TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ترامب الذي يشبهنا !!

ترامب الذي يشبهنا !!

نشر في: 9 نوفمبر, 2016: 07:02 م

ali.H@almadapaper.net

بماذا يفكّر أوباما الآن وهو يحمل حقائبه ويغادر البيت الابيض ،  هل يشعر بالذنب؟ وهل يعرف  أنه أدخلنا في متاهة الطائفية، وكان مشاركا وشاهداً على الخديعة؟
كنت أظنّ أنّ ما حدث يقع خارج إرادة صاحب  البيت الأبيض، لكنّ الوقائع تؤكد في كل يوم أنّ صاحب  القرار الأميركي ، كان بكامل وعيه وهو يمكّن بعض الساسة من إدارة شؤون البلاد.
ربما سيقول البعض إنّ من حقّ  أوباما أن يرى أنّ هذا زمان المالكي والنجيفي والمطلك ومحمود الحسن والكربولي، وأنّ البيت الأبيض مع بناء الدولة على طريقة المحاصصة الطائفيّة، ومن حقّها أن يصبح العراق خارج اهتمام السيد أوباما .
منذ خروج الأمريكان ونحن نشاهد استعراضات مُبهجة كلّما حلّت ذكرى يوم السيادة ، الحكومة والقوات الأمنية تستعرض قوتها في المنطقة الخضراء ، بينما الوقائع والأحداث في شوارع ومدن العراق تكشف عن خيبة ، حيث عشنا سنواتٍ عجافاً  في ظل نظرية أمن المسؤول وحاشيته ، أما المواطن فله ربّ يحميه .
أما السيد أُوباما الذي انتهت ولايته أمس ، وقال للصحفيين إنه يفكّر بالهجرة من أميركا بسبب المخاوف من عنصرية ترامب  ، فقد كان يرى اثناء ولايته ، ما يجري في العراق ، لعبة لا تحتاج سوى الى تغيير في الوجوه والأقنعة، ويرى أن هذا منتهى ما يمكن الحصول عليه في دولة كانت من قبل تحلم بالقليل جداً من الديمقراطية ، فأمريكا تبذل جهدها من أجل هندسة النظام السياسي في العراق  على وفق شركة حكم قبلية كان يراها السيد أوباما ، منتهى التغيير وأقصى ما يحلم بـه العراقيون، بالمقابل حكومة الشراكة الوطنية ترى في الخطوة الأمريكية أُنموذجاً يجب أن يُقتدى به ، فقررت أن تغلق المنطقة الخضراء، وأن تحيطها بسبعة سواتر خوفاً من عيون هذا الشعب الحاسد والحاقد،  فيما جهابذة جبهة الإصلاح  يوقدون الشموع كلّ عام احتفالاً بطرد الأمريكان ، وعشنا خلال السنوات الماضية مع فصول من الاستعراضات  كان أبرزها الهجوم " النووي " الذي شنّه آنذاك  حسين الشهرستاني ضد واشنطن  ،لأنه  يتأمّر على المنطقة  ، وسمعنا وقرأنا خطباً وأهازيج عن  فشل مشروع بوش للشرق الأوسط الجديد بفضل يقظة الحكومة العراقية  وصولتها صولة رجل واحد ضد أوباما وجنوده.
اليوم نعيش  في ظلّ مسرحيّة جديدة  اسمها " العودة إلى حضن واشنطن " فيما العمّ ترامب  لم يعط إجابة شافية عن موقفه مما يجري في العراق ، فأناب بدلا منه  النائب موفق الربيعي الذي بشّرنا بأن ترامب سيمسح السعودية وقطر وتركيا من الوجود ، وأن كل شيء سيصبح تماماً في ظلّ العمّ ترامب .    
 كان يقال أنه لا يمكن لمرشح مثل ترامب أن يصل إلى النهائيات،  فهو مجرد ظاهرة  مسلّية تنتهي عند مرحلة ما . لكنّ أحداً في العراق ايضا ، لم يكن يتوقع أن يبلغ  الإسفاف السياسي  والحكومي هذا الحد من الخطورة. لكننا في النهاية ، ننتخب من يشبه ترامب ، ونهتف بحياة  من يتفوق عليه عنصرية وتسلّية .   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. خليلو...

    الأستاذ علي حسين المحترم: ألا تعتقد آن داس جديد من لعبة الدومنة سوف تبدأ في العالم ومنه عالمنا من نگرة اول خيخة يتلوه خيخة آخر ليحل محله جلعوط ---أول شقاوة ظهر في لبنان وثاني واحد ظهر في امريكا ثم تحل البلوى برؤوس ربعنا! فتاحي الفال والروز

  2. د عادل على

    الامريكان اكملوا مهمتهم فى العراق عندما كانت القاعدة تتنفس انفاسها الاخيرة-الخيار كان بين الخروج الكامل من العراق او تحمل مصاريف عالية وخيالية او البقاء العسكرى الامريكى-القصر الابيض توصل الى نتيجة تقول ان الامريكان وصلوا الى هدفهم وهو تصفي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram