قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم امس الثلاثاء إن حكومته لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على أهداف في مدينة حلب في حال استمرت الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في هجماتها على الأرض، في وقت أعلنت بلاده إرجاء المحادثات
قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم امس الثلاثاء إن حكومته لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على أهداف في مدينة حلب في حال استمرت الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في هجماتها على الأرض، في وقت أعلنت بلاده إرجاء المحادثات المتصلة بسورية الى أجل غير مسمى.
وقال بيسكوف للصحافيين «في هذه اللحظة فإن فترة التوقف مستمرة وتتاح الفرصة للمدنيين للخروج من شرق حلب، ويجري تهيئة الظروف (لإدخال) المساعدات الإنسانية»، وتابع "لكن كل ذلك سيكون مستحيلاً في حال استمر قصف الأحياء والطرق التي تسلكها المساعدات الإنسانية".
وصرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم الحكومات الغربية كانوا يهاجمون المدنيين في مدينة حلب السورية على رغم تعليق الضربات الجوية الروسية، "لذلك، فإن احتمالات بدء المحادثات وعودة الهدوء إلى الحياة في سورية، أرجئت الى أجل غير مسمى".
في سياق متصل، قالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، إن "قوات المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في سورية ربما تكونان ارتكبتا جرائم حرب من خلال هجماتهما العشوائية في حلب".
وأضافت أن "كل الجهات المتنازعة في حلب تقوم بأعمال قتالية تسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا من المدنيين وتخلق مناخاً من الرعب لمن مازالوا يعيشون في المدينة".
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، يوم أمس، ان المقاتلتين الروسية والاميركية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سورية، اقتربتا من بعضهما بحدود مسافة غير مسبوقة، منذ انخراط واشنطن وموسكو في
النزاع في سورية.
وكاد الاصطدام يقع في وقت متأخر من يوم 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع اكبر حجماً بمناورات قرب طائرة حربية اميركية، واقتربت منها "مسافة اقل من 800 متر".
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك إن المسافة بين المقاتلتين «كانت الأقرب حتى اليوم، ولهذا السبب كان ذلك مثيراً للقلق في شكل خاص»، معتبراً ان الحادث وقع في شكل غير مقصود.
وصرح مسؤول اميركي الاسبوع الماضي ان الطائرتين كانتا على مسافة قريبة الى حد ان الطيار الاميركي شعر بالذبذبات الصادرة عن محركات الطائرة الروسية.
واضاف ان الطيار الاميركي حاول بلا جدوى الاتصال بالطائرة الروسية عبر قناة لاسلكية للطوارئ، مضيفاً أن المسؤولين الروس اوضحوا لنظرائهم الاميركيين في اليوم التالي ان الطيار «لم ير» المقاتلة الاميركية.
وفتح التحالف الدولي بقيادة اميركية وروسيا خط اتصالات لتحديد مواقع طائراتهما التقريبية في الاجواء السورية.
وتنشط المقاتلات الروسية وتلك التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في شكل مستمر تقريبا في اجزاء من المجال الجوي السوري، وهذا النشاط من المتوقع أن يتكثف مع بداية العملية العسكرية لاستعادة الرقة السورية معقل تنظيم (داعش.)
وقال كوك ان هذه العملية العسكرية يجب أن «تحدث قريباً، لأننا نعتقد أن تنظيم داعش يتعرض لضغوط في سورية والعراق، ونفكر في أن هذا هو الوقت المناسب للبدء بدفع (الأمور) قدما في الرقة أيضاً»، فيما يدعم التحالف الدولي عملية عسكرية ضد المتطرفين في مدينة الموصل العراقية.
وقال كوك إن من المتوقع أن يزداد بسرعة عدد المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة مع بدء معركة الرقة.
من جانب اخر وصفت منظمة العفو الدولية - المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان - الهجمات التي شنتها جماعات المعارضة السورية المسلحة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية مؤخرا بأنها "غير مشروعة" حيث تمت باستخدام أسلحة يحذرها القانون الدولي.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) الناطقة باللغة الإنجليزية، الاثنين، عن سماح حديد مسؤولة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية "إن هدف كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية لا يعطي لجماعات المعارضة المسلحة الرخصة لانتهاك القانون الدولي الإنساني عبر قصف المدنيين بدون تمييز في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام السوري".
واتهمت المنظمة - في بيان نٌشر يوم امس- جماعات المعارضة المسلحة بـ"التجاهل الصادم لحياة المدنيين"، مضيفة أن الهجوم الأخير على غربي حلب في الـ 28 من الشهر الماضي شهد "هجمات نفذت بشكل عشوائي على مناطق مدنية أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين الأبرياء من بينهم أطفال في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية".
كما اتهمت العفو الدولية أيضا المعارضة السورية المسلحة بارتكاب "جريمة حرب"، في إشارة إلى الهجوم الذي وقع الأحد الماضى على غرب حلب باستخدام الغاز السام.
وكان المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا قد أعرب - في وقت سابق - عن صدمته من الأعداد الكبيرة من الصواريخ التي اطلقتها المعارضة بشكل عشوائي على أحياء حلب الغربية.