تعيش جماهيرنا الرياضية حالة من التلاحم والمساندة لمنتخبنا الوطني وتنتظر منه الفوز وهو يواجه منتخب الإمارات بتصفيات مونديال 2018 في روسيا على أرضه وبين جمهوره في العاصمة أبوظبي، وهو احساس مشترك وفاعل يحدوه الأمل بالعودة الى المنافسة عبر بوابة الإمارات بعد أن كسب تايلاند في مباراته الأخيرة ليحصل على أول ثلاث نقاط له في المجموعة.
واعتقد جازماً أن أحوّل كتيبة المدرب شنيشل والحالة المعنوية لها بالعموم تختلف تماماً عن تلك التي رافقتنا قبيل مباراتنا الافتتاحية مع استراليا ، فجاهزية الفريق واستقراره أفضل بكثير وإن كان الإعداد فقيراً ولم نتمكن فيه سوى خوض مباراتين أمام منتخب الأردن ونادي أهلي قطر، مع كل ذلك يمتلك منتخبنا الوطني خاصية مهمة قد لا تمتلكها المنتخبات الأخرى وتكمن في سرعة النهوض واستعادة الانفاس من أجل تصحيح المسار يحدونا في ذلك وفرة النجوم وقابلية التعويض باسماء كبيرة يحفل بها الملعب العراقي بين المحترفين والمحليين ومنهم من أظهر قدراً من الإمكانيات تؤهله للتواجد مع المنتخب كما هو الحال مع بروا وسولاقا، وقد تابعنا بدقة ما أورده عدد من المتابعين في الإعلام الرياضي العربي حول الإمكانية التعويضية الفريدة التي يتمتع بها منتخبنا فضلاً عن تمرّسه في اللعب خارج أرضه وتحديه الظروف القاهرة عندما تكون مفترقاً للطرق كما هو الحال اليوم في لقاء الإمارات.
نقاط القوة التي أشرنا اليها يقابلها حالة من الإنهيار إن جاز لنا التعبير في صفوف الأبيض الإماراتي الذي يعيش حالة الانقسام داخل بيته الوطني بقطبين يقود أحدهما المدرب مهدي علي الذي ينتاب مصيره الغموض بعد هذه المباراة من كل جانب، وربما كان أبرزها علاقته الصعبة مع أبرز لاعبي الفريق التي ترجمت الى تقاطعات أو إدعاء الإصابة لأجل الابتعاد يضاف لها الحالة المعنوية الصعبة أيضاً بعد النتائج غير المرضية لهم في التصفيات والقطب الآخر هو في الجانب الإداري الذي يطالب بإبداله بأحد المدربين الأجانب ، والأهم من هذا وذاك هو إدراكهم كما أشارت أغلب الصحف هناك لقوة المنتخب العراقي وتجدده ووجود أكثر من لاعب خبرة بين صفوفه يمكنهم التحكّم بمفاصل المباراة مع تقادم الوقت.
أزاء هذه الحالات التي طرحناها لا يمكن أيضاً أن نغض الطرف عن مخاوف في الاتجاه الآخر طرحت أمام الكابتن راضي شنيشل ووصلت اليه بأمانة من مدربين وخبراء لهم ثقلهم بضرورة استيعاب المباراة والخصم وما يضمره لنا من عدّة في هذه المباراة التي تعد حاسمة لهم كما هي الينا ومنها أن لا يضيع بمجهودات الفريق في الشوط الأول وأن يكون حذراً الى أبعد مدى، فالفريق الإماراتي يستغل طاقته كما عودنا عند مطلع الشوطين وبصورة خاصة الشوط الأول للتأثير علينا مبكّراً والإعتماد أيضاً على مفتاح لعبهم التهديفي الماكر أحمد خليل، كل هذه الإشارات نتمنى أن يكون الكابتن راضي شنيشل قد أخذها بالحسبان وما تبقى منها أن تكون مفاتيح اللعب مؤثرة نحو المرمى الإماراتي وتصيبه بدقة لترفع من رصيدنا وحظوظنا للتأهل مرة ثانية الى المونديال.
الأسود أقرب للفوز
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2016: 09:01 م