لا تثقوا بما تُسرّب من أخبار عن إصابة لاعبين مهمّين في منتخب الإمارات فربما الأمر غير حقيقي يُراد منه جعل لاعبي منتخبنا الوطني يشعرون بالاسترخاء وقلة الاندفاع ، بهذه اللغة المفعمة بالثقة الكبيرة ابدى مدرب المنتخب راضي شنيشل وجهة نظره بشأن موقفه لما يدور في معسكر الاشقاء قبيل أيام من اللقاء المفصلي، ما يعني أنه ماضٍ لحسم المباراة سواء لعب الأبيض بتشكيلته الرئيسة أم بالبدلاء.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فسياسة راضي الجديدة التي استوعب دروسها من مبارياته الأربع الماضيات في التصفيات وفّرتْ له خلطة متنوعة من الخبرة والحكمة والتدبّر والفراسة في قراءة الحدث ليمنح جرعاتها بانتظام للأسود كي يظلوا في الجاهزية المطلوبة بدنياً وفنياً وذهنياً ، وهو ما كنا نفتقده سابقاً نتيجة عدم تحصين لاعبينا من مكائد مدربي المنتخبات المتنافسين، إذ غالباً ما كنا نراهن على الفزعة وننّجر مع هكذا تفاصيل مُظللة لظروف المنتخبات الأخرى.
الحقيقة التي لا يُمكن أن تُفسّر ضمن سياسة التمويه بالنسبة للجانب الإماراتي هي أنّ منتخبه يمرّ في أتعس أيامه إعلامياً وجماهيرياً وهذا واضح للعيان من خلال نتائجه أو تبعاته وما يواجهه المدرب المجتهد مهدي علي من نكوص في الثقة على مستوى مسؤولي الاتحاد والقاعدة الشعبية كردة فعل لضياع نقاط مهمة لاسيما في الجولة الأخيرة أمام السعودية، ولا ننسى الوقت المتبقي لمباراتنا معهم لم يسعف مهدي في معالجة الهوّة قبل وبعد بدء التصفيات المونديالية، على العكس من أجواء التفاؤل التي عاشها راضي شنيشل في الأيام الماضية بُعيد فوز منتخبنا على تايلاند وعمله المتسارع لإصلاح نقاط عدّة كان يعاني منها الأسود في طريقة اللعب أو بناء الهجمات أو الاستعانة باللاعب البديل في الوقت المناسب وكذلك تصاعد الجاهزية البدنية الى نسبة عالية، الأمر الذي مكّن راضي من تطويع الظروف القاهرة التي واجهته من قلّة برامج التحضير وتواضع الفرق المتبارية معه ودياً ومماحكات مؤثرة نفسياً مع لاعبين بارزين على صعيد المنتخب الوطني وهم يونس محمود وياسر قاسم وحمادي أحمد آلت الى معرفة كل لاعب بحدود المساحة التي يقف عليها دون الآخرين الذين تقدموا أكثر منه وما المطلوب منه ليُثبت أنه الأصلح بين عشرات اللاعبين الذين تكتظّ بهم أندية الممتاز بإنتظار الفرصة الدولية بصمت من دون استياء أو تشكّي.
للأسف ظلّت متابعة الإعلام لشؤون المنتخب منذ رحلته الى عمّان ثم الدوحة والآن في أبوظبي فقيرة بسبب غياب الموفد الصحفي لاتحاد الصحافة الرياضية الذي تتحمّل المسؤولية معه مناصفة اللجنة الأولمبية الوطنية بعد أن أوقفت بروتوكول التعاون بينهما من طرف واحد عقب صدور بيان مقتضب تضمّن تبريرات عن رؤية شخصية بحتة وليست قراراً رسمياً للمكتب التنفيذي ويمكننا التوقف عندها باستفاضة بعد التعرّف على نتيجة اللقاء المؤجل بين مسؤولي الأولمبية والجهة التي تعنى بالاتحاد مهنياً لاسيما أن الأولمبية ألتزمت الصمت ولم تفعِّل اللجنة المزعومة لإيفاد الصحفيين بعد طرح آراء حكيمة من زملاء خبرت السنون مواقفهم الرصينة شجبوا بيان الأولمبية وطالبوها باحترام العلاقة التاريخية مع أحد شركائها الرئيسيين والتي لم تتغيّر أو تواجه طارئاً عارضاً مُفسداً لودّهما طوال أربعين عاماً.
وإذا كانت الأولمبية تصرّ على إلغاء بروتوكول تعاونها مع اتحاد الصحافة في وقت كانت الصحف والملاحق الرياضية تفرد صفحات عدة من أعدادها لدعم مشاركتها في دورة ريو آب الماضي حسب أمكانيات كل صحيفة وما رافقها من حملة دعم إعلامية وطنية عُدّت الأكبر في تاريخ الأولمبية مقابل نتائج فاضحة من العيار الثقيل لا تنسجم مع مئات ملايين الدنانير المُستنزفة من ميزانية الوطن لقاء إعداد وتجهيز الرياضيين ، فماذا عن اتحاد الكرة صاحب النصيب الأوفر من تغطية الصحافة لانشطته هل أوقف هو الآخر بروتوكول التعاون الموثق بالصورة والبيان في زمن رئيس الاتحاد السابق ناجح حمود ، مع أن الاتحاد لديه مبادرات كثيرة تصبّ في تعضيد مهمة الصحفيين وآخرهم الزميلين سعدون جواد وعمار ساطع بتكفّل نفقاتهما أثناء مهمتهما في بطولتي الشباب والناشئين الآسيويتين، كيف فات على اتحاد الصحافة الرياضية التنسيق مع اتحاد الكرة على تسمية أحد الزملاء لأهم موقعة في تصفيات كأس العالم المرتقبة ، ليمنح الموفد الزخم المعنوي للاعبين والملاك التدريبي من خلال رسالة حيوية تضع الإعلام والجمهور في قلب الحدث وتُجلي حقائق عدة حاول نهازو الفرص تعكير صفو المنتخب بمانشيت مُستفز أو معلومات تنمّ عن ضحالة أفكار مروجيها ؟