نشرت صحيفة التلغراف مقالاً بقلم ايدنا غيندرسن عن فوز بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب لهذا العام :وأخيراً أصبح بوب ديلان الموسيقي الأول الذي يُمنح شرف العضوية في النادي الأدبي الذي يضم نخبة أدباء العالم. حدث هذا بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب لهذا العام
نشرت صحيفة التلغراف مقالاً بقلم ايدنا غيندرسن عن فوز بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب لهذا العام :وأخيراً أصبح بوب ديلان الموسيقي الأول الذي يُمنح شرف العضوية في النادي الأدبي الذي يضم نخبة أدباء العالم. حدث هذا بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب لهذا العام.
عندما كنت أسأله عن ردِّ فعله لسماعه الخبر الذي أُعلن قبل أسبوعين والذي سيجعله يسير على خُطى جورج برنارد شو، وت س إليوت، وونستون تشرشل، ووليم فولكنر، وغونتر غراس، وإرنست همنغواي وهارولد بينتر، لم تكن لديَّ أية فكرة عمّا سيقول.
بوب ديلان، الذي يبلغ من العمرالآن 75 عاماً، يقوم بجولة في ولاية أوكلاهوما، ومن المقرر أن يفتتح معرضاً جديداً له يضم عدداً من الأعمال الفنية، التي تصوِّر عدداً من مناظر الطبيعة الأمريكية ، وسيفتح أبوابه امام الجمهور في الاسبوع المقبل في لندن.
منذ ان أُعلن قرار الأكاديمية السويدية منحه جائزة نوبل، لم يظهر ديلان على الإطلاق ايَّ ردِّ فعلٍ ، باستثناء إشارة عابرة على موقعه الخاص تم حذفها في غضون 24 ساعة.
والأكثر من ذلك، فقد قيل إنه رفض رفع سماعة الهاتف للتحدث مع ممثلين من لجنة جائزة نوبل.ويبدو أن الغموض لا زال يُحيط بإمكانية حضوره حفل يوم العاشرمن كانون الاول عندما سيحصل على صك بمليون دولار من الملك كارل غوستاف الرابع عشر ملك السويد.
وعندما كنت أسأل بوب ديلان عن ذلك كان يُجيب بكلِّ ود. نعم، انه يخطط لحضور حفل توزيع الجوائز في ستوكهولم. "بالتأكيد" كما قال لي "اذا كان ذلك ممكناً."
وبينما كان يتحدث، كان فرحاً جداً لكونه اصبح فائزا بجائزة نوبل. "من الصعب أن أُصدِّقَ ذلك"
وكان اسمه قد ذكر ضمن القائمة المختصرة للمرشحين للفوز لسنوات عدة، ولكن بالتأكيد لم يكن من المتوقع الإعلان عن فوزه وعندما تم اخباره للمرة الأولى ، كان، ديلان يصيح كمن يفشي سراً، "انه خبر مذهل، ولا يُصدَّق. مَن كان يحلم بشيء من هذا القبيل؟ "
ولم يخفِ بوب ديلان أبدا حقيقة أنه لا يحب وسائل الإعلام. فآخر مرة تحدث فيها الى صحفي كانت منذ عامين .
وبعيداً عن جميع التكهنات التي ظهرت في الأسبوعين الأخيرين حول الأسباب وراء صمته بشأن خبر فوزه بجائزة نوبل، يمكن القول فقط أن ذلك يعود الى شخصيته الحادّة - و هو ذات السبب في حصوله على هذا الاهتمام الكبير جدا على مدار أكثر من ستة عقود منذ ان ظهر لأول مرة على الساحة الموسيقية في مانهاتن عام 1962 - ".
لبوب ديلان جوانب اخرى من العمل الإبداعي. فهو الفنان التشكيلي،الذي يرسم اللوحات جنباً إلى جنب مع موسيقاه."
هل هناك تشابه بين كتابة الأغنية والرسم؟
عن هذا السؤال يُجيب ديلان "هناك تكثيف معيَّن في كتابة الأغنية"، "وعليك أن نأخذ في الاعتبار لماذا تكتبها ولمَن وعن ماذا "؟ "اما اللوحات، وإلى حد بعيد الأفلام ، فيمكن أن تكون لأغراض الدعاية، في حين أن الأغاني لا يمكن أن تكون كذلك."
و منذ عام 2007 بدأت تعرض أعماله الفنية في المتاحف في جميع أنحاء العالم ، ولكن عشاقه لاحظوا موهبته في الرسم لأول مرة عندما صمم الألبوم الموسيقي لإحدى الفرق الموسيقية في عام 1967، وبعد ان بدأ يرسم أغلفة البوماته في عام 1970.
وفي عام 1994 عرضت مجموعة من لوحاته لأول مرة على الجمهور في ألمانيا قبل ان تتجول في لندن وأدنبرة وطوكيو وتورينو. وبعدها عُرضت مجموعة من لوحاته المستوحاة من رحلاته إلى آسيا والبرازيل."
عندما يتعلق الأمر بالمعنى،فان ديلان ، يصبح واضحاً، و أكثر حرصاً على شرح لوحاته مما هو الحال مع أغانيه. "يختلف الناس في قراءة الأشياء المختلفة في ما يرونه"،
"وعن عمله في الرسم يقول ديلان "في جميع الأماكن التي زرتها كنت احمل كراسة الرسم معي وانا افضِّل الألوان المائية لان من السهل التعامل معها. ويمكنك وضعها في أي مكان. "وكقاعدة عامة، فأنا عادة ما أتجنب الشوارع المزدحمة. عليك أن تجد زاوية رسم صحيحة. وكل هذه الأمور تأخذ وقتا، وأنت لن تحصل عليها جميعا في وقت واحد. وانا عادة ما عمل على اكثر من لوحة في وقت واحد. وكل واحدة تختلف عن غيرها، اعتماداً على مدى بساطتها أو تعقيدها ، وهي جميعا تستغرق فترات زمنية مختلفة."
وقبل بضع سنوات، بدأ ديلان بعرض عددٍ من التراكيب الحديدية الضخمة، التي ستقدم في معرضه القادم. وقد اهدى بيل كلينتون واحدة من تلك البوابات بمناسبة عيد ميلاده الخامس والستين.كرسام، وكاتب، ومخرج وممثل ،فان ديلان لا يرى أية حدود للتعبير الفني لكنه يعترف بوجود حدود لمجالات إبداعه .
ويقول "هناك الكثير من الأشياء التي ارغب في القيام بها". "أرغب أن اقود سيارة سباق على الطريق. أود أن اسجل هدفاً في مباراة كرة قدم أو أن اكون قادراً على ضرب كرة البيسبول بسرعة مائة ميل في الساعة. ولكن عليك أن تعرف قدراتك، فقد تكون هناك بعض الأشياء التي هي خارج حدود مواهبك.
"كل شيء يستحق ان تعمله يستغرق وقتا طويلا. عليك ان تكتب مئات من الأغاني السيئة قبل أن تكتب واحدة جيدة. وعليك التضحية بالكثير من الأشياء شئنا أم أبينا، ستكون هنا لوحدك، فيجب أن تتبع نجمك الخاص بك.
عن: التلغراف