ali.H@almadapaper.net
كالعادة صباح كل يوم أبحث في الأنباء عن خبر سعيد، فأجد صور أطفال الموصل وهم يلوّحون فرحين بعلامة النصر لطلائع الجيش العراقي ، تكتسح عصابات داعش ، في المقابل هناك خبر لن يقبل أصحابه بأقل من خراب هذه البلاد، لأنهم لايملكون غير هذا الخيار.
لذلك، سأظل أُكرر القول إنني لن أتوقف عن تذكير الناس بما يجري حولهم من دمار وأسى باسم الطائفة ، أحيانا وباسم الاستحقاق الانتخابي أحيانا كثيرة ، وباسم الانتهازية التي تجعل فريقا سياسيا ينسى ان المعركة معركة إنقاذ أهالي الموصل ، وليست معركة من أحق بوزارة الدفاع ، وان لابديل عن قاسم الاعرجي لوزارة الداخلية .
دائما ما أُكرر عليكم حكاية الكتب ، لأنها أفضل وأغنى حكايات عن الأمم، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب البريطاني النحيل " إيزايا برلين" عن نسيج الفساد الذي يحاول البعض ان يلف به الأوطان
ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية عن "القناع الثعلبي " هذا القناع ، هو أحد اختراعات القوى السياسية الفاسدة فهي تخلقه ومن ثم تعززه .
يقول برلين : "الفاسد أبعد ما يكون عن روح المواطنة، إنه لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه، ، يتوهم أنه وحده الذكي ، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه ". ويضيف في مكان آخر من كتابه " نسيج الانسان الفاسد " :" الانسان الفاسد يرتكب أعظم الآثام، ثم يكررها مرات كثيرة. لانه في نهاية المطاف لايريد ان يصنع شيئا مستقيما أبدا"
في كل مناسبة يُطل فيها أحد المسؤولين " المؤمنين على العراقيين ، سواء عبر خطاب أو بيان ، يحرص على أن يعد الناس وعوداً لبناء مجتمع سليم ومتطور ، ولكنه في الخفاء ينسج لمجتمع الفساد ، ففي خبر جديد يعد بمثابة " معجزة " يخبرنا مقرر لجنة النزاهة البرلمانية جمعة البهادلي ان رئيس الوقف الشيعي صرف ملايين الدنانير على مناسبة دينية وهمية .
هذا خبر مدهش حقاً ، فبدلا من ان يصرف مسؤول ديني كبير الاموال في رعاية المهجرين والارامل ، صرفها على نفسه ، هل هناك اكثر دهشة من هذه سيصاب بها المواطن العراقي ، الذي توقع انه سيندهش يوما وهو يعيش في مجتمع به فرصاً متساوية في كل شيء، لا يتقدم عليه أحد لأنه ابن نائب أو سياسي ، ولا يُميز عليه آخر بسبب دينه أو طائفته او عشيرته وان الفاسد يلاحق ، دون شبهات تواطؤ ، أو تدخلات لحمايته لانه شخص " مقدس " .
بعض الأشياء العادية قد تُدهش العراقيين أكثر، فلا داعي للبحث عن معجزات الوقف الشيعي ، نريد ان نكتفي بدولة طبيعية جداً ، لايجد فيها مسؤول ديني فرصة لـ " لفلفة " اموال اليتامى .
لم يترك " لي كوان يو " ، ملحمة عسكرية في سنغافورة ، أو مشروعاً تاريخيا للمصالحة ، فقط مكّن شعبه من العيش في وطن طبيعي بلا تمييز ، وترك فكرة حية عن كرامة الإنسان ، وحقه في التمتع بخيرات بلاده .
جميع التعليقات 1
كاظم الجماسي
عزيزي الأستاذ علي حسين ... يروى أن سيدا كان منشغلا بصاحبته، أخبرته وهي مضطجعة تحته أن خبر علاقتهما فاحت رائحنه وبدأ الناس يلوكون بسمعتهما، فلم يك من السيد، ولم يزل فوقها، أن هتف لاهثامكررا ناخي بخت جدي عليهم. ... محبات.