اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم أمس الثلاثاء، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بـ"تقويض" محادثات السلام.وقال لافروف، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية، إنّ "الأمم المتحدة بشخص مبعوثها ستيفان دي ميستورا تق

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم أمس الثلاثاء، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بـ"تقويض" محادثات السلام.
وقال لافروف، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية، إنّ "الأمم المتحدة بشخص مبعوثها ستيفان دي ميستورا تقوّض منذ أكثر من ستة أشهر، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية بدون شروط مسبقة". وأضاف لافروف، خلال زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا، أنّه "ليس على الأرجح أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وتنظيم حوار سوري - سوري".
وأكد لافروف أن روسيا تؤيد عقد اجتماع بين ممثلى الحكومة السورية والمعارضة فى دمشق.
وقال لافروف "إن بلاده تؤيد عقد مثل هذه المحادثات، وتأمل فى موافقة الحكومة السورية على عقدها، مشيرا إلى أن موسكو تدرس إمكانية أن تنقل بنفسها عينات المواد السامة التى تم جمعها فى حلب إلى لاهاى لتحليلها". وشدد على أن بلاده لا تشك فى أن المتشددين فى حلب يستخدمون موادّ سامة، معبرا عن أسفه لرفض خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التحقق من هذه المعلومات على الأرض.
ويطلب القرار 2254 الذي أقره مجلس الأمن الدولي في كانون الأول2015، من الأمين العام للأمم المتحدة جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، لإجراء مفاوضات رسمية حول "عملية انتقالية" سياسية في سورية، على أن تبدأ في كانون الثاني2016. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أكد الأحد الماضي، في مؤتمر صحافي متلفز، رفض مقترح طرحه دي ميستورا، ينصّ على إنشاء "إدارة ذاتية" في شرق مدينة حلب، وذلك بعد اجتماع عُقد في دمشق مع دي ميستورا والوفد الأممي المرافق له.
وقال المعلم إنّ الفكرة مرفوضة جملة وتفصيلاً، موضحاً أن دي مستورا "عرض فكرة الإدارة الذاتية في شرق حلب.. ونحن عرضنا مشروعاً آخر بالنسبة للمسلحين في شرق حلب، فمن يرغب البقاء يمكنه تسوية وضعه، ومن يود الخروج فالطريق ممهد له". من جانب اخر، أعلن الجيش السوري الحكومي تشكيل فيلق إضافي للعمل إلى جانب باقي تشكيلات القوات المسلحة والقوات الموالية لها بهدف "إعادة الأمن والاستقرار" إلى كامل الأراضي السورية، بحسب بيان للجيش. وذكر بيان رسمي أن "القيادة العامة للجيش تعلن عن تشكيل الفيلق الخامس لتولي مهمة القضاء على الإرهاب إلى جانب باقي تشكيلات قواتنا المسلحة البطلة والقوات الرديفة والحليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية"، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وتصف الحكومة السورية فصائل المعارضة المسلحة بأنهم "إرهابيون". ودعت القيادة العامة للجيش "جميع المواطنين الراغبين بالمشاركة في انجاز الانتصار النهائي على الإرهاب إلى مراجعة مراكز الاستقبال في المحافظات".
في سياق منفصل، دعا الجيش السوري مسلحي المعارضة إلى استخدام الأغذية الموجودة في المستودعات بشرق حلب لإطعام السكان وذلك بعد أسبوع من تجدد الضربات الجوية والقصف على النصف الشرقي المحاصر من المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة. وجاء في بيان رسمي أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تدعو المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى فتح المستودعات التموينية وتوزيع المواد الغذائية لمستحقيها". ولم يتسن التحقق من وجود مستودعات لتخزين الطعام في حلب.
واتجه سكان حلب إلى الزراعة على أسطح المنازل لتأمين حاجاتهم من الخضراوات ومحاربة الحصار. وطالب الجيش المسلحين في الأحياء الشرقية لحلب "بالسماح لمن يرغب من المواطنين بالمغادرة وعدم اتخاذهم كرهائن ودروع بشرية وإزالة الألغام من المعابر التي حددتها الدولة".