TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس: فيلم "جراد البحر" يتحرى اللامعقول في زخارف الحياة اليومية

المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس: فيلم "جراد البحر" يتحرى اللامعقول في زخارف الحياة اليومية

نشر في: 9 نوفمبر, 2016: 09:01 م

اللامعقول هو مهنة "يرغوس لانثيموس". كشف فيلمه الطويل الأول "سن الكلب" عن كونه أحد أشد النقاد الاجتماعيين الجريئين في السينما الحديثة. وهو يجرّد الوحدة العائلية الحديثة بكلتا الطريقتين المرحة والمرعبة. بعد أن أخرج فيلم الجريمة "الألب" -2011 عاد لانثيم

اللامعقول هو مهنة "يرغوس لانثيموس". كشف فيلمه الطويل الأول "سن الكلب" عن كونه أحد أشد النقاد الاجتماعيين الجريئين في السينما الحديثة. وهو يجرّد الوحدة العائلية الحديثة بكلتا الطريقتين المرحة والمرعبة. بعد أن أخرج فيلم الجريمة "الألب" -2011 عاد لانثيموس بفيلمه الأول الناطق بالإنكليزية "جراد البحر".

ومثله مثل فيلم "سن الكلب" فإن فيلم "جراد البحر" هو كوميديا ساخرة تمتلك تماماً منطقها السريالي بينما توسع المجال إلى نسب ملحمية. يدور الفيلم حول عالم شمولي بارد مليء بالقوانين الغريبة وحتى الشخصيات أغرب ( قام بأدائها طاقم يتضمن كولن فارل وراتشيل وايز ولي سيدوكس وجون سي ريلي)، من غير الشرعي أن تبقى عازباً وأولئك الذين يخرقون هذا القانون يجبرون على أن يعثروا على شريك – وإلا يجري تحويلهم إلى حيوان بسبب اختيارهم وفشلهم في العثور على زوج.
حانت لنا الفرصة للحديث مع يورغوس حول فيلمه الأخير وما لحقه. كان بالأحرى حديثا صريحا ومتبصرا يدور حول صيرورة صانع الفيلم والموازنة الدقيقة ما بين الدفء الكيخوتي والرهبة الساخرة.
* أشار العديد من المشاهدين إلى "جراد البحر" كونه  فيلما "رومانسيا" لكن يبدو ذلك تشخيصا ضيقا جداً. ويدور كذلك حول اكتشاف طبيعة السعادة ضمن الأنظمة الاجتماعية. هل طرحت رؤيتك هذه كصورة "رومانسية" أم هي تعليق اجتماعي أيضاً ؟
- كلاهما، والعديد من الأمور الأخرى أيضاً (يضحك). بالتأكيد هناك رومانس. لكن ما حاولنا أن نفعله كان يتضمن العديد من أوجه السلوك الإنساني ما أمكن. أردنا أن نتحرى اللامعقول والرومانس والجوانب العنيقة للناس. لأنك حين تفعل كل تلك الأمور وتحاول أن تخلق نغمة لن تكون "شيئاً واحداً" تحصل على ناس يشاهدونه ويستقبلونه حسب تجاربهم الخاصة، التعليم وحتى المزاج الذي هم فيه في تلك اللحظة. ثم تحصل على ردود أفعال مختلفة – وربما "ردود أفعال" هي كلمة خاطئة- لكن إدراكات مختلفة لما قمت بخلقه.    
* إنه يحتوي على أعداد وافرة.
- بالضبط وذلك الجزء الأكثر أهمية فيه. تسمح للمشاهدين بأن يعبروا عن آرائهم.
* هل بالإمكان التحدث عن أصل المفهوم المركزي لفيلم "جراد البحر"؟
- ما نحاول أن نفعله هو خلق نوع محدد من الحالة أو السيناريو إذ نستطيع أن نكشف اللامعقول في قبول زخارف الحياة اليومية. لأننا جلبنا داخل العالم أو لأننا مثقفون بطريقة محددة فإننا نتدرب لقبول العالم بطريقة محددة. كي نتحرى هذا اعتقدنا بأنه من الأفضل خلق سيناريو لامعقول "ماذا لو".
نحن حقاً كنا نريد أن نتحرى فكرة الناس المنفصلين والأزواج والعلاقات الرومانسية والحب. لكن ماذا لو أن العزاب لا يسمح لهم بالتجوال بشكل حر؟ أين سيذهبون؟ ماذا ستكون مهنهم؟
ينظر إلى الفندق كونه خدمة للناس من قبل الذين يديرونه لكن في الوقت نفسه هو نوع من السجن الذي لا يستطيع الإنسان الهرب منه بإرادته. العقاب لأولئك الذين لا يخضعون لقوانينه يمكن أن يعرض من قبل جانب واحد كونه عنصراً "إيجابياً". بدلاً من قتل أولئك العزاب أو سجنهم نعتقد بأنه من المهم لو أن إدارة هذا العالم تعتقد بأنه من المناسب أن يتحولوا إلى حيوانات.
* الآن أنت تستخدم مصطلحاً سيكون أساس سؤالي القادم: "العقاب". كنت مهتماً في معرفة إن كنت ترى تحولات هؤلاء العزاب عقاباً، أو يمكن أن توصف كفرصة ثانية في الوجود كما شكل الحياة الجديد هذا؟  
- حسنا، اعتقد بأنّ ذلك هو ما ستحبه الإدارة  فيما نفكر. لا أعرف إن كان هذا صحيحا. لكن ذلك هو مثال كيف أن أحد أوجه الفيلم يمكن أن يكون مفتوحاً لكيفية تأويل الفرد للفيلم. هل هذا التحول إيجابي؟ أم أن التحول إلى حيوان هو اتخاذ خطوة للأسفل في هذا العالم؟
* بالنسبة لنا هو بالتأكيد "عقاب" تماماً كما أن الفندق كان نوعاً من "السجن". لكنهما بالتأكيد نوعان رقيقان من العقاب إضافة إلى كونهما لامعقولين ومضحكين.
- الفيلم جدّ مضحك. أنا أكره استعمال هذه الكلمة- لكني افتقد وصفاً بديلاً- لكن "جراد البحر" "جامد" جداً.
أنا أكره تلك الكلمة أيضاً! ماذا تعني ؟
ربما "جاف" ستكون أفضل؟
افترض ذلك.
* كيف تصف الكوميديا في فيلمك؟ وما هي مقاربتك لها؟
- من الصعب أن تصف نفسك وماذا فعلت. لكنه حس الفكاهة هو الذي أتقاسمه أنا وشريكي في كتابة السيناريو للفيلم (أفثيمس فيليبو- الذي ساعد في كتابة فيلمي "سن الكلب" و"الألب"). إنه يدور حول إيجاد مواقف ولحظات في الحياة ربما لم نأخذها في الاعتبار ونكتشف اللامعقول الذي تتضمنه حين نلاحظها من بعيد. أن تكون صريحاً بشكل مطلق هو شيء مضحك تماماً. لكن ليس لديّ إجراء أو مفهوم أستطيع أن أولده كي أحدد تماماً ما وجدناه ساخراً. إنه أمر غريزي.
* هناك نغمة غريزية جداً في فيلم "جراد البحر"- مزيج من السخرية الظريفة والدفء الحميم باعتبار الأزواج وفكرة الزواج هل كان من الصعب وضع توازن بينهما؟
- حسن، ذلك هو المفتاح الكلي ومن الصعب دائماً تحقيق توازن لأنك غير متأكد تماماً ماذا يتطلب الأمر لتكون هناك. ثم حتى لو لم تفكر بأنك حصلت عليه- مثلما تكلمنا حوله سابقاً- من الصعب معرفة كيف أن الأفكار على وشك أن تكون مفهومة. لن يشتغل الفيلم بالطريقة نفسها على كل فرد. بعض الناس يعتقدون أنه مرح. الآخرون يقولون بأنه "مظلم" جداً. في الواقع أنه يحمل ولا يحمل الصفتين. اعتقد حقاً بأنه يتغير مع كل عرض- هناك نوع معين من الجو والطاقة تقريباً مثل التمثيل الحي. الناس يؤثر بعضهم على بعض. لهذا فإنّ عرضاً واحداً سوف يكون مليئاً بالضحكات بينما الآخر صامت ميت. وبينما تستمر السنوات ربما يؤثر الفيلم عليك بطريقة مختلفة يعتمد ذلك على ما حدث بين العروض. لن تدعي ابداً بأنك أنجزت توازناً تاماً لأن الأمر موكول بالناس الذين شاهدوه كي يقرروا.
* ما يساعد النغمة بالتأكيد أنها متكاملة من خلال التمثيل. كيف اخترت كل ممثل لدوره الخاص؟
- كنت محظوظاً جداً لأني اخترت الممثلين من كل أنحاء العالم. لأن فيلمي الأول الناطق بالانكليزية خلق بعض الاهتمام بالسيناريو من الناس الذين لم أحصل على العمل معهم عادة. وبما أننا لا نعمل حقاً في الواقع- إنه عالم ينحرف قريباً منا- استطعت أن أجمع هؤلاء الأفراد من كل الأنحاء وأضعهم في المكان نفسه وأسمح لهم في أن يحتفظوا بلهجتهم الأصلية. راشيل وايز مثلت بعد أن شاهدت فيلم "سن الكلب" التقينا وتكلمنا عن العمل معاً حتى قبل أن أنهي كتابة "جراد البحر". حصل كولن فاريل على السيناريو والتقينا على السكايب  ومن الواضح جداً أننا أردنا أن نعمل معاً.
من الجيد أني أمتلك هيكلاً سابقاً من العمل بدا الممثلون مألوفين عليه. ساعد في جلبهم معاً وكان هو الوجه الأشد إيجاباً في صنع الفيلم. كل الممثلين كانوا متعاونين ولديهم فهم لما كنا نحاول أن نحققه. فهموا صوت الفيلم.
* وياله من صوت عجيب صراحة.
- شكراً. آمل أن الآخرين يشاركون تلك العاطفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram