احمد سالميقول المراقبون ان الدبلوماسية " الحذرة " التي انتهجتها الولايات المتحدة الاميركية في عهد الرئيس اوباما قد انتهت الى طريق مسدود في تطويع ايران ضمن الإرادة الدولية ، وبدأنا نصغي الى تصريحات تشير الى ضرورة التعامل مع هذا البلد باسلوب اخر ، ربما اكثر نفعا وجدوى من الدبلوماسية.
الصحافة الأميركية أكثرت من الوصف هذه الايام للانفاق المظلمة التي يعيش فيها الشعب الايراني ، وتصاعد الحديث عن المأزق الذي وقعت فيه الحكومة بعد المواجهة الضارية التي نزل فيها الحرس الثوري الى الشوارع لقمع الانتفاضة الشبابية بقيادة الاصلاحيين ضد تنصيب نجاد لولاية رئاسية ثانية وسلطت التقارير الاميركية الضوء على مرحلة تاريخية قبل قيام الثورة الاسلامية والى الدور الايجابي الذي كان يلعبه الشاه في خلق التوازن في منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط باعتباره نظاما علمانيا يحمل رؤيته التقدمية ومعرفة الشاه الواسعة بالاوضاع الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة آنذاك. استذكرت تلك الصحافة الايام الاولى من مجيء الخميني الى السلطة ، مشيرة الى ايام العسرة والشدة التي كان يمر بها الشعب الايراني في ظل قيادة دينية متزمتة تهدف الى كتابة التاريخ من خلال الدم ، او الشهادة ، وتؤمن بتصدير شعاراتها الثورية الى الجوار بغية احداث الانقلاب الإيديولوجي فيها. وأشارت التقارير الأجنبية إلى أن الشعب الإيراني شعر بأنه أصبح مقيدا في ظل تشريعات تحد حريته في التعبير وابداء الرأي ، وان الحكومة لم تمنع نفسها من تطبيق الاعدامات بشكل مكشوف في الساحات العامة لكل من وقف ويقف ضد منهجها المتشدد. كشفت ثلاثة عقود من حكم الثورة عن عمق الهوة بين الشعب الايراني وقيادته ، ووصلت الامور الى الحلقة المفرغة التي وصلت اليها بعد تثبيت نجاد لولاية ثانية في الرئاسة ، وهو الشخص المرفوض من قبل قطاعات واسعة من الشعب بسبب ارتمائه في احضان المحافظين المتشددين الذين ساقوا البلاد الى المزيد من الحصارات . من هذه الحصارات ما يتعلق بمشكلات الملف النووي الذي كان يتطلع العالم إلى أن تبدي إيران أقصى مرونة ممكنة فيه حتى لاتتعرض الى المضايقة من قبل المجتمع الدولي . الان ، يشير المراقبون الى ان المجتمع الدولي بدأ يضيق الخناق على ايران ، بسبب هذا الملف الذي يشكك الغرب بما تقوله ايران أنه للاغراض السلمية ، وبدأ حلفاء ايران يحرجون من اصرارها على المناورة بالوقت، مقابل إصرار دولي على استصدار المزيد من العقوبات ، وقد رد مستشار الامن القومي الاميركي على تصريحات متكي باقتراب ايران من الاتفاق مع الدول الكبرى على مبادلة اليورانيوم المخصب واطئ التخصيب بآخر يسهل الصناعة النووية لديها بقوله انه يتعين على طهران ان تفي بمسؤولياتها والا واجهت عقوبات اوسع وزيادة في العزلة الدولية . وهذا التصريح ينسجم مع تصريحات لوزراء الخارجية الروسي والالماني والايطالي تصب بمجملها في دعوة إيران إلى أن تمتثل الى لإرادة المجتمع الدولي، لأنها السبيل الوحيد لانقاذها من الايام المجهولة المقبلة.
نافذة على العالم: إيران والعرض الجديد
نشر في: 6 فبراير, 2010: 05:43 م