قد لا يروق للبعض الأداء غير المقنع لمنتخبنا الوطني بكرة القدم الذي تعادل فيه سلباً مع نظيره الأردني في اللقاء الودي الذي جمعهما على ملعب عمّان الدولي بمباراة تدريبية باهتة في أغلب دقائقها ولم تصل الى أية حالة من المتعة الكروية.
بصراحة غابت اللمسات الكروية وروح المنافسة وإن كانت ودية تحضيرية لمنتخبنا الذي سيواجه منافسه الإماراتي في أبو ظبي في 15 تشرين الثاني الحالي، بالجولة الخامسة والأخيرة من ذهاب تصفيات قارة آسيا المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا المقبل كما لم يكن المنتخب الأردني مقنعاً أيضاً وهو يستعد لخوض الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا ولعب المباراة معنا بغياب مريب لجماهيره التي لم يتجاوز تعدادها  400 مشجع !
لا يمكن القول أن المباراة قد مرّت مرور الكرام من دون فائدة تذكر، فهي بحساب الأيام المتبقية ونجاح الإدارة في تأمين وصول ثلاثة لاعبين محترفين بهذا الوقت والتأكد من أهمية تواجد ريبين سولاقا في قلب الدفاع وبروا نوري كلاعب ارتكاز وسط الملعب وهما المحترفان في الدوري السويدي ربما عزز القناعة لدى الكابتن راضي شنيشل أكثر من أي وقت سابق بأنهما الأجدر في التواجد مع الأسود إذا ما سلمنا بأحقية تواجد جيستن ميرام بأفضل حالاته معنا في المباراة المرتقبة مع الإمارات.
إن استحضار عناصر القوة والمفاجأة في هذه التصفيات ضرورة ملحة أمام المنافس الإماراتي الشقيق الذي لا يمرّ بأفضل حالاته هو الآخر مع ادعاء مدربه مهدي علي بأنه على معرفة ودراية بلاعبي منتخبنا الوطني سوى من تتم اضافتهم من محترفين وجدد من المنتخبات العراقية الأخرى.
جزماً ، أن الفوز على الإمارات بين جماهيره كفيل أن يصل بنا الى قمة التطلعات للعودة مجدداً بقوة الى منافسة الكبار خاصة أن الوقت لم ينفد بالكامل نحو التصحيح وردّ الدين لمنافسينا الاستراليين واليابانيين والسعوديين وتأمين النقاط مجدداً التي فرّطنا بها في انطلاق المنافسات قبل ان نعاود تصحيها بالفوز على تايلاند.
كما ان اعتماد الكابتن شنيشل على روحية المنتخب الأولمبي بعناصره الفاعلة ووجود وفرة من النجوم الجاهزة لديه ستكون عوامل مضافة لتصاعد الأداء الذي سيكتمل بمواجة الأهلي القطري ولا تكون أفضل من المواجهة مع الأردن ولكنها ستكون أكثر فائدة بكل تأكيد ولو كنا نتمكن أن نؤمّن أكثر من هذا العدد من المباريات التجريبية لشهدنا تصاعداً في الأداء من مباراة لأخرى ولكن هي ذات المشكلة المستعصية في الإعداد وتجميع اللاعبين التي لن يكتب لها أن تحل في القريب العاجل ولكن المتوافر لدينا هو ما استطعنا تأمينة لظروف يعلمها الجميع وليست خافية على أحد والمهم بما هو متاح الآن فإن الجولة جاهزة للكسب من قبل المدرب راضي شنيشل الذي تتوافر لديه عناصر كثيرة للمناورة والإيقاع بالخصم.
ومن وحي قوّة الجولة يستطيع أيضاً تجاوز عقدة الإعداد الضعيف والمباريات التجريبية الفقيرة وفيما يخص طلبه بدعم المنتخب والوقوف معه في هذه الفترة بالذات فأعتقد أن جميع الجماهير قد عبّرت عن تضامنها الكبير الذي ترجم مؤخراً الى تتويج لنادي القوة الجوية في كأس الاتحاد الآسيوي وستكتمل أفراحه بفوز جديد تصلنا بشائره من أبوظبي.