حين يتحدث مبدع أو باحث ابدع في مجاله، شفاهياً عن شفاهية شاعر مثير للجدل، فمن المؤكد أن الجلسة ستكون غنية بكل ما هو جديد. وخلال جلسة اقامها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق صباح يوم الاربعاء الفائت، تحدث الناقد والباحث ناجح المعموري عن التجارب
حين يتحدث مبدع أو باحث ابدع في مجاله، شفاهياً عن شفاهية شاعر مثير للجدل، فمن المؤكد أن الجلسة ستكون غنية بكل ما هو جديد. وخلال جلسة اقامها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق صباح يوم الاربعاء الفائت، تحدث الناقد والباحث ناجح المعموري عن التجارب الشفاهية للشاعر موفق محمد وبحضور واسع للنقاد والكتاب والشعراء.
حيث قال مقدم الجلسة الشاعر مروان عادل "اليوم سنكون معكم مع هاروت وماروت الثقافة البابلية لتجول بنا شفاهية مبدع في شفاهية مبدع اخر، الشفاهية في شعر موفق محمد في شفاهية الباحث ناجح المعموري، ونعتقد جازمين أن الجلسة ستغني مصطلح الشفاهية ."
بينما ذكر المحاضر ناجح المعموري " سنتحدث عن اسم كبير في التجربة الشعرية، حيث اثارت تجربته جدلاً كبيراً وظهر في بداية السبعينات وكان اسما بارزاً بين ابناء جيله، واعتقد ان من يريد الحديث عن موفق محمد والدخول في المجال الشفاهي المعقد الذي استطاع ان يؤسس توصيفا خاصا به حول تجربته الشعرية ، يجب ان يتعمق في مفاهيمه عند الحديث عنه."
وأضاف المعموري " حين نتحدث عن موفق محمد يجب ان نذكر أن هذه التجربة الطويلة تمثلت بنصوص مهمة جداً للكوميديا العراقية، وربما البعض يثيرون ملاحظتي حول الكوميديا العراقية والتي مازالت تتبدى بشكل وبآخر، فعلاقة موفق محمد مع هذا النص هي علاقة موروث." مؤكداً "وجدت في نصوص موفق محمد امتدادا واضحا للكوميديا، وقد تميزت هذه النصوص بالمجازفة والمغامرة وهذه واحدة من ميزات الحكوائيين في طرح ما هو شفاهي."
الموضوعة الشفاهية ليست واسعة وليست متداولة بشكلها العام، وخاصة في العراق، هذا ما اشار اليه المعموري والذي اضاف قائلاً "تعاملت نصوص موفق محمد مع تمثيلات فكر النهضة، والتطورات الثقافية والمعرفية والمستجدات التي تعاملت مع هذه التطورات."
وعن علاقة تجربة موفق محمد بالحكواتيين وتجاربهم يذكر المعموري قائلاً "موفق محمد يأخذ تجارب الحكواتيين الذين غابوا، وهنا قُمت بإجراء شكل من اشكال المقارنة بين الحكواتي المصري رضوي والحكواتي الذي قدم السيرة الهلالية خلال شهر رمضان، ووجدت أن كل خصائص هذا الحكواتي موجودة في موفق محمد رغم انه لم يسمح لاحد أن يتحدث اثناء القراءة لأنه يعتقد انه الصوت الوحيد صاحب الفرصة المتاحة داخل القاعة ونجد أن محمد تبلور في ذات السيرة الهلالية التي تحدث بها الحكواتي المصري."
ويبدو أن موفق محمد استخدم طرقا خاصة لشد المتلقي، فيذكر المعموري أن " محمد كان يسعى لشد المتلقي من خلال استخدام مقاطع شعرية، ويلجأ للغناء ايضا اثناء القراءة الشفاهية وهو يدرك ان القراءات الحديثة للشعر لابد ان تكون صوتيا واذاعياً ."مؤكداً " ان شخصية موفق اثناء القراءة شخصية متحركة وليست صامته وهو يراقب ويتابع جمهور الحضور واحيانا يرتجل ويبتكر ماهو جديد وهذه ظاهرة درست في السبعينات كظاهرة مسرحية."
مشيراً الى أننا "لا بد ان نذكر التجارب التي اسست في مجال الشفاهية وسنجد ان من اهمها تجربة السياب ."
ويضيف المعموري "ان سرديات موفق محمد في الجلسات الخاصة تتحول الى قصائد هجاء وايروتيك رغم انه غائب كليا عن قصائده."
أما عن علاقة محمد بتجار الشعر الشعبي والثقافة الشعبية فيقول المعموري " أن موفق محمد متأثر بشخصية سعدي الحلي وهو ذو ثقافة شعبية ممتازة وكان شاعرا شعبيا في بداياته، وفي احدى وشوشاته المسائية اتصل بي وطلب مني ان نكتب نصا عن سعدي الحلي وهنا اخبرته انك شاعر ولا يجوز ذلك ولكنه اصر وانا كتبت له نصا طويلا اسمه "قبعة موفق محمد" وفيه نصوص قليلة تخص الحلي، بعدها فاجأني بنص طويل جدا بعنوان "سعدي الحلي في جنائنه" وهذا النص لخص كل الرموز واختصرها في الاماكن الحيوية والجوهرية للحلة وحاز على بعض النصوص الملحمية التي عرفت في حضارات الشرق وكانت تتداول."
وفي مداخلة خاصة بالكاتب والناقد فاضل ثامر بخصوص موضوعة الشفاهية قال "رغم أن الباحث ناجح المعموري اختص بمواضيع المثيولوجيا، الا انني اعترف بانه ناقد ممتاز ومنافس لي في مجال الشعر، ويبدو اننا لم نتبه لهذه النقطة لانه مقل في نقد الشعر."
وأشار ثامر في حديثه عن شخصية موفق محمد قائلاً "موفق محمد شخصية اشكالية في الشعر العراقي، ولا يمكن ادراجه ضمن مجال معين، لأنه واجه الكثير من الرفض، كما لا يمكن اعتباره بعيد او خارج محور الشعر، بل يجب خلق مجال شعري واسلوب وتقنيات ودرج شاعريته ضمنها."
ويبدو أن شاعرية موفق محمد حوربت فيذكر ثامر " أن شاعرية موفق محمد حوربت سابقاً حيث كانت وزارة الثقافة تتوجس منه، وقد طلب منا تحديد وتقييد نصوصه وتغييبها إلا اننا لم نقم بمثل هذه الخطوة."