عبد الزهرة المنشداويمناسبة زيارات العتبات المقدسة في كربلاء من المناسبات التي يشارك فيها الملايين من أبناء الشعب العراقي وتعد ظاهرة يقل نظيرها في باقي البلدان .نحن جميعا نعتز بها ونشعر بهول المصاب الجم الذي الم بآل البيت عليهم السلام.
 حجم المشاركة كما ذكرنا يقدر بملايين من المندفعين باتجاه العتبات المقدسة لا يمكن في يوم من الأيام ان يوقفهم سد او قانون او تهديد والشواهد على ذلك كثيرة . هذه الحشود المتوجهة بقلوب صادقة ومشاعر مرهفة نحو قبر الأمام الحسين بن علي (ع)من كل زاوية من زوايا محافظاتنا يتوجب على القائمين بالأمور على البلد ان يحسبوا حسابها وان يولوها الاحترام اللازم وان لا يجعلوها تؤثر تأثيرا سلبيا على مجرى الحياة اليومية. وصلت الصفحة العديد من الشكاوى من انسداد طرق وشلل في حركة السير خاصة في تلك المدن التي يتوجب مرور الزائر عليها باتجاه مقصده . هذه الزيارة التي لا يستطيع احد عد المشاركين فيها ولا تقدير الرقم التقريبي لهم يتوجب على أجهزة الدولة ان تكون على قدر المسؤولية والتفهم لها من الجوانب الايجابية مما لا يمكن حصره وعده . لا نعتقد ان سياسة او نشاطاً غير سياسي يمكن ان يستطيع جمع مثل هذا العدد وفي اية مناسبة كانت وليس هناك من وقت انسب لإيصال رسالة للمواطن لتوعيته وبث الشعور الوطني والدعوة للسلام والتآخي والتعاون في سبيل هذا البلد الذي نزف من دماء أبنائه ما لم يحدث في بلد آخر . هذا الزائر من بسطاء الناس يدفعه شعور ايجابي نحو قبور الأئمة في هذه المحافظة ليشكو ويأمل بأن هناك من يسمع شكواه او تذرف عيونه الدمع الغزير وهو يستعيد موقف الرجال الذين ضحوا من اجل حريتهم ومبدئهم الإنساني ليكونوا منارا لأجيال تقتدي بمسيرتهم وترفض كل أشكال الطغيان والطغاة .انها مناسبة يجب ان نجعل منها نموذجا في التنظيم من خلال إزالة العوائق التي تعترضها او بالعكس قد تشكل جموع الزائرين نفسها عوائق متمثلة في حركة المرور فيلقى باللوم على الزائر في حين كان يتوجب على المعنيين العمل على تنظيم السير وإيجاد الآليات التي من شأنها ان تجعل هذه الممارسة تسير بانسيابية فنضمن راحة طرفي المعادلة صاحب السيارة في نهر الشارع والزائر السائر على قدميه المتعبتين . في دول أوربية هناك أعياد ومناسبات تقوم السلطات فيها بتهيئة الشوارع والساحات من اجل ان يكون المواطن المشارك في الفعالية ينعم بالأمان وقضاء الوقت دون الخضوع لمؤثرات قد تعكر الأجواء. أجهزتنا الأمنية من أولويات واجباتها الحفاظ على سلامة المواطن ليس المتوجه للزيارة فحسب بل للذي يجلس في بيته أيضاً كذلك مجلس المحافظة في كربلاء مدعو بدوره لان يجعل منها ميدانا لاختبار قدرته على تقديم الأفضل لهذه الجموع التي دائما ما تأتي متعبة .الفندق والمطعم النظيف وحركة السير الانسيابية والنظام في الصفوف كل ذلك من شأنه ان يعطي حكومة المحافظة فرصة لإبراز قدرتها وتقديرها وتفاعلها مع مناسبة قد لا تجاريها مناسبة أخرى.