اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > انـقلاب 8 شـباط 1963 ..ذاكرة طالب شبيب.. دروس وعبر

انـقلاب 8 شـباط 1963 ..ذاكرة طالب شبيب.. دروس وعبر

نشر في: 7 فبراير, 2010: 05:14 م

حسين عثمان نيركسجارييقر شبيب بأن المفهوم العام للبعث عن الكرد هو انهم قومية نازحة الى الارض العربية لتحل ضيفاً، ثم يعترف فيقول: لم تكن الحقيقة كذلك فالأكراد قومية أصيلة في وجودها في العراق عاشت قبل العثمانيين بفترة طويلة جداً بل قبل بعض الهجرات العربية الى العراق، فهناك إذاً مسؤولية عربية في الجهل……
رغم أن تأريخ العراق مليء بالعنف الدموي وكما يقول الدكتور باقر ياسين، الا أنني وبحكم سجيتي مبهور بالتفاؤل المشوب بالسذاجة أحياناً، إذ أرى ان الانسان العراقي بحكم امتداداته الحضارية العريقة وجغرافيته الوسطية بين حضارات وأديان عريقة أخرى وبسبب ثرواته الطائلة وأطماع الطامعين بسبب كل ذلك وعوامل أخرى بات العنف سمة لحكامه ومن ثم التداعيات لأحزابه وأفراده، فالعنف ليس قدراً أبدياً للشعب العراقي.أؤكد للقارئ الكريم أني في هذه الأيام الحساسة أدمي الجروح القديمة وأدميها من جديد لا بقصد اثارة عواصف الحقد والثأر؛ بل لكي نتعظ جميعاً من الماضي ونبني تاريخاً جديداً من الحب والتعايش وعدم الغاء الآخرين.أعرض هنا شهادات رجل كان مؤثراً في أحداث العراق لفترة من الزمن، انه طالب شبيب وزير خارجية حكم البعث في انقلاب (14 رمضان – 8 شباط / 1963)، يقول شبيب لمحاوره الدكتور علي كريم سعيد وهو يستعيد المشهد: (قررت أن لا أقول ولا أفعل الا ما أعتقد انه صحيح وحقيقي فلا أكذب مهما كان الثمن والتبعات)، يقول عنه الدبلوماسي (مشتاق طالب): (عندما قابلته وجدته أحسن بعثي سلوكاً وأرفعهم أدباً وأكرمهم خلقاً)، كما مدحه عبدالناصر في رسالة نشرها هيكل في كتاب (سنوات الغليان).لقد أغنى وأتحف الدكتور (علي كريم سعيد) متن الكتاب بهوامش قيمة من المعلومات، ووثَق الكتاب بأحداث عايشها أو استقاها من ثقاة عاشوا تلك الفترة، كما وقام في ثنايا العرض باكمال مواضيع مهمة نساها شبيب أو لم يكن على علم بها.لا أخفي القارئ الكريم إني حينما حدث انقلاب 8 شباط كنت عاملاً في صفوف احد الأحزاب العاملة على الساحة الكردستانية، والآن عندما استحضر مجريات تلك الأيام الرهيبة وأجواءها تتحقق لديّ ان الآيديولوجيات الشمولية في تلك الأيام كانت تضغط علينا وتطالبنا بأن نرى مقطعاً واحداً من الصورة كما وتلح علينا بل تغوينا أن نرفع الصورة الى مستوى المقدس، وبذلك هيمنت على أذهان الوطنيين (قوميين وشيوعيين) روح الثأر والتصفية، فتلك الروح اللعينة أسكرتنا وأنستنا مدنيتنا العريقة والصداقة والقرابة والتراحم (وكما يقول طالب شبيب)، وحقت علينا آية القرآن الكريم (كل حزب بما لديهم فرحون).ان فترة 8 شباط أحلك فترة من تاريخ العراق السياسي المعاصر، وان الخط البياني للتطور منذ ذلك التأريخ يهبط باستمرار الى الحضيض بل وصل في 9/ نيسان/ 2003 الى مستويات سحيقة ولأسفل السافلين.لكي أساهم في هذه الأيام المصيرية من تاريخ العراق بجهد متواضع أعرض الكتاب باقتضاب لكي نتعظ جميعاً وبخاصة المرشحون لمناصب سياسية في سلطة العراق المستقبلية، ان الكتاب لجدير بالقراءة المتفحصة وخاصة من لدن السياسيين والأكاديميين حينما يقيّمون ويؤرخون تلك الفترة العصيبة من تأريخ العراق المعاصر. محاولات لاغتيال عبدالكريم قاسم rnكان التيار القومي في العراق وبعد ثورة 14 تموز عبارة عن حزب البعث العربي الاشتراكي والناصريين وجماعات أخرى من المدنيين والعسكريين، وكان التيار القومي بصورة عامة يرى في مصر وجمال عبدالناصر مرجعية سياسية وفكرية له.كانت حكومة قاسم الأولى تضم ممثلين عن التيار القومي، الا انه ولأسباب كثيرة حصلت القطيعة بين قاسم وجمال عبدالناصر، لان الأخير كان يطالب بالوحدة العربية الفورية، فانعكست تلك القطيعة على التيار القومي في العراق، وبدأ عبدالناصر بتمويل كل المشاريع المضادة لحكم قاسم حيث قدمت مصر أسلحة ومحطة اذاعة سرية عبر سوريا من بداية عام 1959 لعبدالوهاب الشواف ووصل بعض من تلك الأسلحة لحزب البعث.جرت خمس محاولات اغتيال لعبدالكريم قاسم وخطط حزب البعث لجميع تلك المحاولات، وبعلم من الشخصيات القومية الاخرى الا انها ولأسباب مختلفة توقفت، وتأتي مشاريع الاغتيال من قبل عبدالستار عبداللطيف وصالح مهدي عماش ومن المكتب العسكري. المحاولة الأخيرة كانت في (رأس القرية) على شارع الرشيد، وافقت القيادة القطرية عليها، وحين التصويت اعترض عليها طالب شبيب ومدحت ابراهيم جمعة. يؤكد شبيب على ان نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة ومحمد صديق شنشل أحد الوزراء كانا مطلعين على الخطة، كان جمال عبدالناصر ايضا على علم بالخطة ولكن لا يعرف بالموعد.تسلم حزب البعث من مصر (20) عشرين ألف دينار أو جنيه لتمويل وادامة أنشطة الحزب وأعمال التحضير لعملية الاغتيال. بعد فشل محاولة الاغتيال ألقي القبض على أكثرية فريق التنفيذ، وبعد مدة عفا قاسم عن فريق التنفيذ ووقف تنفيذ الاعدام، الا ان البعثيين اعتبروا ذلك ضعفاً وبدأوا باستثمار تلك الفرصة الى أبعد الحدود. التحضير لانقلاب 8 شباط / 1963 rnبعد فشل الاغتيال فكر البعثيون وكثير من التيار القومي في العراق بالانقلاب والسيطرة على الحكم بالقوة،  وعلى مدى سنتين بذلت جهود مكثفة لنقل ضباط الدروع البعثيين الى وحدات خاصة للتهيئة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram