TOP

جريدة المدى > عام > حضور متميز لجناح المدى..في صالون الكتاب الدولي بالجزائر

حضور متميز لجناح المدى..في صالون الكتاب الدولي بالجزائر

نشر في: 5 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

ان من يزور الجزائر أول مرة يدهش للرعاية التي يبديها المسؤولون في مطار هواري بومدين للاجانب القادمين . كما جذب انتباهي ما يسود في قاعة الاستقبال من تنظيم بعكس الفوضى التي وجدتها في مطار اسطنبول حيث جئت عبرها من موسكو الى الجزائر. وزالت فورا جميع مخاوف

ان من يزور الجزائر أول مرة يدهش للرعاية التي يبديها المسؤولون في مطار هواري بومدين للاجانب القادمين . كما جذب انتباهي ما يسود في قاعة الاستقبال من تنظيم بعكس الفوضى التي وجدتها في مطار اسطنبول حيث جئت عبرها من موسكو الى الجزائر. وزالت فورا جميع مخاوفي التي غرسها في معارفي بصدد غياب الأمن واحتمال تعرضي الى مشاكل ما في العاصمة الجزائرية. علما انني جئت إليها للمشاركة في فعاليات الجناح الروسي في المعرض بالتحدث عن أدب تشيخوف وتراجمه الى اللغة العربية وكذلك عن ترجمة اعمال الادباء والكتاب العرب الى اللغة الروسية.
ويقام المعرض بدورته الـ 21 في فترة 26 تشرين الاول – 5 تشرين الثاني في قصر المعارض ، وتتولى اقامته المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية.وافتتح المعرض الوزير الأول عبدالمالك سلال الذي زار برفقة رئيس الوزراء النيجيري بريجي رافيني جميع اجنحة المعرض وشدد على ضرورة تسويق الكتاب الجزائري في الخارج والتوجه نحو الكتاب الرقمي. كما حضر حفل الافتتاح جميع السفراء العرب باستثناء السفير العراقي.
كانت مصر ضيف الشرف في المعرض واقيمت في جناحها ندوات عديدة بمشاركة ادباء مصريين وعرض لها فيلمان هما "الناصر صلاح الدين " و" المومياء" وقدمت أناشيد مع العزف على العود و" حكاية " باللغة العامية. كما شارك فيه بعض الادباء العرب منهم احلام مستغانمي التي وقعت نسخ كتبها وأبدت اعجابها بالحفاوة التي لقيتها وقالت "ان هذا الحب الجزائري جميل ومخيف".
ومن أهم أحداث المعرض التي جذبت انتباهي اقامة ندوة حول الرواية الجزائرية  ادارها الروائي واسيني الأعرج صاحب رواية "نساء كازانوفا".. علما أنني لم أكن أعرف وجود عدد كبير من الكتاب الجزائريين الجدد الذين يكتبون باللغة العربية، فقد اعتاد جيلنا القديم على مطالعة تراجم ادباء الجزائر في اعوام الستينات من الفرنسية. ولابد لي من الاشارة الى ان اللغة الفرنسية لها حضور قوي في المجتمع الجزائري اليوم ، ويبدو ان حركة التعريب لم تضع حدا لهذه الظاهرة حتى الآن . فحيثما ذهبت في المدينة كنت اجد اللافتات وحتى تسميات السلع في المخازن مكتوبة باللغة الفرنسية فقط. زد على ذلك ان زوار المعرض الذين جاءوا الى الجناح الروسي كانوا يخاطبونني باللغة الفرنسية ، لكنني كنت أرجوهم ان يتحدثوا معي بالعربية.
بيد أنني ابتهجت لدى لقاء الاخوة في اتحاد الكتاب الجزائريين وكذلك لدى اجراء الحوار مع المتحدثين في الندوة حول الرواية الجزائرية المعاصرة. ودار الحديث في الندوة حول رواية عبدالوهاب بن منصور " الحي السفلي" التي يطرح فيها الكاتب اوجاع البطل أحمد القط بسبب سطوة السلطتين السياسية والدينية ، وكذلك معاناته لدى انتشار مرض الكوليرا في الحي الذي يسكنه ووفاة أمه لدى اصابتها بالعدوى. كما فشل البطل في الانتحار وتم اعتقاله وتعذيبه واتهامه بالتخطيط لثورة يكون هو زعيمها وجنودها من القطط. وحدث ذلك لدى تزعمه حركة ضد تهديم مساكن الحي السفلي حيث يقيم من أجل اقامة مجمع سياحي بدلا منه.
وقدمت ايضا رواية فاطة حمدية " تغريبة النار" وابطالها من عدة اقطار عربية وتدور احداثها في بيروت وتونس والجزائر. وتتناول الكاتبة قضايا الحب واللجوء والغربة والتطرف وتناقضات الانسان والمجتمع المعاصر. علما ان فاطمة كاتبة اعلامية استخدمت تجاربها مع اللاجئين في كتابة هذه الرواية.
وتحدثت الكاتبة هاجر قويدري عن تجربتها في السرد الروائي فقالت ان الكتابة ليست تجربة منفردة بل حياة كاملة لا يمكن اختزالها . بينما أشار الشاعر والروائي اسماعيل بيرير الى ان علاقته الاولى كانت مع الشعر وهي مستمرة . لكنه تحول الى كتابة الرواية  باعتبارها تجربة جديدة تتمثل في الرواية المعرفية. وقد تجاوز رواية الحكاية ، ويركز في تجربته الآن على بلاغة المكان. ان الرواية هي مجال للحلم والخيال وتبنى على الأساطير. واشار قويدري الى ولع الجزائريين بالكتابة سواء على الصعيدين المحلي او الاجنبي.  وتمت الاشارة الى كثير من الاعمال الروائية الجزائرية المعاصرة مثل رواية " كتاب الماشاء.. هلابيل النسخة الاخيرة " لسمير قسيمي التي اصدرتها دار " المدى " .ورواية سعيد الخطيب " اربعون عاما في انتظار ايزابيل" ورواية بشير مفتي " لعبة السعادة او الحياة القصيرة" ورواية " الحركي " لمحمد بن جبار ورواية " حضرة الكولونيل ايي" لرفيق جلول و" ابط السفينة " لأحمد خنتاوي ورواية حسن أحمد شكاط " ذاكرة عالقة " المرشحة لجائزة آسيا وغيرها.
عقدت أيضا  ندوة " الاسلام والغرب .. من الحوار الى الارتياب"  تناولت مصير علاقة الاسلام والمسلمين بالمجتمعات في الدول الغربية . وهو موضوع حساس جدا بالنسبة الى الجاليات الاسلامية من المغرب العربي في اوروبا. وتحدث فيها الاكاديمي الاسباني رفاييل اورتيجا فأكد على أن اوروبا على أبواب فتنة كبيرة بسبب اللغط الاعلامي حول المسلمين الذين اصبحوا بمثابة كبس فداء لتبرير فشل سياسة النخب الاوروبية ذات الاسباب الاقتصادية البحتة.وبرأيه ان الغرب يحمل صورة نمطية عن الاسلام ، ويتمثل ذلك بصورة خاصة في السينما الامريكية التي تحاول ان تظهر بان الاسلام يشكل تهديدا للحضارة الغربية. ودعا الى تكوين صحافة اخلاقية  وبناء خطاب اندماجي وليس اقصائيا في المجتمعات الغربية.
وحظيت بإهتمام الجمهور الندوات الاخرى مثل " اللقاء الثامن للكتاب الاورومغاربة"          و"الادب العربي الى أين؟ "  و" نزهة بين النثر والشعر " و" الاعلام والثقافة – جنبا الى جنب أم وجها لوجه" و" الادب الجزائري – الجيل الثالث" و" يوم دراسي حول الامازيغية".
 وشارك في المعرض من العراق كل من دار " المدى " ودار" الجمل " ودار " السنهوري".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بتهمة التطاول على العراق.. حبس الاعلامية الكويتية فجر السعيد

حراك حكومي لمعالجة "أزمة" الكهرباء.. محاولات لوقف استيراد الغاز بحلول عام 2028

المالية النيابية: لا تعيينات جديدة في موازنة 2025

العراق يسجل 62 هزة أرضية خلال كانون الثاني

داخلية كردستان تحذر من استغلال الاحتجاجات لزعزعة الأمن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

الحصيري في ثلاثة أزمنة

موسيقى الاحد: احتفاليات 2025

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

تنويعات في الوضوح

مقالات ذات صلة

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي
عام

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي

خضير الزيدي مرت التجربة الفنية العربية بعدة متغيرات اسلوبية وطروحات فكرية ومنها (التجربة العراقية واللبنانية وبعض الدول العربية) وكانت مرحلة ستينيات القرن المنصرم الفترة الملفتة حسب اراء نقاد الفن ومنها انطلق الفن العربي مواكبا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram