TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دموع في قصر السلام

دموع في قصر السلام

نشر في: 7 نوفمبر, 2016: 06:41 م

ali.H@almadapaper.net

على الصفحة الأولى من معظم صحف كوريا الجنوبية أمس ، صورة للرئيسة بارك غوين هي ، وهي دامعت العينين تقدّم اعتذارها للشعب ، وتقول بصوت مرتعش : " قلبي ينفطر من الصعب أن أسامح نفسي، أنا أنام الليل ويغمرني شعور بالأسف" ، أتمنى عليك عزيزي القارئ أن لاتذهب بك الظنون بعيداً وتعتقد أنّ هذه المرأة التي تقود واحداً من أكبر اقتصاديات العالم ، " لفلفت " ميزانية ثمانية أعوام ، أو أنها سلّمت ثلث كوريا الى مجموعة " أبو سياف " ، ولا تفرح فتعتقد أنها وظّفت أبناءها وأشقّاءها وجعلت القصر مقراًعائلياً خمس نجوم ، جريمة " غوين هي " أنها سمحت لصديقتها المقرّبة أن تطلّع على خطاباتها وتتدخّل في صياغتها ، وأنها لها دور في اختيار مساعدين للرئيسة، وحتى أنها كانت تختار للرئيسة ملابسها، والجريمة الأبرز هي اتهام الرئيسة بأنها أقامت طقوساً دينية في القصر  ، لأن الصديقة هي ابنة  زعيم ديني في كوريا الجنوبية ، فقد اعتبر البرلمان ،، أنّ إقامة طقوس في قصر الرئاسة مساسٌ بالديمقراطية الكوريّة التي  أصرّ فيها الدستور الكوري  ، على أن يضع الوطن فوق كلّ الطوائف ومذاهبها ومعتقداتها .
مع هذا المخالفات التي ارتكبتها السيدة " غوين "  تذكّر عزيزي القارئ معارك البرلمانيين الطائفية ، وصولة نوري المالكي ضد الكفرة المدنيين ، وقانون المرشد الإخواني سليم الجبوري ، ودموع النائب عمار طعمة على الحشمة والفضيلة التي يفرّط بها أهالي بغداد ، وقرار وزير التربية منع البنطلون النسائي في الجامعات ، والمساعدة " المشكورة " التي تقدمها وزارة الداخلية لجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  ، في نشر مبادئهم  الهادفة الى " قمع " المجتمع ، بالدعوة لمنع وتحريم الغناء وتبرّج النساء .
كأنما الدرس الذي تعطيه بعض الشعوب موجّه على نحو خاص، الى بلد جبهة الإصلاح البرلمانية ، الذين صدّعوا رؤوسنا بالنزاهة وذرفوا الدموع على الاموال التي أهدرها خالد العبيدي ،لأنه لم يمنح مقاولاته للنائبة عالية نصيف . ولهذا قرّروا بضمائر مطمئنة أن يرفعوا أيديهم  للموافقة على تمرير الحسابات الختامية  الخاصة بالحكومة للسنوات 2008، 2009، 2010، 2011".ولم يسأل حامي النزاهة ، هيثم الجبوري نفسه ، عن التقرير الذي نشره المركز العالمي للدراسات التنموية ، الذي كشف خلاله اختفاء عشرات  المليارات  خلال الفترة  ما بين 2006 – 2014 ،  والتي  ذهبت مطمئنة إلى جيوب الفاسدين!  .
تقوم تجارب الحكومات الناجحة على الصدق والمشاعر الإنسانية. فيما يعيش  برلماننا  على الانتهازية واحتقار حقوق الإنسان، وتلميع صورة محمود الحسن  .
انظروا إلى دموع الرئيسة الكوريّة ،  وتمعّنوا في ابتسامة حنان الفتلاوي وهي تحتفل بتمرير ميزانيّات المالكي ، واسألوا أين نحن بعد ثلاثة عشر عاماً  من الكلام عن الرفاهيّة والسيادة والمستقبل المشرق، وحكومات الشراكة، والمحاصصة اللطيفة، وسيادة القانون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    أستاذ علي حسين ان هذه الشعوب تطورت وطورت نفسها بسرعة البرق لأن الله سبحانه وتعالى نجاهم من خزعبلات عموري وكتكوتي ونوري الحرامي وثارات الحسين من يزيد وما نططيهة لأن مختار العصر والزمان ابو حمودي البطل نوري حرامي المالكي ماعندهم منة ولا عند سنغافورة ولا كور

  2. محمد سلمان

    الا خ العزيز ان ما قام به الامريكان والذين جاءت بهم في ادارة البلد منذ ٢٠٠٣ ولحد يومنا هذا لم يشهد العراق طول تاريخه بشرا لا مو بشر امثال هوءلاء ولو الوم يقع علينا نحن ما نسمى بالشعب الذى سمح لهم بتمرير اول خطاء لو تصدينا منذ البداية لهم لما وصلنا

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram