اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > عمليات التجميل بين الأوهام والشكوك والطب النفسي الجنائي

عمليات التجميل بين الأوهام والشكوك والطب النفسي الجنائي

نشر في: 14 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

 بغداد/ المدى
  لم تعد مساحيق التجميل أداة للزينة فحسب بل أصبحت وسيلة لتعديل ملامح الوجه أو تغييرها لإخفاء العيوب، حيث انتشرت أساليب التجميل المختلفة في كل مكان وبأسعار تناسب الجميع ليزدهر سوق التجميل ابتداءً من المستحضرات وانتهاءً بالعمليات ا

 بغداد/ المدى

  لم تعد مساحيق التجميل أداة للزينة فحسب بل أصبحت وسيلة لتعديل ملامح الوجه أو تغييرها لإخفاء العيوب، حيث انتشرت أساليب التجميل المختلفة في كل مكان وبأسعار تناسب الجميع ليزدهر سوق التجميل ابتداءً من المستحضرات وانتهاءً بالعمليات الجراحية، فقد بدأنا نسمع عن صيحات جديدة مثل «المكياج الدائمي» و«التاتو» وإبر «البوتوكس» و«الفيلر» وتقنية «البلازما» وغيرها من التقنيات الحديثة التي تعيد الشباب والنضارة كما يقول المختصون على عكس المثل القائل «لا يصلح العطار ما أفسد الدهر» هوس يتغلب على الحاجة والهدف من ورائه الشعور بالرضا الداخلي والثقة بالنفس أو ربما يكون لمجرد تقليد نجمة محبوبة.

اسئلة عديدة تثـار في هـذا الموضوع :
هل يتقبل الرجل ان تكشف له زوجته بعد الارتباط به أنها أجرت عمليات تجميل عديدة قبل الزواج ؟
- لماذا تعتبر المرأة التي تستعمل مساحيق التجميل تحسيناً لملامحها نصّابة وتزيف الحقيقة ؟
- وهل تخفي عمليات التجميل ملامح الشخصية من التسجيل الجنائي والمتابعة ؟
هوس يصعب التخلص منه
دكتور طب التجميل  عبد الله احمد  قال لنا : التحسين من الشكل ضروري وأصبح حاجة. فهناك قسمان من النساء: قسم يبدأ بالاهتمام بتحسين الشكل في مرحلة الشباب حتى يتجنب الشيخوخة المبكرة ، وقسم يبدأ في سن كبيرة حيث تبدأ التجاعيد في الظهور .
وأضاف: تجربتي في هذا المجال ومتابعتي للمرضى ومعرفة السبب وراء التوجه لعيادات التجميل لطلب المساعدة تجعلني أجزم بأن هناك حاجة ملحة للتجميل في أغلب الأحيان بسبب التشوهات التي تسبب الأذى لصاحبها ونفور الناس من حوله وهذه الأمور لها تأثيرات اجتماعية صعبة وقد تؤدي الى الانتحار في بعض الأحيان ويكون تأثير ذلك على النساء أكبر.
وأوضح أن عمليات التجميل تركز على جوانب عدة أبرزها شفط الدهون وتصغير الثديين أو تكبيرهما وتكبير الشفاه وتعديل الأنف وإخفاء التجاعيد وغيرها.
ويشجع الدكتور عبد الله احمد على إجراء العمليات التجميلية لأن لها فوائد علاجية وصحية بالإضافة الى مساعدة المرأة على الخروج من الحالة النفسية الهابطة والكآبة التي مرت بها نتيجة أنها لا تملك ثديين ممتلئين مثلاً ولا تشعر بأنوثتها ويذكر أن إحدى الحالات التي عالجها كانت لسيدة طلقت لأنها بعد الولادة تغير جسمها فعيّرها زوجها وطلقها لكن بعد إجراء العملية التجميلية للثدي بوضع السليكون تحسنت نفسية المرأة وتوقفت عن أخذ الأدوية المضادة للكآبة وهذا أحد أهداف عمليات التجميل .

المخاطر من عمليات التجميل
أما الدكتور الجراح هادي حسين  الاستشاري في الطب النفسي فله رأي اخر فيقول : تحسين الشكل وتغيير الملامح ليس أمراً ضرورياً إلا في حالات معينة مثل إخفاء التشوهات التي تعيق تعامل الانسان مع أسرته وعمله والمجتمع الذي يعيش فيه ولا بد من الملاحظة هنا أنه ليست كل الحالات في حاجة حقيقية لإجراء عمليات تجميلية فهناك بعض المرضى الذين يشتكون من الأوهام بأن لديهم تشوهات وأن شكلهم غير جميل بينما يراهم الآخرون طبيعيون ولا يحتاجون إلى تجميل أنفسهم ، هؤلاء المرضى يعرضون أنفسهم للمخاطر أحياناً وقد يستعملون بعض الآلات الحادة اعتقادا منهم أنهم يستطيعون تغيير ملامح الوجه .
ويضيف : من خبرتي في هذا المجال عادة ما يتحول المريض إلى طبيب نفسي قبل إجراء أي عملية تجميل وذلك لمعرفة ما إذا كان الشخص يحتاج فعلاً إلى عملية فعلاً أم أنها مجرد أوهام وشكوك مرضية تحتاج الى علاج نفسي. مضيفاً ان الشباب يحبون تقليد النجوم والمشاهير وهذا سلوك غير صحي وقد يؤدي تغيير ملامح الوجه إلى كارثة تدمر حياة الإنسان.
وعلق الدكتور هادي على حالات الطلاق التي حصلت نتيجة اكتشاف الزوج أن زوجته تخفي خلف المساحيق وجهاً آخر قائلاً: يجب التصارح بين الطرفين قبل الإقدام على الزواج فلو كانت المرأة قد أجرت عملية تجميل لإخفاء تشوه خلقي فيجب أن تصارح الشريك وكذلك الحال بالنسبة للرجل، لكن للأسف هناك استهتار من طرف الرجال يتمثل في التسرع في الاختيار والتسرع في الطلاق ويلعب الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دوراً سلبياً في إظهار جمال الحسناوات على أنه جمال طبيعي بينما في الحقيقة هو كله جمال يعتمد على المساحيق التجميلية وهكذا حال شبابنا اليوم الذي يركز على الجمال الخارجي بكل صخبه دون التركيز على الجوهر في اختيار شريكة الحياة.
ويتابع: لا بد من التنويه بأن انتشار عيادات التجميل في كل مكان في كل مكان وتوفير الخدمات وما يطلبه الزبون من تلك العيادات شجع فئة كبيرة من الشباب على الاتجاه نحو هذا العالم وأصبح نوعاً من الهوس الذي لا يصعب التخلص منه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram