TOP

جريدة المدى > غير مصنف > غزوة البرلمان تحت عنوان : الكعب العالي

غزوة البرلمان تحت عنوان : الكعب العالي

نشر في: 5 نوفمبر, 2016: 07:22 م

 

ali.H@almadapaper.net

كتب قارئ كريم في رسالة إلى بريد الجريدة، يطلب مني أن أكفّ عن الحديث بسوء عن  الاحزاب الدينية وجلد تاريخ أُمتنا  ، ويضيف القارئ معلقاً على مقال تحالف الأوغاد : "والله مصيبة بدل من أن تعلّم القارئ تاريخنا تتحدث عن  الألمان واليابانيين . وأقول له أجل، يجب أن لا نغادر الماضي، خصوصا إذا كان البرلمان حتى هذه اللحظة لا يستطيع إقرار قانون العطل الرسمية، بسبب الخلاف بين حماة تاريخ  الأُمة "الأفاضل" !
لكن أيضا يا سيدي، من سوء حظ التاريخ أنه يعيش في هذه البلاد التي يعتقد ساستها أنّ الاقتراب من الحقيقة، بمنزلة الكفر والزندقة، وأنّ كتبنا المدرسية لابد ان تُحشّي في عقول الطلبة حكاية الخلاف الشهير حول من أحقّ بالخلافة، لا أن تدرس المثُل العليا والقيم التي جاء بها إمام المتّقين علي بن أبي طالب الذي أرشدنا قبل أربعة عشر قرناً إلى مواصفات المسؤول الصالح: "لاينبغي أن يكون الحاكم جاهلاً، فيُضلّ الناس بجهله، ولاجافياً فيقطعهم بجفائه، ، ولا مرتشياً في الحكم فيذهب بالحقوق "
يا سيدي نكتب عن سنغافورة  والبرازيل وكوريا الجنوبية، لأن حظها عظيم من التقدم والرفاهية والعدالة الاجتماعية، نكتب منذ سنوات عن الخراب والأخطاء التي ترتكب بحق الوطن والمواطن  ، والناس التي يقتلها الإهمال الأمني  ، فيتطلع البرلمان  الى المواطنين ويعطي جوابا بلسما : لماذا لاتلتزمون بقوانين الحاج " محمود سندات " ؟
ياسادة عندما انتخبكم العراقيون  توقعوا أن تأتوا لهم بنموذج صالح لحكم دولة في القرن الحادي والعشرين ، وليس لدولة تعيش في القرن الاول الهجري  . توقعوا أن يصغي السياسيون لأصحاب الخبرة والمعرفة  ، وليس لأصحاب مشروع معامل الخمور البيتي، وقياس كعب احذية الطالبات .
 بالأمس كتبت طالبة في جامعة واسط  تشكو  إصدار تعليمات من رئاسة الجامعة ،  تمنع فيه ارتداء البنطلون للطالبات ، وعدم السماح للطالبة غير المحجبة  من دخول الجامعة  ، أما المكياج فهو رجس من عمل الشيطان ، ولاتنسوا كعب الحذاء يقرب الطالبة من النار .
أحزاب  تعتقد ان مرشديها يجلسون في مقاعدهم الوثيرة ينتظرون ان يقبّل الشعب أيديهم  ، لايريدون ان يؤمنوا ان هذه الاوهام  انتهت من العالم كله. أوهام ان يحمل السياسي او المسؤول  قداسة خارج البشر  ، وان بإمكانه تطهير الشعب  من نجاساته    .  
هناك قادة يختارون طريق السعادة وبناء المستقبل، ولهذا اصبحت سنغافورة التي بلا موارد نفطية، واحدة من أغنى بلدان العالم، وودّعت دبي شوارعها الترابية ومراكبها الخشبية، وتحولت بإخلاص حكّامها إلى واحة سياحية يدخلها كل يوم عشرات الملايين يبحثون عن الجديد في التكنولوجيا والفن والثقافة. في ذلك الوقت كانت دور السينما والمسارح تملأ شوارع بغداد، قبل ان يُحرّم السيد خضير الخزاعي التمثيل والموسيقى، ويعلن ان النحت عمل شيطاني ، كان ذلك أيضا قبل ان يقرّر برلمان  سليم الجبوري ، رفع المعاول بوجه الدولة المدنية .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. خليلو...

    ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) قاله أبي وجدي وجدي الذي قبله ويقوله أولادي وأحفادي . ولكن داعش وصنوه أيضا يقولونه من ذكرتهم ولم يقله اليهود ولا النصارى ولا الهندوس ولا أشباههم ومن يظن ان القائلين بما بين القوسين لا يحملون بذور سلوك داعش غلطان ! غ

  2. د عادل على

    هناك فى الساحه السياسيه العراقيه اكثر من عشرين تنظيم سياسى شيعى---الكل فرح عندما جاءت القوة العظمى الى الحكم واتى تمثل 60% من الشعب العراقى بعد 83 سنه من الاستضعاف والمواطنة دات الدرجه الثانيه والفقر والجهل والمرض والحرمان-ولكن هده الاكثرية الس

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

بغداد/ المدىيعرض معرض "إعادة العرض" الفني، الذي يجمع أعمال فنانين عراقيين من داخل الوطن وخارجه، لوحات حية من تاريخ العراق المعاصر.ويسلط المعرض الضوء، من خلال لغة السينما، على التحديات التي واجهها الشعب العراقي على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram