المرحومة "عنفيصة" وقبل انتقالها الى جوار ربها ، اوصت الأبناء والأحفاد بضرورة الاحتفاظ بخرزتها الشهيرة بين ابناء قومها بقدرتها على زرع المحبة والتخلي عن الخصام مهما كانت اسباب الخلاف . خرزة عنيفصة اكتسبت شهرة عريضة تجاوزت محل سكن المرحومة في احدى قرى ريف الجنوب ، كانت تثير اهتمام من يرغب في الارتباط بفتاة احلامه والعكس صحيح ، ما ان يصل الشخص الى السيدة صاحبة الخرزة حتى تمنحها له من دون ثمن ، لكنها بعد نجاح التجربة لم تمنع نفسها من قبول الهدايا المادية والعينية مع الرحمة لأرواح موتاها.
فاعلية الخرزة في انقاذ قلب عاشق انهى معاناته بالارتباط على سنّة الله ورسوله بمعشوقته ، اذهلت من شكك بقدرتها ، مع محاولات لمعرفة اسرار قوتها ، كلها باءت بالفشل ، لرفض المرحومة فك شفرة خرزتها ، مع تحذير من طرح اسئلة تزعج الملائكة الصالحين فتحل اللعنة على الجميع . امام التلويح بهذا النوع من التهديد ، تخلى هواة الكشف عن الاسرار عن تساؤلاتهم ومنهم من اقتنع بقدرات الخرزة وتأثيرها السحري والمجرب في فض النزاعات وحل المشاكل العشائرية ، وبنجاح ساحق حققت الخرزة انجازات تاريخية ، فالمرأة الراغبة في انجاب الابن لمنع زوجها من الاقتران بأخرى جربت الخرزة وحققت امنيتها، ومن تريد الارتباط بعشيقها وان تجعل أبناء عمومتها يتخلون عن "النهوة" ، لا تجد سبيلا إلا الاستعانة بالخرزة بعد التجربة حققت الارتباط بفارس احلامها.
الحديث المتداول بين الأبناء والأحفاد حول الخرزة يشيرالى انها مازالت تحتفظ بفاعليتها ، لكنهم يرفضون منحها للراغبين في الحصول خدماتها ، تنفيذا لوصية المرحومة ، لان خروجها من أيديهم يعني وصولها الى اطراف أخرى قد تستخدمها لأغراض معينة ، ربما تصادرها جهة سياسية متنفذة وتسجل باسم زعيمها ليسخرها في اقناع قواعده الشعبية ، بانه صاحب قدرات خارقة على حسم الخلافات ، وتحويل الاعداء الى اصدقاء.
امكانية تحرك جهة متنفذة للاستحواذ على "الخرزة السحرية" امر وارد في ظل تنامي الاحتجاج الشعبي على الاداء الحكومي ، وبروز حالة سخط على النخب السياسية بعد ان توصل الشارع العراقي الى قناعة اكيدة ، بأن الوجوه الحالية المهيمنة على المشهد عاجزة عن اعادة النظر بمواقفها السابقة لتصحيح اخطاء كارثية ، تراكمت باشكال ومظاهر بشعة جعلت الأزمات ماركة مسجلة.
علاقات العراق بجواره العربي متوترة على الدوام لأسباب تتعلق بمواقف متقاطعة حول قضايا اقليمية ، بغداد من جانبها لطالما ابدت حسن النية لتطوير علاقاتها مع عواصم عربية ، لكن الأطراف الأخرى ترفض تحقيق التقارب ، فيما ابدت وزارة الخارجية اهتماما بجماعة الحوثيين في اليمن على حساب جهات اخرى ، وذات الموقف تكرر في التعاطي مع احداث البحرين . الأنظمة العربية متهمة هي الاخرى بالتدخل السلبي في الشأن العراقي ، خلال السنوات الماضية وفرت للمتسللين فرصة عبور الحدود لينضموا الى الجماعات الارهابية ، لينفذوا عمليات انتحارية تستهدف المدنيين ، خيار اللجوء الى الحوار ما عاد مجديا في اجواء تشهد تصاعد دخان تبادل نيران الاسلحة الثقيلة في اليمن وسوريا وليبيا ، الحل الوحيد هو الاعتماد على خرزة المرحومة "عنيفصة" لضمان استقرار امن المنطقة .
"خرزة عنيفصة" الدبلوماسية
[post-views]
نشر في: 7 نوفمبر, 2016: 09:01 م