جددت وزارة الكهرباء وعودها بتجهيز الطاقة الكهربائية لساعات أطول، وقالت انها وصلت خلال ايام عيد الاضحى الى 23 ساعة في بغداد، والى 18 ساعة في المحافظات.
وتقول المواطنة فضيلة عباس: إنها تستبعد إمكانية تحسّن الكهرباء، ولو على المدى البعيد، مشيرةً الى ان الكهرباء تتحسن فقط عند انخفاض استهلاك المواطنين للطاقة بسبب اعتدال درجة الحرارة، واشارت الى ان وزارة الكهرباء تأخرت في حل الأزمة، ولم تحوّل وعودها السابقة الى انجازات على ارض الواقع.
جدير بالذكر ان 70 نائباً كانوا قد قدموا طلباً لاستجواب وزير الكهرباء كريم عفتان في مجلس النواب بسبب تأخر حل أزمة الكهرباء التي تعيشها البلاد منذ عام 2003.
من جهته، يؤكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس أن ساعات التشغيل ستصل في الصيف المقبل الى 20 ساعة في اليوم، وكشف في حديث لاذعة العراق الحر عن تخصيص نحو أربعة مليارات دولار من موازنة الدولة لعام 2013 لوزارة الكهرباء، مشيراً في الوقت نفسه الى عدم كفاية هذا المبلغ للايفاء بالعقود المبرمة مع الشركات الاجنبية التي تعمل على انشاء محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية في العراق.
الى ذلك يقول الخبير الاقتصادي سالم الجبوري ان التخصيصات المالية لوزارة الكهرباء كافية، في حال تم تجهيز المحطات بالوقود اللازم من قبل الحكومة العراقية عوضاً عن استيراده من الخارج.
وأعلنت وزارة الكهرباء، الاثنين الماضي، عن تجهيز العاصمة بغداد بالطاقة لمدة 23 ساعة والمحافظات بأكثر من 18 ساعة، في أعلى نسبة تسجل منذ 10 سنوات، مؤكدة في الوقت نفسه إدخال طاقات إضافية إلى المنظومة خلال الشهرين المقبلين.
وكان مواطنون قد عزوا الزيادة في ساعات التجهيز إلى "استقرار وضع منظومة الكهرباء الوطنية، وانخفاض درجات الحرارة فيما قالت الوزارة في بيان لها انه " على الرغم من خروج بعض الوحدات التوليدية عن العمل"، موضحاً أن "عدداً من الوحدات التوليدية خرج عن العمل لأغراض الصيانة الدورية ومنها وحدات في محطات الدورة البخارية والمسيب البخارية وبيجي البخارية، إضافة إلى سقوط برجين تابعين لخط الضغط العالي (شعيبة ـ باب الزبير)، بسبب العواصف الترابية التي حدثت في البصرة".
واشار بيان الوزارة إلى أن "حمل الذروة للطاقة الكهربائية في عموم العراق بلغت بحدود 8150 ميغاواط، في حين بلغ معدل الطلب على الطاقة الكهربائية عشرة آلاف و500 ميغاواط"، مؤكداً أن "الوزارة ستدخل طاقات إضافية إلى المنظومة من خلال وحدات توليدية جديدة خلال شهري تشرين الثاني الحالي وكانون الأول المقبل، إلى جانب الأشهر الأربعة الأولى من عام 2013، لتصل القدرة الإنتاجية لمنظومة الطاقة الوطنية في نهاية شهر نيسان من العام المقبل 2013، إلى 12 ألف و500 ميغاواط".
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني قد أعلن، في (25 آذار 2011)، أن العراق سيصدر الطاقة الكهربائية لدول الجوار خلال العام المقبل 2013، مبيناً أن إنتاج الطاقة الكهربائية المجهزة للمواطنين خلال الصيف المقبل ستصل إلى 9000 ميغاواط، وستصل خلال العام المقبل إلى 20 ألف ميغاواط.
وسبق أن أكدت وزارة الكهرباء، مطلع شباط 2012، أن أزمة الكهرباء ستحل بشكل كبير خلال العامين المقبلين، فيما اشارت الى أن واقع الطاقة سيشهد تحسناً ملموساً الصيف المقبل، لافتة إلى إنجاز الربط النهائي لخط (قائم ـ تيم 400 كي في) الذي تم بموجبه ربط منظومة الكهرباء الوطنية العراقية بمنظومة الكهرباء السورية، تمهيداً لاستيراد الطاقة عبر الربط الثماني.
ويستورد العراق حاليا الطاقة الكهربائية من إيران بواقع 1000 ميغاواط عبر اربعة خطوط هي خط كرمنشاه - ديالى وخط سربيل زهاب - خانقين وخط عبدان - البصرة، وخط كرخة - عمارة وتغذى هذه المحافظات عبر خطوط كهرباء الضغط العالي، فضلا عن 100 ميغاواط من تركيا.
من جانب آخر كشف مصدر مطلع،، عن وجود مشروع امريكي لإنهاء أزمة الكهرباء في العراق عام 2015.
وقال المصدر الذي طلب عدم الاشارة إلى اسمه لـ"شفق نيوز"، إن "مشروع انهاء أزمة الكهرباء في العراق وضعت له واشنطن خطة خاصة وجدوى اقتصادية، بتمويل وتنفيذ عراقي".
وأضاف أن "هذا المشروع سينتهي عام 2015".
وأوضح أن "تصريحات الحكومة العراقية السابقة التي كانت تشير الى انهاء أزمة الكهرباء في مدد قريبة كانت لتهدئة الشعب فقط لأن الحكومة تنفذ مشروع انهاء أزمة الكهرباء وتعلم جيدا انه لن ينتهي قبل عام ٢٠١٥".
وألزم مجلس النواب بداية الشهر الحالي الحكومة العراقية على اخضاع ملف الطاقة الكهربائة إلى الاستثمار.
وتابع المصدر أن "الحكومة العراقية حاولت تخفيف أزمة الكهرباء لحين انتهاء المشروع ولكن جهودها لم تكن ذات جدوى".