وديع غزوانالطلبة شريحة اساسية لمستقبل اي مجتمع ونهضته . وعلى مر العصور كانت هذه الطبقة مع المعلمين والمدرسين عماد الحركات السيا سية بما تمتلكه من وعي وطاقات اهلتها لتكون في مقدمة الذائدين عن حياض الوطن وتحرره وتخليصه من نير الانظمة الاستبدادية المنتهكة حقوق الشعب .
وانطلاقاً من هذه المسلمات كان ومايزال اهتمام القيادة الكردستانية منصباً على توفير المناخات المناسبة للطلبة ليمارسوادورهم في مستقبل الإقليم وكان حضور الرئيس جلال طالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني مؤتمر طلبة الجامعات والمعاهد في السليمانية مناسبة اخرى لتأكيد هذا الاهتمام حيث ركز طالباني ( على النقاط الحيوية والمهمة في حياة الطلبة ونضال هذه الشريحة المتنورة وتأكيده بانها تمثل الضمانة الحقيقية لمستقبل الاجيال وتطوير مسيرة التقدم والازدهار ) . ورغم الاهتمام الذي توليه حكومة إقليم كردستان بالطلبة وتهيئة الاجواء الدراسية المناسبة سواء من خلال توفير الابنية المدرسية والجامعات والمعاهد او التشجيع على كتابة البحوث وادخال التكنولوجيا الحديثة في قطاعي التربية والتعليم , نقول رغم ذلك فان المطلوب خلق الحوافز وايجاد الآليات لتنشيط عمل المنظمات الطلابية وتفعيل دور قيادتها في رسم معالم طريق لتوظيف طاقات هذه الشريحة بشكل اكثر بالقضايا التي تصب في خدمة الوطن والمواطن , والانتباه الى انشغال الكثيرمنها في قضايا هامشية وثانوية وتهرب عدد غير قليل من مسؤولياته . ان معالجة مثل هذا الموضوع تتطلب دراسة واقعية تؤشر اسباب عزوف بعض الطلبة عن واجباتهم حتى المدرسية منها واجراء حوارات حرة معهم مع ضرورة ان لاتجري مثل هذه الحوارات النقاشية بصيغ آمرية تنفرهم منها بل قد تؤدي الى نتائج عكسية ونعتقد ان خير من يقوم بمثل هذه المهمة هم الطلبة انفسهم , لذا ينبغي ان نتعامل مع هكذا موضوع بحذر ويقظة شديدين وربما تكون الخطوة الاولى في هذا المجال اختيار قيادات طلابية محبوبة وقريبة من هذا الوسط يتم اختيارها عن طريق انتخابات حرة وديمقراطية نزيهة لايكون للاحزاب تأثير مباشر عليها . لقد اتخذت الجهات المعنية في إقليم كردستان العديد من الخطوات والاجراءات للنهوض بواقع الطلبة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تخصيص مبالغ لدعم وتشجيع الطلبة على الالتحاق بالزمالات الدراسية , كما ان المسؤولين في البرلمان والحكومة حرصوا على اجراء اكثر من لقاء مع اعداد غير قليلة من الطلبة غير ان ثقل هذه الشريحة وما تمتلكه من طاقات يستلزمان جهوداً اكثرلتوظيفها في مجال ترسيخ التجربة الكردستانية المبنية على قيم التضحية والتسامح والترفع عن الصغائر.
كردستانيات: الطلبة.. طاقات خلاّقة
نشر في: 7 فبراير, 2010: 05:38 م