"السيد دونالد ترامب:
رغم حديثك المستمر عن جعل الولايات المتحدة الأمريكية عظيمة، فإن أفعالك هي عكس هذا تماماً.
العالم بأسره يرفض خطابك الذي يروج للكراهية والخوف والتعصب. إننا نرفض تأييدك لممارسة التعذيب في السجون ودعوتك لقتل المدنيين وتشجيعك على العنف بشكل عام. إننا نرفض إهانتك للنساء والمسلمين والمكسيكيين والملايين ممن لا يشبهونك عرقاً أو لغةً أو ديانةً.
نحن نختار التعاطف مع القضايا التي تثير المخاوف بشأنها، ونتمسك بالأمل عند سماعنا لليأس المتسرب من كلماتك، ونؤمن بالتفهم عندما نشاهد مدى جهلك بأوضاع الناس وقضاياهم.
كمواطنين من أنحاء العالم، نقف موحدين اليوم أمام محاولاتك لبث التفرقة والكراهية.
مع كامل الاحترام".
تلكم هي رسالة الحملة العالمية التي نظمتها منظمة "Avaaz" العالمية، وحملت أثناء كتابة هذا العمود الأسبوعي (11تشرين الثاني الجاري) نحو مليوني توقيع من مختلف أنحاء العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.
الرسالة، شديدة الإيجاز، لخصت مخاوف الكثيرين عبر المعمورة من استفحال ظاهرة العنصرية متمثلة بفوز العنصري النازي دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، علامةً واضحةً على تردي الشعور الديمقراطي والمدني وانحدار أحد معالم الديمقراطية الغربية إلى درك سفلي يثير أكثر مشاعر الغضب لدى ملايين الناس، داخل الولايات المتحدة وخارجها، ووصف المفكر السياسي الأميركي نعوم تشومسكي مرشح الجمهوريين للانتخابات الأميركية دونالد ترامب بأنه "حدث فريد لا مثيل له في الغرب المتحضر". وسلط في حوار لإحدى الوكالات الألمانية، على عدد من المشكلات كانعدام المساواة والعنصرية والفجوات الاجتماعية وصراعات الهوية، التي تواجهها الولايات المتحدة بصعود ترامب، قائلا إن "هؤلاء الذين يؤيدون ترامب ليسوا من الفقراء؛ أغلبهم من الطبقة العاملة البيضاء، الذين عانوا التهميش خلال حقبة النيوليبرالية، ولنكن أكثر دقة؛ بداية من عصر رونالد ريغن".
وأضاف تشومسكي أن الديمقراطيين تخلوا عن هذه الجموع في السبعينات، على الرغم من مواصلة ادعائهم عكس ذلك. ومنذ مدة طويلة لم يعد ممكنا الحديث عن "طبقة عمالية" في الولايات المتحدة؛ يجب الحديث عن "طبقة وسطى" عند الإشارة إلى "الطبقة العمالية".
كما وصف تشومسكي ترامب "بأنه حصيلة مجتمع متداع وماضٍ بقوة نحو الانهيار. لذلك “يجب أن نعترف بأن الوضع في أوروبا أسوأ. ففي أوروبا تعرضت الديمقراطية لضربة عنيفة حينما نقلت سلطة القرار السياسي إلى بروكسل. إنه تطور صادم. الولايات المتحدة انحدرت من الديمقراطية إلى البلوتقراطية (حكم طبقة الأثرياء)، مع ملحقات ديمقراطية".
يتجلى دور ترامب كشخصية خطرة ليس داخل الولايات المتحدة، حسب، بل على العالم أجمع، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط، التي هي منطقة متوترة، بل ملتهبة أصلاً، ولواشنطن مصلحة مباشرة في التدخل بها وإدارتها.
وفي بريطانيا، لندن، اندلعت تظاهرات غاضبة أيضاً، وتسببت باشتباكات شوارع بين المتظاهرين ضد ترامب وسياساته وخطبه وبرامجه، من جهة، وجماعات يمينية عنصرية تدافع عنه، من جهةٍ أخرى، مما تطلب تدخل الشرطة.
ترامب، النازي الأمريكي، حملته إلى الرئاسة انتخابات ديمقراطية، كما حملت النازي الألماني أدولف هتلر، في ثلاثينات القرن الماضي، ألى رئاسة الرايخ، وهي لعبة ديمقراطية قد تحمل حثالات البشر الى مواقع الرئاسة والزعامة، في أي بلد، وليس العراق استثناءً.
ترامب.. النازي الأميركي
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2016: 09:01 م