة السرقة المعدة سلفا بالفشل وبادوار موزعة كما يجب.قبل يومين من هذا الأمر لم تصل الكهرباء من المولدة إلى البيت وعشت وأفراد عائلتي في ظلام دامس وقد ظهر بأن احدهم قد قام بسرقة عشرات الأمتار من السلك الممتد بين بيتي وبين مكان المولدة .هذا الأمر جعلني اصرخ بالطفلين السارقين بأن يدعا السلك الذي ينويان قطعه لكنهم فعلا ذلك ووضعا الغنيمة داخل كيس ابيض، لكنني أطبقت عليها وأمسكت بهما وسألتهما عن العائلة والمنطقة التي أتيا منها ,في هذه الأثناء جاء العديد من الجيران الذين سبق لهم وان سرقت أسلاكهم الكهربائية وأشاروا الى ضرورة تسليمهما للشرطة.على اثر ذلك اخذ الطفلان بالبكاء وتضرعا بان يدعوهما على ان لا يكررا فعلتهما الخطيرة هذه بالناس الفقراء لكن جار لنا أصر على ذلك لأنه سبق وان تعرض لسرقة متكررة من هذا النوع فانبرى احدهم لينال عطف الموجودين ويذكر للمجتمعين بأنهما (خطية ) ويجب تركهما لشأنهما. اعتقد موقف الآخر الذي يتسم بالعاطفة ولا يحسب للأبعاد التي يمكن ان تؤدي بهذين الطفلين لولوج جريمة السرقة من أوسع أبوابها، سيساعد سلوكاً خاطئاً يمكن ان لا يقوم لاسيما وان الطفل في هذا العمر ان هو تعود السرقة فليس له من فكاك منها .أضف إلى ذلك ان الأذى الذي تسببا به انعكس على عوائل عديدة نالها الضرر على يد طفل في السابعة او العاشرة فيا ترى ان ترك لأمره من يستطيع ان يخمن ما سوف يلحق من أضرار وأذى في المجتمع الذي يعيش في كنفه .العاطفة والتعاطف لا يمكن ان يكونا العلاج لمثل هذا الأمر.
يسرقون الاسلاك
نشر في: 6 فبراير, 2010: 05:20 م