TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معجزة في الوقف الشيعي

معجزة في الوقف الشيعي

نشر في: 6 نوفمبر, 2016: 07:06 م

ali.H@almadapaper.net

كالعادة صباح كل يوم أبحث في الأنباء عن خبر سعيد، فأجد صور أطفال الموصل وهم يلوّحون فرحين بعلامة النصر لطلائع الجيش العراقي ،  تكتسح عصابات داعش ، في المقابل هناك خبر لن يقبل أصحابه بأقل من خراب هذه البلاد، لأنهم لايملكون غير هذا الخيار.
لذلك، سأظل أُكرر القول إنني لن أتوقف عن تذكير الناس بما يجري حولهم من دمار وأسى باسم الطائفة ، أحيانا وباسم الاستحقاق الانتخابي أحيانا كثيرة ، وباسم الانتهازية التي تجعل فريقا سياسيا ينسى ان المعركة معركة إنقاذ أهالي الموصل  ، وليست معركة من أحق بوزارة الدفاع ، وان لابديل عن قاسم الاعرجي لوزارة الداخلية  .
دائما ما أُكرر عليكم حكاية  الكتب ، لأنها أفضل وأغنى حكايات عن الأمم، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب البريطاني النحيل " إيزايا برلين"  عن نسيج الفساد الذي يحاول البعض ان يلف به الأوطان
ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية  عن "القناع الثعلبي " هذا القناع ، هو أحد اختراعات القوى السياسية الفاسدة  فهي تخلقه ومن ثم تعززه .
يقول برلين : "الفاسد  أبعد ما يكون عن روح المواطنة، إنه لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه، ، يتوهم أنه وحده الذكي ، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه ".  ويضيف في مكان آخر من كتابه " نسيج الانسان الفاسد " :" الانسان الفاسد يرتكب  أعظم الآثام، ثم يكررها مرات كثيرة. لانه في نهاية المطاف لايريد ان يصنع شيئا مستقيما أبدا"
في كل مناسبة يُطل فيها أحد المسؤولين " المؤمنين  على العراقيين ، سواء عبر خطاب أو بيان  ، يحرص على أن يعد الناس وعوداً لبناء مجتمع سليم ومتطور ، ولكنه في الخفاء ينسج لمجتمع الفساد  ، ففي خبر جديد يعد بمثابة " معجزة " يخبرنا مقرر لجنة النزاهة البرلمانية جمعة البهادلي ان  رئيس الوقف الشيعي  صرف  ملايين الدنانير على مناسبة دينية وهمية .
هذا خبر مدهش حقاً ، فبدلا من ان يصرف مسؤول ديني كبير الاموال في رعاية المهجرين والارامل ، صرفها على  نفسه  ، هل هناك اكثر دهشة من هذه سيصاب بها المواطن العراقي ، الذي توقع انه سيندهش يوما وهو يعيش في مجتمع به فرصاً متساوية في كل شيء، لا يتقدم عليه أحد لأنه ابن نائب أو سياسي ، ولا يُميز عليه آخر بسبب دينه أو طائفته او عشيرته وان الفاسد يلاحق ، دون شبهات تواطؤ ، أو تدخلات لحمايته لانه شخص " مقدس "  .
بعض الأشياء العادية قد تُدهش العراقيين  أكثر، فلا داعي للبحث عن معجزات الوقف الشيعي  ،  نريد ان نكتفي بدولة طبيعية جداً ، لايجد فيها مسؤول ديني  فرصة لـ " لفلفة " اموال اليتامى .
لم يترك " لي كوان يو  " ،  ملحمة عسكرية في سنغافورة ، أو مشروعاً تاريخيا للمصالحة ، فقط مكّن شعبه من العيش في وطن طبيعي بلا تمييز ، وترك فكرة حية عن كرامة الإنسان ، وحقه في التمتع بخيرات بلاده .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاظم الجماسي

    عزيزي الأستاذ علي حسين ... يروى أن سيدا كان منشغلا بصاحبته، أخبرته وهي مضطجعة تحته أن خبر علاقتهما فاحت رائحنه وبدأ الناس يلوكون بسمعتهما، فلم يك من السيد، ولم يزل فوقها، أن هتف لاهثامكررا ناخي بخت جدي عليهم. ... محبات.

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram