جلال حسنأعلنت الحكومة عن موافقتها على مسودة قانون حماية الاطباء الذي يجيز حمل السلاح ،وقد احيل المشروع الى مجلس النواب لمناقشته ، والذي اعتبرته الحكومة قانونا لتشجيع عودة الاطباء الى الوطن . اذن سنتصور رؤية دكتور بصدرية بيضاء ، وسماعة تتدلى امام صدره يضع تحت ابطه او في خاصرته مسدسا اوتوماتيكيا بنابض امان مفتوح ،
ومتهيئا لاطلاق النار حال مداهمته بحزام ناسف لشخص معتوه، أو مختل عقليا . الطبيب اكثر الناس دفاعا عن الحياة ، ويحتل تقديره العالي في المجتمع من عمله في انقاذه المرضى ، وهو الفيصل بين الحياة والموت ، ولايمكن ان يقوم أي طبيب بالضغط على زناد الموت ، بل يعتبر هذا الفعل من المستحيلات في العرف الطبي وقسم الطبيب اليوناني"ابقراط" . يرى أي مراجع للمستشفيات في " الراجيتة " التي يكتبها الطبيب بخط مسماري ، انها تعويذة الشفاء من المرض ، والقضاء على العلة . بل تمثل الراحة والامان والاطمئنان . طبيب اخصائي يتحزم مدفعا رشاشا ، او رمانة يدوية ، بجسد نحيل وعمر كبير , لا يمكن ان نتصوره الا في الخيال العلمي او افلام الاطفال ، اورسومات الكاريكانير او بروايات فنتازية لم تصدر بعد . بل لا يمكن ابدا ان نتصور ممرضة تحشو شاجورمسدس الطبيب بالطلقات ، ونحن نسميها "ملاك الرحمة " . اطباء شارع السعدون ، وبغداد الجديدة ، والمنصور، والبياع ، والكرادة وابان الاعتداءات الارهابية التي استهدفتهم بقسوة فروا الى اماكن اخرى ، فمنهم من هاجر خارج البلد ، او الى كردستان العراق ، والاكثرية الساحقة وجدت في المناطق الشعبية اكثر امانا ، بعدما تعهدت مراكز القوة في تلك المناطق بتوفير الحماية الكاملة والامان الكافي . هؤلاء الاطباء بدأ قسم منهم بالرجوع الى اماكنهم الاصلية ، وهذا يبدو واضحا وجليا في شارع السعدون ، حيث تفتح عياداتهم، وعيادات التحاليل والفحوصات المرضية يوميا ، وبدأ يتوافدعليهم المرضى المساكين من المحافظات البعيدة والقريبة . والسبب الرئيس في ذلك هو توفر الامان من خلال وجود سيطرتين عسكريتين مدججتين بالاسلحة الاتوماتيكية من التي تخيف الارهابيين، والقتلة، فضلا عن تواجد دوريات الشرطة المستمرة الثابتة والمتحركة ، وهذا ما نلمسه ايضا في المراكز والمستوصفات الطبية والمستشفيات الكبيرة في ارجاء العاصمة . من هنا ندعو الحكومة الى احتكار السلاح لوحدها ، وزرع الامان بتواجد رجال الجيش والشرطة في كل مكان ، وهم يذودون عن ابناء الشعب جميعا وبدون استثناء ، وبالتالي نخلص الطبيب وغيره من الكفاءات الوطنية من البحث عن عتاد لمسدسه او رشاشته في اسواق الحرامية . jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض :سلاح الطبيب
نشر في: 6 فبراير, 2010: 06:24 م