ali.H@almadapaper.net
مرّة أُخرى يتحفنا وزير النقل كاظم الحمامي بمفاجأة جديدة ، وفي كلّ مرّة تكون المفاجأة غير متوقعة . هل نسجّل أنّ الوزير الذي استنجد بالكائنات الفضائيّة لكي يُحدِّث مطار البصرة ، وبالقوى الخارقة ليحفر أكبر نفق في العالم ! اليوم نستمع إلى السيد الوزير وهو يفجّر مفاجأة من العيار الثقيل ، حين يلتفّ على مشاعر العراقيين من خلال الحديث عن طريقة عمل الوزارة التي شبّهها بطريقة الإمام العباس " ع " ! لم أكن أتمنى أن تصدر هذه" الحركة " عن الوزير ، برغم إصراره على العمل بطريقة افلام الأبيض والأسود ، يُدرك الوزير جيّداً أنّ مثل هذا الاستخدام لاسم ومكانة الإمام الشهيد، لا تجسّد قيم العدالة والتضحية التي نادت بها ثورة الحسين ، فالاعتزاز الحقيقي بالأئمة الأطهار ، لا يعني أن يتمّ زجّ أسمائهم في قضيّة خدميّة تتعلق بعمل مؤسسات الدولة وواجبها تجاه المواطن .
اللعب على مشاعر الناس ليس سياسة، وإنما مراوغة والسيد الوزير يعلم، يقيناً، أنّ الناس طالبت بوزراء تكنوقراط ، لأنهم الأقدر على إدارة مؤسسات الدولة ، وليس بصفتهم رجال دين، ولهذا لا يجوز استخدام اسم الإمام العباس " ع " لتبرير فشل الوزير الذي مرّة نراه يستنجد بالمخلوقات الفضائية ، ومرّات بأنفاق تربطنا ببحر المانش .
للأسف البعض يعتقد أنّ الفشل لو وُضعت مكانه كلمة دين سيتحوّل إلى نجاح منقطع النظير، يهرول الناس للحصول على بركاته.. هذه الخدع العاطفية مفضوحة، لكن هناك من يتصور أنه أشطر من " القائد المؤمن " الذي أراد أن يُطعمنا من خرافة " دولة الحشمة والأخلاق الحميدة "
هم يتصورون أنفسهم عباقرة، وأضافوا إلى عبقريتهم نوعاً من " الشطارة " بطلاء من نوعية المظلومية من أجل أن يمرّروا الخدعة على الملايين من البسطاء.
اليوم نجد من يضع القناع الديني لسياسات فاشلة أنتجت الملايين من الفقراء، وأجهضت أحلام الناس ببناء دولة المؤسسات وتعويض غياب رجل دولة حقيقي بـ " روزخون " مهمّته الأساسية الاستحواذ على مقدّرات البلاد.، مسؤول مهمته اقتناص السلطة من خلال تحريم كل ما يتعلق بالحياة الحديثة، ونشر ثقافة ترى أنّ العراقيين جميعاً يعيشون في " الجاهلية " وهُو وصحبه مبعوثو العناية الذين سينقذونهم ، ويعيدونهم إلى " الطريق المستقيم "، ويقنعون الناس البسطاء بأن يقولوا للناس إنّ الإمام الحسين معنا.. وإنهم - المحافظ ورئيس الوزراء- وحدهما المدافعان عن الطائفة والمذهب.. إنه العبث الكامل .
وهو أيضا إعلان عن فشل وعجز حكومي لا يكتفي بتوزيع " البطّانيّات والمراوح "، ويؤكد أن الحزب ليس حزباً بالمعنى السياسي، وإنما " جماعة " لا تحكم إلّا عندما تلغى السياسة ، وهذا بالضبط نفس المنهج الذي يتّبعه كلّ مسؤول عاجز لا يفعل سوى إلغاء مؤسسات الدولة أو قتلها.
جميع التعليقات 1
بغداد
أستاذ علي حسين كما يقول المثل الطيور على اشكالها تقع وهل نعجب من وزير اخر زمن مثل فنجان الحمامي وإيمانه المطلق بأن جميع العراقيين جهلة وأميون وخلي نثرم على آذانهم بصل ونقنعهم بخرافات وأساطير وحكايات الف ليلة وليلة والسندباد البحري يعني هو فنجان البحري لأن