باسم عبد الحميد حموديفقدت ساحة البحث في الفنون الموسيقية الشرقية عموما والعراقية خصوصا واحدا من كبار الباحثين في تاريخ الموسيقى الذين قدموا للمكتبة عشرات الكتب المدونة بلغة علمية والتي بذل الباحث الكثير من الجهد المبهر للوصول اليها . توفى رشيد مطلع شباط الحالي في المدينة التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه في البحث الموسيقي , برلين , وهي مدينة من ابرز مدن الحضارة الاوربية
وأكثرها احتفاظا بالمصادر والمخطوطات الموسيقية العربية , أذا استثنينا ليدن في هولندة ....هكذا كان يحدثني عنها الباحث الر احل قبيل رحيله بسنوات . توفى د. صبحي عن 82 عاما وكنت قد تعرفت عليه رحمه الله عام 1985 أذ رشحه لي الموسيقار منير بشير ايام اشرافي على ( ندوة بغداد للتراث الشعبي ) اذ كنا في مجلة التراث الشعبي : ياسين النصير وكاظم سعد الدين وقاسم خضير عباس وانا نعد لحلقة دراسية عن تراث البصرة الشعبي.استضفناالحاج هاشم الرجب والباحث ثامر العامري والباحث الكبير الر احل عبد اللطيف الدليشي , صاحب عدة كتب عن التراث الشعبي البصري , وأيدوا جميعا وبسرور استضافة د. صبحي , الذي قدم بحثامهما عن آلة الطنبورة باعتبارهاهي آلة الكنارة البابلية وهي آلة القيثارة فيما بعد . دارت مناقشات حاميةحول بحث الاستاذ الراحل أالذي كان يفيض معرفة وحكمة بعد كل ملاحظة ويعطي الجديد اثر كل سؤال . من كتبه المهمة , كتابه الاخير عن ( آلة العود ) الذي اثبت فيه انتماء العود الى الفترة السومرية ومن ثم تطوره بابلياوآشوريا حتى وصوله الى العصور الاسلامية وانتقالاته الى الاصقاع الاسلامية الاخرى ابرز كتب الباحث الراحل موسوعته عن ( تاريخ الموسيقى ) وكتابه المهم ( الالات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي ) وهوكتاب متنوع المعلومات والادلة والرسوم التي تعد كنزا معرفيا موسيقيا لايقدم كوجبة ثقافية موسيقية واحدة بسهولة للقارئ غير المتخصص فتستحوذ على اهتمامه. واذا كان د. صبحي انور رشيد قد رحل , وذاك قدرنا جميعا , فانه لم يرحل الا وقد ترك اكثر من اثر مهم يدل عليه وعلى امتيازه كعلم في البحث الموسيقي .هنا لا بد من توجيه نداء الى الدوائر الثقافية بضرورة الالتفات الى مسألتين : اولاهما تكليف باحث في التراث الموسيقي بالكتابة عنه وعن نشاطه العلمي , وثانيهما اعادة طبع كتبه وبحوثه خدمة للثقافة الموسيقية العراقية.