TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود :عزلة البشير

خارج الحدود :عزلة البشير

نشر في: 6 فبراير, 2010: 06:12 م

حازم مبيضينتزداد عزلة الرئيس السوداني يوماً بعد يوم، بعد أن أعلنت جنوب أفريقيا وأوغندا ونيجيريا وفنزويلا وتركيا وبلدان أخرى أنها ستعتقله ان توفرت لها فرصة ذلك، وأيضاً بعد أن رفض الرئيس البرازيلي أن يجلس معه إلى طاولة عشاء، واعتذرت رئيسة اﻷرجنتين عن عدم مشاركته صورة فوتوغرافية، وامتنع الرئيس الفرنسي أن يكون معه أيضا، استناداً إلى أنه رئيس مطارد،
من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية مسؤوليته عن مذابح دارفور، وقبل صدور حكم قضاة اﻻستئناف بالجنائية الدولية، بأن على المحكمة إعادة النظر في ما إذا كان البشير سيواجه تهمة إضافية بارتكاب اﻹبادة الجماعية في دارفور. رد الحكومة السودانية كان جاهزاً وهو يعتبر قرار الجنائية الدولية الجديد بأنه قرار سياسي هدفه تعطيل التحول الديمقراطي بالبلاد والتداول السلمي للسلطة، وأبدت كما هي العادة عدم اكتراثها بالقرار، ودللت على ذلك بقيام البشير بزيارة قصيرة للدوحة التقى خلالها الشيخ حمد آل ثاني، ولفت مسؤول إعلامي سوداني إلى أن قرار المحكمة العام الماضي لم يؤثر على تحركات البشير أو ترشيحه لانتخابات الرئاسة، وأن الحكم الجديد لا يختلف عنه في شيء، لكن معارضيه رحبوا بالقرار واعتبروه صحيحاً وأعلنت حركة العدل والمساواة السودانية أنها بصدد تحديد ما إذا كان ممكناً التفاوض مع حكومة متهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية. القرار ألاستئنافي يعني أن على القضاة في الجلسة الإجرائية التي تسبق المحاكمة أن يقرروا ما إذا كانوا سيضيفون تهمة الإبادة الجماعية إلى صحيفة الاتهام السابقة المتضمنة سبع تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منها القتل والتعذيب والاغتصاب، والتي بناءً عليها صدر أمر اعتقال دولي للبشير في آذار 2009 ، وهي تهم ينفيها البشير عن بعد فيما يدافع مسؤولوه بالقول إن صراعات دارفور القبلية كانت موجودة قبل توليه مسؤولية الحكم علاوة على ما ساهمت به الصراعات الإقليمية من تأجيج الأزمة هناك، وكأنه ليس من مهامه حفظ الأمن في البلاد ومنع جهة من التعدي على جهة أخرى، وكأن ليس من واجباته الحفاظ على أرواح المواطنين وأعراضهم وأموالهم وقبل كل شيء أمنهم. لو كان البشير واثقاً من البراءة لسلم نفسه فوراً للجنائية الدولية، ولو كان يحترم القانون لسلم نفسه، ولو كان حريصاً على شعبه لسلم نفسه، ولما ارتدى الريش فوق رأسه ملوحاً بعصاه في مهرجانات الولاء المفبركة، ولما حاول إخفاء حقيقة ما يجري لشعبه الطيب خلف تمثلية الانتخابات الهزلية، التي يتهم العالم اليوم بأنه ضدها، لان هذا العالم يقف ضد الديمقراطية المزعومة في السودان، والمؤلم أن عزلة البشير الدولية تنسحب على وطنه الذي يستحق أفضل من هذا الواقع بكثير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram