ali.H@almadapaper.net
لم أستطع إكمال مشاهدة فيديو سحل الدواعش في أحد أحياء الموصل تساءلت مع نفسي : لماذا يصرّ البعض بقصد أو ربما من دون قصد على إفساد روعة المنجزات التي تحققها القوات العراقية على أرض المعركة ببثّ مقاطع الفديو المقززة تلك ، التي يحاول البعض من خلالها اختطاف معركة القضاء على الإرهاب ، بمشاهد لصبية وشباب فرحين بسحل جثث الإرهابيين ، لتشكّل هذه الصورة في الاعلام العربي عمليّة تشويه للصورة الرائعة التي بدت عليها قواتنا الامنية ، وهي وتبث الفرحة في نفوس اهالي الموصل .
كان توقيت بثّ الفديوات لافتاً، وبدا وكأنّه يدعم ذلك الخطاب المتهافت لبعض الفضائيات العربية التي أرادت أن تقول للعالم إنّ معركة الموصل طائفية ، وإنّ الذين سيدخلون المدينة وحوش بلباس قوات أمنية ، وقد قلت في هذا المكان قبل شهر ، إننا مطالبين جميعا بأن نسعى لتثبيت صورة شديدة النقاء لهذه المعركة التي يخوضها الشعب العراقي بكل أطيافة ضد عصابات داعش .
غير أنّ المفزع، هنا، أنّ هناك جمهوراً يطرب لمثل هذه الفديوات ، على بشاعتها، ويعتبرها انتصاراً، فيما هي، في حقيقة الأمر، ليست أكثر من محاولة لقتل المعاني النبيلة لمعركة تحرير الموصل ، إذ تخطف الأنظار من العمليات البطولية لقواتنا الأمنية ، وتظهر الإرهابي في صورة الضحية، وتقدم وجهاً آخر للمعركة ، التي نريد لها جميعا ان تبقى وتستمر ناصعة .
ومن المصادفات ، وأنا أتحدث مع احد الزملاء عن فديوات السحل ، نبهني الى ان فديو جلسة البرلمان الرابعة والعشرين التي لم تعرضها الدائرة الاعلامية انذاك بسبب التصويت على قانون " محمود سندات " موجودة ويمكن مشاهدتها ، وقد حرك عندي حاسة الضحك وأنا أُشاهد " الإخواني " سليم الجبوري يردّ على بعض النواب الذين اعترضوا على إضافة الفقرة الخاصة بمنع الخمور ، من أن الفقرة صحيحة والنصاب مكتمل ، ولم يعط فرصة للمعترضين لفتح افواههم ، بينما سمح للنائب الحسن أن " يتأتأ " على راحته ، وتتذكرون أنّ السيد الجبوري الذي ملأ حياتنا بالكذب والتهريج السقيم، حاول بعد أن ضجّت عليه وسائل الإعلام أن يبعد عن نفسه الشبهات ، فقال لقناة الحرة بعد ساعات من صدور القرار :" إن قانون واردات البلديات الذي تضمن منع تداول الخمور لم يكن مدروساً لا من ناحية أبعاده الاقتصادية ولا الاجتماعية ولا نتائجه " بلعبة شطارة كان سليم الجبوري يريد منّا أن نصدّق أنه خُدع في تلك الجلسة بينما فديو الجلسة واضح وضوح الشمس ، وفيه نجد نائب مرشد الاخوان مصرّاً على أنّ الفقرة صحيحة والنصاب مكتمل ، كان فديو البرلمان يوضح لنا كيف ان والمنافسة على السير في طريق داعش مشتعلة داخل قبّة البرلمان ، وثمّة رئيس برلمان ينتمي بجذوره إلى الحركات السلفية التي تروج لـ " الحور العين" ونواب يوهمون الناس بتقواهم ، لكنهم في الحقيقة يلعبون دوراً خفياً في إشاعة تعاليم دولة البغدادي ، التي تتلقى أقسى الضربات في الموصل .