أقام اتحاد الادباء والكتاب في النجف الاشرف أمسية حملت عنوان ( النجف روائيا .. قراءات نقدية في روايات عن النجف ) حاضر فيها النقاد جاسم عاصي وظاهر حبيب ومؤيد عليوي. وقد تناولوا اثنتين من الروايات (ما انكشف عن حجر الصوّان ) لمحمود جاسم عثمان ىالنعيمي. و
أقام اتحاد الادباء والكتاب في النجف الاشرف أمسية حملت عنوان ( النجف روائيا .. قراءات نقدية في روايات عن النجف ) حاضر فيها النقاد جاسم عاصي وظاهر حبيب ومؤيد عليوي. وقد تناولوا اثنتين من الروايات (ما انكشف عن حجر الصوّان ) لمحمود جاسم عثمان ىالنعيمي. و( فندق السلام) لمحمد سعد جبر الحسناوي. الامسية قدمها رئيس الاتحاد باقر الكرباسي الذي رحب بوفد من أدباء كربلاء عادا هذه الامسية واحدة من الاماسي التي تحفر في تاريخ النجف روائيا من قبل كتابها عبر المراحل الزمنية لأن النجف ليست مدينة عابرة او انها انوجدت من رحم جامد بل كانت مدينة للحرف والجمال والثورة وهو الامر الذي دعا الاتحاد الى ان يقيم هذه الامسية بهدف تسليط الضوء على تاريخ المدينة روائيا.
بدأ الامسية الناقد جاسم عاصي حيث قال : لم تحظَ أية مدينة كالنجف بمدونات سردية وكانت أمينة ووافية من جهة ويكمل بعضها البعض الآخر باجتهاد تسجيلي من جهة أخرى وتؤاخي بينها كنصوص استشرفت البنيه الفنية تداخلا مع بنيتها التسجيلية. ويضيف: أنها أسست نوعا من التكامل لبنائها من أجل تقديم صورة أكثر قوة في بنائها المعماري الروائي وكان هذا مجسداً في انجاز نصوص روائية مثّلت الى حد ما أجيالا من الكتاب لهم رؤاهم ومكوناتهم الفكرية والجمالية ، وتأريخهم المعرفي. موضحا : ان الكتابة عن سيرة المدن تتطلب جملة ممكنات منها المعايشة والانتساب الاجتماعي والتاريخي والنفسي وكذلك القدرة على البحث عن طبيعة الوثائق الدالة والمركزية وايضا أمكانية ذاتية على تمثل ما تقضي به المعلومة وايضا معرفه طبيعة الأشخاص والرموز المؤثرة في تأريخ المدينة إضافة الى الإحساس بالمكان وخصائصه الذاتية والموضوعية ووعي جدلية العلاقات على كل الصعد وادراك مركز حراكها وأخيرا دراسة وعي الناس لكي يتمكن الكاتب من اقامه صلة بينهم لا سيما أذا رام انتاجا مركبا .
وقد تحدث عاصي عن الروايتين بتفصيل وكانت رؤيته النقدية وفق عنوان المحاضرة حيث عد رواية محمود جاسم عثمان ان القارئ يقف على وقائع التاريخ بشكل فيه ايجاز وتحديد للتاريخ في العنوان ما يعني انها تناولت حركة ( نجم البقّال) ذات الخاصية الشعبية بمعنى أكثر وضوحاً وتعاملت مع حدث فيه من العفوية والحماس الكثير دون الانتباه أو الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الواقع ووجود المحتل البريطاني مهيمناً على أعقاب مرحلة تاريخية طويلة من الاحتلال العثماني الذي أضفى على الشخصية العراقية أخلاقا جديدة ، وبناء جديدا . سنأتي على هذا في حينه . في حين رأى في رواية (فندق ) انها اعتمدت الوثيقة الشفاهية باعتبارها المعبّر المركزي عن أحداث عام 1991 التي شملت مدن العراق من خلال تمرد جماهيري عفوي وان الكاتب عكس تلك الأحداث بروي وسرد وتوثيق تبناه راو كلي العلم تمثّل الفعل والذاكرة الجمعية. ويرى عاصي ان الروائي لم يترك الوثيقة اليومية مسيطرة على مسار النص بقدر ما خلق بؤرا تدور على مجموعة تبئيرات وترك العلاقة الثنائية بين ( علي / إيمان) مفصلاً دلالياً على النمو العام للأحدث ونضوجها الميداني ويمضي بقوله: صحيح إن الرواية لم تدر حول هذا المحور إلا أن تأثيره غير المباشر كان مفعلا للبنية الأساسية للرواية أثناء جريان أحداثها أو بعد نكوص الانتفاضة أي أن العلاقة الثنائية تحولت إلى رمز مؤثر ومؤشر لكل ما انطوت عليه الأحداث وأفاد ان الروائي ركز على تلك العلاقة بين حين وآخر باعتبارها بؤرة مركزية لها محمولات وجدانية وإنسانية عامة وهذا بطبيعة الحال سحب الرواية من تشكلها التسجيلي إلى الدخول نحو تحليل الشخصية لأن العناية ببناء الشخصية ، واحدة من مقوّمات البناء الفني للرواية .
ثم تحدث الناقد ظاهر حبيب بقوله ان الكتابة السردية عبر التاريخ محاولة ليست بالهينة فليس كل ما يصلح للتاريخ يصلح للعبة السردية لأن هناك حدودا تفصل التاريخ عن اللاتاريخ حدثاً وواقعاً والحدود التي تفصل الخيال السردي عن الواقعة المتحققة تاريخاً واضاف ان هناك تاريخين الأول التاريخ الموضوعي الذي يشمل وقوع الحادثة التاريخية والثاني هو التاريخ كتابياً كان ام ملفوظاً ليس جزءا تاريخيا بحكم الصلة التفاعلية فهو يعتبر مجموعة من التصورات والانفعالات السلبية او الايجابية والتي تمظهر وانجلى عبرها الصراع عن الحدث الواقعي التاريخي ومن حق اي مبدع اعادة كتابة الحدث ونقل الصراع الذي تحقق واقعاً بصرف النظرعن الأبعاد التأويلية والتفسيرية للسارد من خلال مزج السارد وتحركه روائيا بمسارين تاريخي متحقق وواقعي وعاطفي متخيل.