عندما  دخلت  مواقع وسائل التواصل الاجتماعي ،مثل موقع الفيسبوك، حياتنا الاجتماعية على مدى العقد الماضي، كان هناك الكثير من الجزع والضيق بسبب ما يمكن ان تسببه تمضية كل هذا الوقت على  الشاشة من ضرر على صحتنا.لكن وفقا لدراسة جديدة، فإن الو

عندما  دخلت  مواقع وسائل التواصل الاجتماعي ،مثل موقع الفيسبوك، حياتنا الاجتماعية على مدى العقد الماضي، كان هناك الكثير من الجزع والضيق بسبب ما يمكن ان تسببه تمضية كل هذا الوقت على  الشاشة من ضرر على صحتنا.
لكن وفقا لدراسة جديدة، فإن الوقت الذي نقضيه في وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يجعلنا نعيش حياة أطول.
الدراسة  التي نشرت مؤخرا، تؤكد أن الآثار الصحية للنشاط الاجتماعي النشط على الانترنت  تعكس إلى حد كبير فوائد الحياة الاجتماعية التي تمارس في الانترنت.وقد وجدت الدراسة "أن الاشخاص الذين يتواصلون مع المزيد من الأصدقاء على الانترنت هم أقل عرضة للوفاة في وقت مبكر من نظرائهم الذين لا يستخدمون الانترنت،" "وهذا الدليل يتناقض مع التأكيدات السابقة بان لوسائل التواصل الاجتماعي أثرا سلبيا على الصحة."
 ويقول احد الباحثين من  جامعة كاليفورنيا: " ان الاشخاص الذين لديهم شبكات تواصل اجتماعي اوسع يعيشون حياة أطول". واستندت الدراسة على البحث في 12 مليون صفحة شخصية في الفيسبوك، وكذلك على  سجلات دائرة الصحة في كاليفورنيا.
وقد وجدت الدراسة  أن "الاستخدام المعتدل"  للفيسبوك ارتبط مع أدنى معدل للوفيات، وأن تلقي  طلبات  الصداقة ارتبط مع انخفاض في معدل الوفيات، ولكن  الامر لا ينطبق على إرسال طلبات الصداقة .وقال القائمون على الدراسة  انهم قاموا بمطابقة البيانات  من قسم كاليفورنيا للصحة العامة مع بيانات مستخدمي الفيسبوك في كاليفورنيا. وكان المشاركون في الدراسة  من مواليد الفترة من 1945-1989.ووجدت الدراسة أن الاشخاص الذين يمتلكون شبكات تواصل اجتماعي واسعة أو حتى متوسطة عاشوا سنين أطول من الاشخاص الذين لديهم شبكات اجتماعية صغيرة جدا ، "وهي نتيجة تتفق مع الدراسات الكلاسيكية حول العلاقة بين حجم العلاقات الاجتماعية للفرد وطول العمر".وتعترف المجلة التي نشرت  الدراسة "ان نطاقها كان  محدودا جدا "، معتبرة أن الفيسبوك هو موقع فريد من نوعه بين مواقع التواصل الاجتماعي وقد لا تكون لبياناته  قابلية للتطبيق على  نطاق أوسع.: لا يوجد أي دليل في الدراسة أن استخدام الفيسبوك لديه أي تأثير مباشر على صحة الشخص.
وقال جيمس فاولر، أستاذ الصحة العامة والعلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، واحد المشاركين في الدراسة: "لقد فوجئت أن طلب الصداقة من الآخرين لا يترافق مع فترة حياة أطول. تمنيت لو كنا اكتشفنا  أن طلب التواصل مع الآخرين كان مرتبطا بصحة أفضل".
و أوضح السيد فاولر، ان النتيجة الجديدة التي تشيرالى أن الباحثين  وجدوا في وقت سابق ان الاشخاص  الذين يمتلكون  الكثير من الأصدقاء كانوا أكثر صحة قد اساءت فهم العلاقة بين حجم العلاقات الاجتماعية للفرد وصحته. وقد يكون السبب  ، الذي يجعل الاشخاص  الذين يمتلكون الكثير من الأصدقاء اصحاء أن الاشخاص الاصحاء  لديهم الكثير من الأصدقاء"، وهذا من شأنه أن يشير إلى أن "الامر قد يكون أصعب مما كنا نظن فيما يتعلق  بموضوع ان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يجعل الافراد يتمتعون بصحة افضل. "
وقال ناثان جورجنسون، وهو عالم اجتماع وباحث في مجال  السناب شات  ان الدراسة قدمت الكثير من الأدلة التي تعارض فكرة أن الاتصالات التي تتم عبر الإنترنت تختلف عن تلك الموجودة في "العالم الحقيقي"، لأن الإنترنت لم يكن موجودا في عالمنا الفسيح  .
" في الظاهر يوفر الفيسبوك مصدرا لا يقدر بثمن لتحقيق حاجة إنسانية أساسية للاتصال الاجتماعي". "ولكن بدلا من تعزيز رفاهية الشخص، ، تشير بعض النتائج إلى أن الفيسبوك قد يقوم بتقويضها."ومع ذلك فقد عقب احد الباحثين قائلا أن الدراسة تشكل الخطوة الأولى لتقييم افضل لتأثير الفيسبوك على طول عمر الانسان.
ويقول احد الباحثين "في هذه المرحلة، نحن لا  نقدم أية نصائح بشأن كيفية استخدام  الناس لوسائل التواصل الاجتماعي"، "إنه لأمر جيد أن يكون لدينا سجل وافر من البيانات والمعلومات التي يمكننا ان نعاود البحث فيها بين فترة واخرى قبل أن نبدأ باسداء النصائح".
 عن: النيويورك تايمز