TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محمد الطائي بنسخته السويديّة

محمد الطائي بنسخته السويديّة

نشر في: 31 أكتوبر, 2016: 06:48 م

ali.H@almadapaper.net

يصرخ النائب الإصلاحي محمد الطائي " لماذا تتركونني وحيداً مع أعداء الإصلاح ؟"  وتطالبنا زوجته بأن نتدخل حكومةً وشعباً لإنقاذ زوجها " الثائر "  من المؤامرة التي تقودها القوى الرجعية ضده  ، لكنه وللاسف لم يخبرنا انه دخل الى الإمارات العربية  بجواز سفر سويدي ، مع انه يقبض من العراق الذي يتنكر له ، آلاف الدولارات كل شهر ، ويركب المصفحات ويخرج على الناس شاهراً شعار " إقليم البصرة " .
الخبر الذي نشرته وكالات الانباء  حول المؤامرة التي تقودها الإمارات ضد النائب " الإصلاحي " محمد الطائي ، لأنها تريد محاسبته على إصدار صكوك مزوّرة بملايين الدولارات  ، أزعج جبهة الإصلاح  التي طالبتنا بأن نستنفر كل طاقاتنا للدفاع عن أحد أعضائها " المبجلين  ، فيما تعاني وزارة الخارجية من حالة انزعاج شديدة ، دفعت الوزير الجعفري أن يترك كتابة مذكراته التي ينتظرها العراقيون على أحرّ من الجمر ، ليتابع تفاصيل  إلقاء القبض على المواطن السويدي  .
إذن نحن أمام خبر مفزع، فالرجل الذي قدم خدمات جليلة  للعراقيين ، يريد البعض ان يتنكر لجهوده الكبيرة ويعاملوه على انه مزوّر، وهذا الخبر مثلما كان فألاً سيئا على محمد الطائي ، إلا أن له فوائد كثيرة بالنسبة للعراقيين، فهو قد كشف لهم عن القناع الذي يغطي وجوه العديد من الساسة المسؤولين، وبالأخص ممن صدّعوا رؤوسنا بنظرية المواطنة ، والعدالة ، والشعارات البراقة حول المؤامرة التي تستهدف التجربة الديمقراطية لجبهة الاصلاح .
كنتُ قد كتبت في هذا المكان أكثر من مقال عن اللاعبين على الحبال الذي يتكاثرون كل يوم ويتصورون أنفسهم أذكى من الجميع.. أو ربما لأنهم لا يقرأون التاريخ وبالتالي لا يستفيدون من تجارب الشعوب وربما أيضا أن الانتهازية والطمع يغشيان العيون ويعميان الأبصار.
إلا أن الثابت تاريخياً أن اللعب على الحبال يزيد في فترة الفوضى السياسية فتجد البعض يسعى لأن يضع قدما هنا وأخرى هناك.. يمد يده لفئة، ويده الأخرى تصافح جهة ثانية، يؤيد هذا ويؤيد ذاك أيضاً في الوقت نفسه.
إنهم أصحاب الأقنعة المتغيرة الذين تجدهم في كل وقت وزمان، لاعبو الحبال لا يهمهم مصير البلد بقدر ما يهتمون لمصالحهم الشخصية، تجدهم في كل محفل، بل يلاحقونك حتى في البيت حين يطلون من خلال الفضائيات بوجوه صاخبة، تشيع أجواء من الإحباط واليأس وعدم الثقة.. حتى أصبحنا نعيش في سيرك كبير، سيرك يسمح فيه لنائب صدع رؤوسنا بالإصلاح ان يحتفظ بجواز سفره الأجنبي.
كارثة العراق  ليست في نائب مصاب بعقدة التخلف أو وزير يهتم بكعوب الاحذية ، ولا في آخر مشغول بحفر  أنْفاق من الوهم  ،  كارثة العراق  في مجلس نواب ، يريد ان يشغل الناس لمصلحته، لا لمصلحة الوطن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. خليلو...

    كل يوم لا بل كل ساعة : ينشگ قبر في العراق لتفشو ريحه ليصح قول القائل : قبر وآنشگ يااااا هلخلگ شموووو

  2. بغداد

    أستاذ علي حسين قندهار ( بغداد في الماضي) كلشي أتوقع فيها لأن هذا زمن العجايب والغرائب حازت كلمن ايدو آلو !؟ زين هو محمد الطائي مو على أساس برلماني في دولة المفروض تمتلك سيادة !!! ليش لعد يستعمل جوازه السويدي عندما يدخل دول اخرى ماهذا الهراء والمسخرة أين ا

  3. محمد سعيد

    المدعي ليس بصريا انه من النازحين الي البصرة واسمه الحقيقي محمد ماشي ولا نعلم من اين جاء لقب الطائي ,وذكر بذاته في مقابله انه اسس الفيحاء بدعم من الكويت( بمساعده سفيرها السابق في الامم المتحدة السيد الحسن ) وحصل علي منحه ماليه من الكونجرس

  4. جمال

    محمد الطائي الممثل الفاشل والإنسان المسكين الوديع سابقا فجأة يمتلك فضائية عام 2004 بقدرة قادر. اصيب بعدها بغرور قاتل وأخذ يهين العاملين معه ويبتزهم ويضايقهم ويستخدم سلطاته المالية والإدارية لإذلالهم... اللهم لا شماتة

  5. د.علي ثويني

    كلام مفيد ومعقول أخي علي وبإتجاه الهدف الذي يسعى له أهل الخير ، بأن الجري وراء أرنبين يضيع الفرصة، وهذا ما سعت له كل الطبقة السياسية وحتى الإعلامية والنخب المدعية الوعي، بأن تكسر وتجبرعلى مبدأ (خليلك خط رجعه) المطنب بالنفاق والرياء..نحتاج يا أخي جرأة أكثر

  6. ابو كاروخ

    بدون ادنى شك كل كلام الاخوة اعلاه صحيح.. ولكن اضيف ان المدعو الطائي محمد او ايا كان لقبه، كان من اسوأ النماذج التي اتت الى عراق ما بعد السقوط وذلك للادلة التالية التي اعرفها عن قرب: كان يلعب على حبال الانتماء الى الدعوة الام وباقي الدعوات في ايران واصبح م

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram