قبل عقد من الزمن تقريباً، كانت سلسلة من أفلام هوليود الجادة والباهتة على الأغلب، تتناول كلفة حروب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. منها "في وادي الإله" لبول هاغيس عام 2007، و " كفى خسائر Stop-Loss لكمبرلي بيرس عام 2008. وهما عملان عابسان تبعهما جيل

قبل عقد من الزمن تقريباً، كانت سلسلة من أفلام هوليود الجادة والباهتة على الأغلب، تتناول كلفة حروب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. منها "في وادي الإله" لبول هاغيس عام 2007، و " كفى خسائر Stop-Loss لكمبرلي بيرس عام 2008. وهما عملان عابسان تبعهما جيل من أفلام الأكشن المولعة بخطر أن يكون الواحد جندياً في أفغانستان والعراق، أبرزها " خزانة الأذى The Hurt Locker" لكاثرين بيغلو (2008، و"الناجي الوحيد" لبيتر بيرغ (2013) وبعده بعام " القناص الأميركي" لكلنت أيستوود. ولقد تحوّل اهتمام هوليود بالحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى في الفترة الأخيرة.
وقد أتى أولاً "رقصة تانغو ويسكي" حيث تجد صحفية تلفزيونية الشهرة والرومانسية كمراسلة حربية في أفغانستان. ثم جاء "Rock the Kasbah" لباري ليفينسون. وهو مستلهم من مغنية أفغانية، سيتارا حسينزادة، أزعجت مسلمين محافظين برقصها من دون حجاب في مسابقة مواهب متلفزة. ولم يكن الفيلم يركز على المغنية، وإنما على مدير روك أند رول مرهَق جداً يقوم بدوره بيل موري. أما الفيلم الثالث، وهو الأفضل، فهو "كلاب الحرب"، الذي يمكن القول إنه عمل ساخر وهزلي جداً شارك في كتابته وأخرجه تود فيليبس، صانع "The Hangover" وتتماته.
والبطل المضاد، أو اللّا بطل، في هذا الفيلم اثنان هما ديفيد باكوز (ويقوم بدوره مايلز تيلَر) وأفريم ديفَرلي (جونا هيل). ويبيّن الفيلم أن ديفيد هذا كان في عام 2005 ضجراً من الرواح والمجيء كمعالج تدليك من منزل إلى منزل على الشاطئ. ولهذا نجده يقفز حين تتوفر له فرصة العمل مع أفريم، زميل مدرسة قديم يتعاطى الكوكايين. ويقوم هذا بتعريفه على موقع أنترنت عام ينشر عليه البنتاغون العروض الخاصة بعقود قياداته العسكرية.
وتُختار شركات قليلة بشكل ثابت لتوفير الدبابات والقذائف، كما يقول، لكن جهات أصغر يمكنها أن تكسب مليون دينار هنا وهناك عن طريق بيع المدافع والبنادق والذخيرة. ولدى ديفيد مخاوفه، لأنه شارك في مسيرات ضد الحرب في العراق مع صديقته الجميلة. لكن أفريم يُقنعه بأنهما يمكن أن يحاولا أيضاً تكوين ثروة لهما بالعمل في عقد صفقات أسلحة دولية، بموجب أن الحرب قائمة بأية حال. وكل ما على الشريكين الجديدين أن يفعلاه هو نقل حمولة لوري من مسدسات بيريتا من الأردن إلى بغداد. و"كلاب الحرب" هذا يُعد احتفاءً بأولئك الانتهازيين الشيطانيين الذين يرصدون طريقة معروفة قليلاً لتحويلها إلى ربح كبير. وهو يشير إلى أن أي شخص، لديه ما يكفي من الوقاحة وروح المقاولة، يمكن أن ينتهي به الأمر إلى قيادة سيارة بورش والعيش في شقة مترفة ذات أرضية من الرخام. لكن الفيلم يطرح أيضاً أسئلة محددة بشأن نظام يدع الشركات تربح كثيراً من الحرب ويسمح لهم بتزييف سجلات البنوك في هذه العملية. ويشدد الفيلم على أن ديفيد وأفريم أمامهما طريق طويل ليكونا من الروبن هود Robin Hoods المخادعين بشكل ساحر الذين يعتقدان بأنهما منهم. فديفيد كذّاب ومسخرة، في حين أن جلافة أفريم الأمريكانية القبيحة تعززها قوة الممثل السيد هيل وقهقهاته الشبيهة بالنباح. وهو تمثيل بغيض على نحوٍ يمكن أن يُكسبه بحق ترشيحاً ثالثاً لجائزة الأوسكار.
 عن: Economist