القمرُ الذي كانَ يمشي بهدوءفي الليلِ الأسْوَدالتفتَ إليَّ بهدوء أسْوَدثُمَّ أضاءَ نقطةَ قلبيبكثيرٍ من الدموع.*قالت: هل في قلبِكَ مرآة؟- نعم، وقد رأيتُ اسمَكِ مكتوباً عليهافمسحتُهُ بقليلٍ من الملحوكثيرٍ من الرماد.*الشاعرُ الذي كتبَ كثيراً عن الحرفِ وا
القمرُ الذي كانَ يمشي بهدوء
في الليلِ الأسْوَد
التفتَ إليَّ بهدوء أسْوَد
ثُمَّ أضاءَ نقطةَ قلبي
بكثيرٍ من الدموع.
*
قالت: هل في قلبِكَ مرآة؟
- نعم، وقد رأيتُ اسمَكِ مكتوباً عليها
فمسحتُهُ بقليلٍ من الملح
وكثيرٍ من الرماد.
*
الشاعرُ الذي كتبَ كثيراً عن الحرفِ والنقطة
مات.
ولم يتركْ لي شيئاً
سوى كتاب قصائده الذي أقتطعُ منه
كلّ يومٍ ورقةً
ألصقُها على قلبي
ليكفَّ عن الهذيان.
*
في غابةِ حياتي المُوحشة
كلّما قطعتُ شجرةً لأشعلَ ناراً
وجدتُها مليئةً ببَيضِ الغربان
وريشِ الجِنّ
وقهقهاتِ المنفيين.
*
تعبتُ من سجنِ حرفي أبدَ الدهر
فصرتُ أطلقهُ في الليل
ليلعبَ في حديقةِ ذاكرتي.
*
رأيتُكِ عاريةً في مَطلعِ الأغنية
ولكي أُلحّنكِ
لم أكنْ مُحتاجاً إلّا إلى قُبْلةٍ واحدة.
*
مثلما أضاعَ كلكامش صديقه أنكيدو
وهو يبحثُ عن عُشبةِ الخلود،
أضعتُ حرفي
وأنا أبحثُ عن نقطتي،
أعني عن حياتي.
*
لكثرةِ ما كتبتُ عن البحرِ والمطر
قدّمتُ في يومٍ شديدِ البحرِ، شديد المطر
طلبَ لجوءٍ إلى الصحراء.
*
لأنَّ قلبي وترعودٍ مقطوع
لذا سأكفُّ عن العزفِ إلى الأبد،
لأنَ جَرّاحَ القلب
لا يعرفُ أنْ يصلّحَ قلباً
قد أصبحَ عوداً،
ولأنَّ مُصلّحَ العود
لا يعرفُ أنْ يصلّحَ عودا
قد صارَ قلباً.
*
لم يعدْ لديَّ من مباهجِ الأغنية
سوى توهّم سماعها في الحلم.
*
كانَ عليَّ أنْ أكونَ في منتهى الجَرْأة
لأطلبَ لطيري عشّاً في شجرتِكِ القاسية
وقت أنْ سرقتِ بيضةَ حلمه أمامي
ورميتِ بها إلى الماضي السحيق.
*
هل سيكونُ لطلبي رائحة الجنون؟
نعم، لا، ربّما.
لكنَّ اللغات تتشابه
وكانَ للغتكِ مخالب
أنشبتْ أظافرها في عنقي منذ زمنٍ بعيد
ولم تزلْ ظاهرةً فيه إلى يومِ يبعثون.
*
الشِّعر يعشقُ الترميزَ حدّ الهذيان.
لكنّ الحياة لا تعشقُ الرمزَ أو الترميز،
الحياة صريحة حدّ اللعنة.
*
اشتركتُ مُجبَرَاً في سبعين حرباً
وخسرتُها، بنجاحٍ أسطوريّ،
الواحدة بعد الأخرى بعد الأخرى.
لكنّي انتصرتُ في حربٍ واحدة
هي حرب النقطة التي توجتّني مَلِكاً
على أبجديّةِ الوهم.
*
حينَ سقطتْ قصيدتي واحترقتْ
فتحتُ، بعدَ جهدٍ جهيد، صندوقَها الأسْوَد
فلم أجدْ سوى حرفٍ واحد؛
حرفٍ محذوف.