يدخل نادي القوة الجوية اليوم ملعب نادي قطر القطري وهو مؤتمن على شرف حمل لواء الكرة العراقية وجماهيرها المتعطشة للانتصار والانجاز كطرف منافس للظفر بكأس الاتحاد الآسيوي عندما يواجه نادي بانغالورو الهندي في نهائي لا يخلو من حسابات كسر النحس الذي كان ملازماً للأندية العراقية في هذه البطولة وعجزت عن تحقيق لقبها برغم وصول نادي أربيل للنهائي في مناسبتين مضت وليكون التواجد الثالث بالنهائي ثابت في القبض على اللقب.
الحديث عن الجوانب الفنية والتاريخ بين الفريقين لا يمكن أن يشكل عامل استرخاء واطمئنان، خاصة ان كل التوقعات والأجواء العامة تشير الى أن ميزان القوة والسيطرة وخبرة اللاعبين يكاد يكون محسوماً للصقور. لكن كرة القدم لا تعترف إلا بجدية العطاء داخل الميدان واحترام الخصم والتعامل بحكمة مع دقائق المباراة وصولاً الى ترويض المنافس والتحكّم بمجريات اللعب حتى صفارة النهاية.
فريق بانغالورو يحمل الجنسية الهندية عبر مشاركته الآسيوية لكنه يضم بين صفوفه لاعبين محترفين ساهموا في وصوله الى النهائي وهو ما يحتم على الملاك التدريبي واللاعبين العمل على إلغاء فكرة التعامل معه وفق معطيات خاطئة وخادعة تستند الى تاريخ النادي وانتمائه والاتجاه نحو الواقعية في الأداء وإثبات الذات والحرص على حمل الكأس الى بغداد للمرة الأولى.
دفة القيادة الفنية للصقور هي إحدى النقاط المضيئة للنادي الجوي وهي بذات الوقت مصدر ثقة للاعبين وكل الجماهير الكروية بعد أن أثبت الجنرال قاسم ذكاءً وحنكة في قراءة خصومه وحسن تدبيره وتوظيفه لأدوات اللعب إضافة الى قدرته على تنويع الأداء وايجاد الثغرات للنفاذ منها واختراق الدفاعات بهجمات متواصلة وإيمانه بمبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع.
إن تحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي يحمل بين ثناياه أهدافا معنوية واعتبارية كثيرة ،خاصة أن توقيت الحصول عليه يسهم في زيادة الزخم والاندفاع للاعبي المنتخب الوطني في مباراتهم المهمة القادمة أمام المنتخب الإماراتي الشقيق ضمن تصفيات كأس العالم وهو كذلك يعطي إشارات إيجابية لبقية الأندية العراقية من أجل الخروج من دائرة الأزمات والانطلاق نحو تكرار انجاز الصقور في البطولات اللاحقة برغم أنه لا يمثل الطموح الأعلى للكرة العراقية التي تستحق ان تكون انديتها ضمن مصاف النخبة في آسيا عبر اشتراكها في دوري الابطال إلا أن المنظومة الإدارية للأندية وعدم تحقيق شروط الاتحاد الآسيوي هي من طوّقت الأماني وألغت معايير الاستحقاق لمراكز القوة الكروية في القاراة الصفراء التي يمثل العراق الواجهة المشرقة فيها في كل مشاركاته القارية والدولية.
باختصار : ان اصحاب القمصان الزرقاء على موعد جديد لكتابة حدث كروي مطرّز بالذهب القاري ليضاف الى إرث ناديهم العريق وليسجلوا واقعة وطنية رائعة تتمثل في تمازج اصوات المشجعين من مختلف الأندية في دعمه ومؤازرته بعد أن خلعت الجماهير رداء الناديوية بقرار عفوي يمثل قمة الوطنية الصادقة واتجه الجميع للتحضير في انطلاق الأفراح تحت خيمة العراق.
الثالثة الآسيوية ثابتة
[post-views]
نشر في: 4 نوفمبر, 2016: 09:01 م