عرف فن الموسيقى شكلاً خاصاً تميز عن باقي الأشكال الموسيقية، هو الموسيقى المصاحبة (يسمى بالانكليزية incidental music). من أبلغ الأمثلة على هذا الشكل أعمال الانكليزي هنري برسل (1659 - 1695) المؤلفة لمصاحبة العروض المسرحية، ومنها عروض لمسرحيات شيكسبير،

عرف فن الموسيقى شكلاً خاصاً تميز عن باقي الأشكال الموسيقية، هو الموسيقى المصاحبة (يسمى بالانكليزية incidental music). من أبلغ الأمثلة على هذا الشكل أعمال الانكليزي هنري برسل (1659 - 1695) المؤلفة لمصاحبة العروض المسرحية، ومنها عروض لمسرحيات شيكسبير، مثل عمله الملكة الجنية في حلم ليلة صيف. لكن أهمية هذا الشكل الموسيقي الحر الذي ينضوي تحت لواء الفنون المسرحية شهدت منذ بداية القرن العشرين قفزة هائلة بسبب ظهور الأفلام والسينما. في البداية كانت العروض السينمائية الصامتة التي تقدم في المقاهي تصاحب بعزف حي من قبل موسيقيي المقهى نفسه (على البيانو على الأغلب). وبعد انتقال العروض الى المسارح ثم استقلال دور السينما تعمق هذا التقليد وأخذ الموسيقيون الجادون بدخول هذا الباب. نذكر مثلاً أن دمتري شوستاكوفيتش (1906 – 1975) كان يعمل عازفاً مصاحباً للأفلام في صالات السينما للحصول على موارد مالية اضافية في شبابه. لاحقاً، ومع ظهور الفلم الناطق، بدأت المرحلة الثانية والمهمة من موسيقى الأفلام، عندما بدأ تسجيل الموسيقى مع شريط الصوت – الحوار على شريط الفلم نفسه.
يمكننا تعداد كثير من الأسماء المهمة من الموسيقيين الذين ألفوا موسيقى الأفلام، منهم شوستاكوفيتش وبروكوفييف، ويمكننا اعتبار تشارلي شابلن من مؤلفي موسيقى الأفلام المهمين فهو من ألف موسيقى العصور الحديثة. وعلينا أن نذكر ميكيس ثيودوراكيس وأفلامه، منها فلم زد الشهير. لكن أهم الموسيقيين على الاطلاق هم مكلوش روجا (بن هور)، ماكس شتاينر (كازابلانكا)، جون ويليامز (حرب النجوم)، أنيو موريكونه (الشمس الحمراء)، وبرز بينهم الايطالي نينو روتا.
ولد نينو روتا في ميلانو سنة 1911، ودرس في أكاديمية سانتا تشيتشيليا بروما سنة 1929 وكان يؤلف منذ صغره، فقد ألف اوراتوريو وهو في الحادية عشرة وقدم في ميلانو وباريس سنة 1923. درس في الولايات المتحدة لسنتين بين 1930 – 1932 وعاد إلى أيطاليا حيث بدأ يؤلف الموسيقى ويدرس (أصبح عميداً لمعهد الموسيقى في باري منذ 1950 حتى وفاته في 1979). ألف عدداً من الأوبرات وموسيقى الباليه والكثير من الأعمال الموسيقية المختلفة، وبدأ يكتب موسيقى الأفلام منذ الأربعينات، حيث عمل مع فلليني (الحياة الحلوة) وفيسكونتي وزفيرلي (روميو وجوليت) وكوبولا (حيث نال فيلمهما العراب جائزة الأوسكار) فألف موسيقى أكثر من 170 فلما.