بعد ضربتين آسيويتين موجعتين في رأس كرتنا وممثلها أربيل اصابتا آمالنا بالخيبة عامي 2012 و2014 ، هل ننجح في تفادي الضربة الثالثة بوجود ممثلنا الجديد القوة الجوية ليتمكن من إهدائنا أول كأس قارية ؟ أمنية تلد أمنية بعد كل شوط ناجح قطعه الجويون في المنافسة قبل وصولهم الى المباراة 12 التي نأمل أن يبتسم حظها لهم وينهوا ترقبنا المحير بـ" بشارة خير".
كل المؤشرات الفنية المستخلصة من مواجهات التحدي الإحدى عشرة التي خاضها القوة الجوية في نسخة كأس الاتحاد الآسيوي هذا العام ترجّح كفته لخطف المباراة لصالحه ، فالمدرب باسم قاسم يتمتع بخبرة كبيرة بعد رحلة مميزة مع الاندية المحلية توّجها بانجاز استثنائي مع فريق الزوراء موسم 2015-2016 ليتزعم مسابقة الدوري المحلي برقم قياسي من الصعب يتكرر حيث خاض 24 مباراة لم يخسر في إحداها ، وحقق الفوز 15 مرة وتعادل في 9 منها، ويقف اليوم كأحد أفضل المدربين المجتهدين، ويتطلع المراقبون أن يتسنم إحدى المهام الوطنية مع المنتخبات الأربعة كونه جديراً بها أملاً بتحقيق أول انجاز له على المستوى الدولي.
توليفة الصقور هي الاخرى تبعث على التفاؤل والثقة لما تمتلكه من عناصر محترفة ومتمرسة في المواجهات المصيرية ، كل ما تحتاجه هو التحضير الفني والنفسي والجرعات المناسبة وفق خبرة قاسم ورؤيته للمنافس والثغرات المحددة من قبله لاسيما انه يتمتع بصفة نادرة بين جميع المدربين ألا وهي الاحتراس أمام الفريق الضعيف فكيف مع مرشح للنهائي يحسب له حسابه ليقينه أن ردّة الفعل لدى هكذا منافس غالباً ما تسفر عن مفاجآت غير متوقعة ، لهذا ستكون خيارات قاسم واقعية مع ظروف المباراة ولن يبالغ في فعالياته الهجومية في الشوط الأول أقل تقدير.
ورقة الحسم ستكون بلا شك بيد حمادي احمد، الهدّاف الجلاد، لمقدرته الهجومية البارعة واندفاعه المتوازن وذكائه اللافت في اختيار التمركز أو تبادل الكرات مع زملائه وتوغله المباغت بمواجهة المرمى في اصعب المواقف وهزّ الشباك بإبهار، فضلاً عن الدور الحيوي لزميله أمجد راضي العائد بقوة من الطريق القاري لمزاحمة المهاجمين المحليين سيكون هو الآخر عامل ضغط لخلخلة دفاعات الفريق الهندي وإرباك حسابات مدربه الاسباني إلبيرت روكا الذي يعي خطورة هذين المهاجمين وسيحاول تشديد الرقابة عليهما لكنه يدرك صعوبة ذلك.
إن اختيار أرض قطر كان ولما يزل فألاً حسناً لمنتخباتنا وانديتنا التي يحيطها مسؤولو اللعبة الاشقاء بالرعاية والاهتمام من جميع الجوانب الأمر الذي عزز من مقومات الابداع لدى اللاعب العراقي وحثه على تقديم أقوى العروض من أجل كسب المباريات ، وما لاعبي القوة الجوية إلا امتداد لأجيال عدة خبرت أجواء الدوحة ملاعباً وجمهوراً وإعلاماً فماذا ينقصهم بعد ؟ إنها فرصة ثمينة ليكونوا بمستوى الآمال التي استودعتها جماهير الكرة العراقية فيهم والثأر لإقصاء فريق أربيل مرتين من منصة التتويج.
إن تفوّق القوة الجوية في موقعة ملعب قطر السبت المقبل سيعزز تقدم اللعبة ضمن الخارطة القارية بعد النجاحات اللافتة لمنتخبات الأولمبي والناشئين وحتى الشباب الذي لم يحالفه الحظ في كسر نحس ركلات الجزاء أمام السعودية ، كما انه يضيف مساحة جديدة من التفاؤل بامكانية المدرب الوطني ليصبح رقم صعب في المحيط الآسيوي ، وكذلك بالنسبة للاعبين فهناك أكثر من عنصر بارز سيكون محط اهتمام المدرب راضي شنيشل للاستفادة منه في المواجهة المصيرية أمام الإمارات 15 الشهر الحالي ، وبتضافر جهود إدارة نادي القوة الجوية والملاك الفني واللاعبين الأوفياء سنحتفي بيوم الصقور التاريخي أيما احتفال.
بشارة الصقور
[post-views]
نشر في: 1 نوفمبر, 2016: 09:01 م