TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :سلاح الطبيب

كلام ابيض :سلاح الطبيب

نشر في: 6 فبراير, 2010: 06:24 م

جلال حسنأعلنت الحكومة عن موافقتها على مسودة قانون حماية الاطباء الذي يجيز حمل السلاح ،وقد احيل المشروع الى مجلس النواب لمناقشته ، والذي اعتبرته الحكومة قانونا لتشجيع عودة الاطباء الى الوطن . اذن سنتصور رؤية دكتور بصدرية بيضاء ، وسماعة تتدلى امام صدره يضع تحت ابطه او في خاصرته مسدسا اوتوماتيكيا بنابض امان مفتوح ،
ومتهيئا لاطلاق النار حال مداهمته بحزام ناسف لشخص معتوه، أو مختل عقليا . الطبيب اكثر الناس دفاعا عن الحياة ، ويحتل تقديره العالي في المجتمع من عمله في انقاذه المرضى ، وهو الفيصل بين الحياة والموت ، ولايمكن ان يقوم أي طبيب بالضغط على زناد الموت ، بل يعتبر هذا الفعل من المستحيلات في العرف الطبي وقسم الطبيب اليوناني"ابقراط" . يرى أي مراجع للمستشفيات في " الراجيتة " التي يكتبها الطبيب بخط مسماري ، انها تعويذة الشفاء من المرض ، والقضاء على العلة . بل تمثل الراحة والامان والاطمئنان . طبيب اخصائي يتحزم مدفعا رشاشا ، او رمانة يدوية ، بجسد نحيل وعمر كبير , لا يمكن ان نتصوره الا في الخيال العلمي او افلام الاطفال ، اورسومات الكاريكانير او بروايات فنتازية لم تصدر بعد . بل لا يمكن ابدا ان نتصور ممرضة تحشو شاجورمسدس الطبيب بالطلقات ، ونحن نسميها "ملاك الرحمة " . اطباء شارع السعدون ، وبغداد الجديدة ، والمنصور، والبياع ، والكرادة وابان الاعتداءات الارهابية التي استهدفتهم بقسوة فروا الى اماكن اخرى ، فمنهم من هاجر خارج البلد ، او الى كردستان العراق ، والاكثرية الساحقة وجدت في المناطق الشعبية اكثر امانا ، بعدما تعهدت مراكز القوة في تلك المناطق بتوفير الحماية الكاملة والامان الكافي . هؤلاء الاطباء بدأ قسم منهم بالرجوع الى اماكنهم الاصلية ، وهذا يبدو واضحا وجليا في شارع السعدون ، حيث تفتح عياداتهم، وعيادات التحاليل والفحوصات المرضية يوميا ، وبدأ يتوافدعليهم المرضى المساكين من المحافظات البعيدة والقريبة . والسبب الرئيس في ذلك هو توفر الامان من خلال وجود سيطرتين عسكريتين مدججتين بالاسلحة الاتوماتيكية من التي تخيف الارهابيين، والقتلة، فضلا عن تواجد دوريات الشرطة المستمرة الثابتة والمتحركة ، وهذا ما نلمسه ايضا في المراكز والمستوصفات الطبية والمستشفيات الكبيرة في ارجاء العاصمة . من هنا ندعو الحكومة الى احتكار السلاح لوحدها ، وزرع الامان بتواجد رجال الجيش والشرطة في كل مكان ، وهم يذودون عن ابناء الشعب جميعا وبدون استثناء ، وبالتالي نخلص الطبيب وغيره من الكفاءات الوطنية من البحث عن عتاد لمسدسه او رشاشته في اسواق الحرامية . jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram