TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ملايين التنابلة

ملايين التنابلة

نشر في: 30 أكتوبر, 2016: 09:01 م

هيئة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة منحها قانون شرع في عام 2013  نسبة خمسة في المئة من الدرجات الوظيفية ، وعادة ما  تكون في وزارة التربية او وزارات اخرى . في اخر احصائية للهيئة  بلغ عدد المسجلين لديها اكثر من ثلاثة ملايين شخص ، الأعداد في تزايد مادامت حوادث العنف مستمرة ، والانتحاريون  يتحركون بحرية في اختيار اهدافهم لإضافة  ارقام جديدة الى سجل  ضحايا العمليات الارهابية .
في العراق اكثر من ستة ملايين موظف بحسب وزارة التخطيط ، الموظف الواحد يؤدي خدمة عامة لاتتجاوز ربع ساعة في اليوم ، حين تحولت الوزارات الى ضيعات تابعة للاحزاب المشاركة في الحكومات المتعاقبة ، وجد المقربون من الوزير ومنتسبو حزبه فرصة  التعيين في الوزارة ، على هذا النهج  سارت الامور فتراجع الاداء الحكومي ، مع ترهل في جميع الدوائر الرسمية ،استنزف موارد الدولة .
"تنبل ابورطبة" شخصية  خيالية  وردت في قصص شعبية ، فهو يبحث عن قشور  الباقلاء ليتناول طعامه ، كان ينام بجوار نخلة منتظرا سقوط الرطب في فمه ، وصل به الكسل الى الامتناع عن مد يده الى جواره ليتناول الرطب المتساقط .  شخصية  "تنبل ابو رطبة" وظفها المخرج الراحل قاسم محمد  في مسرحيته "كان ياماكان" ليسخر من الكسالى والتنابلة بكل اشكالهم وانواعهم.
 التنابلة ماركة عراقية ، متوفرة في كل مكان ، وفي  كل الاوساط ، جعلت الفلاحين يتركون اراضيهم ، بعد ان فضل الكثير منهم الانضمام الى احزاب دينية  ، فاخذ العراق يستورد البصل والثوم من دول الجوار .  التنابلة بين اصحاب الحرف والمهن  لهم حضور ادى الى  انحسار صناعة "النعل الشطراوية" والخناجر العفجاوية نسبة الى مدينة عفج.  وباء التنابلة انتقل الى الحياة السياسية ، فمجلس النواب مازال ينتظر تحقيق التوافق بين رؤساء الكتل النيابية المبشرين بالجنة لتمرير مشاريع قوانين معطلة منذ الدورة التشريعية الاولى. داء التنابلة اثر في اصدار قرارات تتعلق بمصادقة رئيس الجمهورية على احكام صادرة بحق مدانين بارتكاب جرائم ارهابية .
"تنبل ابو رطبة السياسي"  يقف وراء تعطيل لجنة التعديلات الدستورية ،  وعرقلة تفعيل الاجراءات القضائية بحق المتورطين بملفات فساد وهدر المال العام، هذا النموذج من التنابلة يتقمص دور الكسلان ، لكنه كثير النشاط في تحقيق مكاسبه الشخصية ، تحت ستار الكسل  يستطيع ان "يلفلف بلدا بكامله " فهو يؤخر معاملات اطلاق سراح موقوفين محتجزين في مراكز امنية، حين يحصل على المقسوم ،يخلع قناع الكسل وينطلق كالغزال لانجاز المعاملة خلال دقائق .  وجود التنابلة في  العراق باشكال وانواع واصناف متعددة يتطلب استحداث هيئة  تنظم عملهم تمنحهم هويات تعريفية مع امتيازات فهم لا يختلفون عن اعضاء مجلس النواب الحاليين والسابقين ، من حق التنبل الحصول على جواز سفر دبلوماسي ليمثل العراق في المحافل الدولية للحصول على دعم لذوي الاحتياجات الخاصة المسروقة وظائفهم من احزاب معروفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram