بطلة الرواية، فتاة حالمة أحياناً ، حياتها شبه مختلفة عن الاخريات، تعيش في عالم تخلقه باوهامها او الوقائع التي تجرى امامها، أو ما تقرأه في الصحف اليوم، انها حالمة تخلق عوالم جديدة لها، وتضيف اليها مشاهد أخرى.تقف عند رصيف الجسر، تنظر الى الماء وتتخيل م
بطلة الرواية، فتاة حالمة أحياناً ، حياتها شبه مختلفة عن الاخريات، تعيش في عالم تخلقه باوهامها او الوقائع التي تجرى امامها، أو ما تقرأه في الصحف اليوم، انها حالمة تخلق عوالم جديدة لها، وتضيف اليها مشاهد أخرى.
تقف عند رصيف الجسر، تنظر الى الماء وتتخيل مشاهد عديدة لصديقتها البعيدة في مدينة الضباب. وتتخيله أيضاً، أتراه يفكر فيها كمل تفعل ، اهو حالم ايضاً ؟
وما بين الحلم وعاطفة الحب – تواصل يومها ، تتطلع الى السماء وتقاوم الشمس.
انها تحلم وتتوهم، وقال لها ذات يوم: كم انت حالمة، انت اشجع مني، لقد انتظرت عشرين عاماً كي اتحرر من الوهم.
وهي تقضي يومها في كثير من الايام عند الجسر.
كان عالم الفتاة يتكون من النهر وعبور الجسر، وأشارت احدى وكالات الانباء الى محاولة انتحار.
وتمضي هذه الرواية في احداث ضبابية، ويعرف القراء الكثير عن اوهامها واحلامها واوشكت ان تخبره عن نفسها، وهي تتحدث في داخلها عن حياتها، دون ان توضح ما فيها، حتى انها لا تريد ان تتحدث عن زواجها السابق.
وتسرد البطلة، اخبارا كثيرة عن حوادث القتل. وحياتها كما تقول "ان حياتي مثل فزورة يراد حلّها". وكان زوجها كذلك، له اوهامه هو الآخر، يقتات على الذكريات والاوهام، أمضى سنوات طويلة وهو يرسم صورة لهم، ويكاد لا يتذكرهم لصغر عمره آنذاك.
اذن فالاثنان يتذكران الماضي ويعودان الى مرحلة الصبا، احياناً وذات يوم، وضع احدهم كمامة على انفها سار كل شيء بسرعة، ورفض زوجها التفاوض على إطلاق سراحها، إذن فان الخيال المبهم هو المسيطر على احداث الرواية والبطلين، ولكن والدها تكفل بذلك.
إذن الحياة لم تكن سعيدة بينهما وتمضي الامور هكذا. وتتحدث الكاتبة عن أحداث كثيرة في أعوام الثمانينات وما حدث من أمور في اعوام الحرب.
الكاتبة عبر بطلة الرواية : "هل يولد الألم كل هذه القسوة؟ لم تكن الحياة سعيدة معهما."
وكان هو قد بدأ يتجنب حضورها. ويراهن على تراجعها. وقالت له يوماً "تريد ان تهاجر" وهي تشبك ذراعيها على بطنها.
إذن نجد ان البطلة حالمة، تعيش في الأوهام احياناً، وجاءت الحرب، الشرسة ، في جبهة الحرب وفي المدن ، وامتلأت المستشفيات بالجرحى والموتى.
وتعود ذاكرة الكاتبة الى عام (196) هجرية. جيوش المأمون، دخلت المدن وقتلت وحرقت، ولكن بغداد حاربت وتعود الكاتبة الى تلك الحرب والدفاع عن بغداد بقيادة الأمين وظل الجند صامدين وكانت النتيجة حرق بغداد لأول مرة في تاريخها.
***
فقأ جندي عراقي عين جندي أمريكي وكان الجندي يتأهب لأخذ صورة تذكارية معه في سوق الغزل (للحيوانات والطيور في بغداد). واطلق الجيش الامريكي سراح الكثير من سجناء "ابو غريب" وقدر عددهم بـ (638) سجينا. كما قيل انهم قد تحرشوا بالسجينات في "أبو غريب".
ووفقاً لسجلات وزارة حقوق الانسان في شمال العراق، ان (598) إمرأة عانت الضرب او القتل بالرصاص او الحرق او الرمي من فوق مبنى عالٍ او ارغامهن على تناول السم او اغراقهن. او انهن لجأن الى قتل انفسهم خلال عام 2007، مقابل (553) إمرأة في عام (2006).
وتقول صحيفة لوس أنجلس ان جندياً سابقاً في الجيش الأمريكي حكم بالسجن مدى الحياة لادانته باغتصاب فتاة عراقية وقتلها مع والديها وسقيقتها في عام (2006) انتحر في زنزانته.
إن الكاتبة إرادة الجبوري لجأت الى كافة الصحف العراقية والانكليزية ، كي تنقل منها حوادث بشعة ارتكبت من قبل القوات الامريكية في العراق.
وتوالت الاحداث على بغداد وتوالت الاخبار، ويقول تقرير الامم المتحدة ان (55376) عراقياً قتلوا على الاقل في اعمال العنف التي جرت، وتقول اوراق الامم المتحدة انها جرت في النصف الاول من 2014 .
وتمر احداث اخرى في العراق: وتخرج كهرمانة مفكرة ايامنا وفواتير ايامنا في مقهى الصالحية قبالة مبنى الاذاعة والتلفزيون سابقاً وكان ملتقى الفنانين.
وتهرع كهرمانة لحمل شهقة مسن وتنادي سليمة باشا "لو سألوني عنك شرد اجاوبهم شكول".
وتنادي:
"يا ابن غني يا ابا هاجر، خذ الجراد وامنحني اجنحة ابن فرناس."
إن ارادة كاتبة جيدة، تربط الماضي بالحاضر / من بغداد.
عنوان الرواية: فياغرا (إرادة الجبوري – الطبعة الاولى في عام 2016).