سياسي من اصحاب تطبيق نظرية التوازن والميزانية والبلنص في الدولة العراقية، عبر عن استيائه من التظاهرات الاحتجاجية ضد وزير التربية ، وعدّها استهدافا للنيل من قوى سياسية تمثل مكوناً اجتماعياً لطالما تعرض للتهميش والإقصاء منذ الغزو الاميركي للعراق . هذا الصنف من الساسة ينظر الى التظاهرات المطالبة بتوفير الكتب المدرسية من ثقب الباب ، انقاد الى دوافعه الطائفية ، استسلم لتصورات وهمية فاطلق تحذيرا شديد اللهجة موجها الى المحتجين حتى وصفهم ، بأنهم غوغاء يستهدفون الوزير محمد اقبال الصيدلي .
المدافع عن اداء الوزير لوّح بتنظيم تظاهرة مليونية لإعطاء درس للمحتجين حول طريقة استخدام الأسلوب السلمي للتعبير عن الارادة الشعبية برفع برقيات تجديد العهد والولاء الدائم لقادة تنظيمات سياسية اعادوا العراقيين الى العصور الحجرية. التظاهر حق كفله الدستور غير خاضع لدوافع طائفية او مذهبية ، الصوت الشعبي ارتفع للمطالبة بمحاسبة جميع المسؤولين المفسدين المتهمين بتبديد المال العام بلا استثناء ، والمتورطين بالاستيلاء على عقارات الدولة وتحويلها الى مكاتب حزبية تقيم محاضرات اسبوعية لاطلاق وعود رفع المظلومية عن الأيتام والأرامل،وتوفير فرض العمل لفيلق العاطلين من خريجي الجامعات، عقارات الدولة المسلوبة او المغتصبة تحولت الى "عيادات قانونية " صاحبها شخص يشغل موقعاً مهماً في الدولة العراقية تقدم خدماتها المجانية للراغبين في الحصول على استشارة قبل اتخاذ قرارات شخصية مصيرية.
من حق الكتل النيابية الدفاع عن وزرائها ، لأنهم ملائكة ، اما التلويح بتنظيم تظاهرات مضادة لمصادرة اصوات المحتجين فيندرج ضمن قاعدة انصر أخاك ظالماً او مظلوماً ، لأن كتلة صاحب المعالي ليست مستعدة للتخلي عن مصادر تمويل حملتها الانتخابية . يوم تحرك اعضاء في مجلس النواب لجمع تواقيع لاستجواب احد الوزراء في الحكومة السابقة ، قال رئيس كتلته ان الوزير تكنوقراط ولديه مزارع في محافظة نينوى ، وحقول دواجن ، واخرى لتسمين العجول . منذ فشل محاولة كلكامش في العثور على عشبة الخلود، اقتنع بنو البشر بحقيقة ان الموت مصير كل شخص، فواجهوا قدرهم المحتوم بترتيب اوضاع حياتهم حتى يأخذ الله امانته. مع مرور الزمن شهدت الكرة الارضية حروبا وصراعات ، مقابل هذه الحماقات برزت حركات سياسية استجابة لحاجة اجتماعية، استطاعت في بقاع من الارض ان تنظم حياتها بإقامة مؤسسات حكم تعتمد العدل والمساواة ، لم تتوفر لها البيئة المناسبة في ارض وادي الرافدين. القوى المشاركة في الحكومات المتعاقبة جميعها بلا استثناء تدعي كل واحدة منها انها تمتلك القاعدة الشعبية الأوسع ، احيانا تزعم بانها رقم صعب في العملية السياسية ، تدافع عن وزرائها المتهمين بملفات فساد او سوء الاداء بمختلف الوسائل المتاحة ، وخير دليل على هذا التوجه اعتراض اعضاء في مجلس النواب على استجواب وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ، لأنه من وجهة نظر المدافعين عن معاليه معصوم من الخطأ ، نالت خطاباته في المحافل الدولية والاقليمية اهتمام قادة العالم .
السياسي المستاء من تظاهرات المحتجين المطالبين بتوفير الكتب المدرسية ، وقع في خطأ كبير حين استخدم جملة إقبال منقطع النظير فقال إقبال منقطع الوزير ، كان الأجدر بصاحب المقولة الاستعانة بخدمات العيادة القانونية المجانية لتجنب الخطأ الكارثي .
إقبال منقطع "الوزير"
[post-views]
نشر في: 2 نوفمبر, 2016: 09:01 م