TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > رحـــل الرفيــق فيدل كاسترو

رحـــل الرفيــق فيدل كاسترو

نشر في: 27 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

أعلن التلفزيون الكوبي الرسمي يوم أمس  (السبت) وفاة الزعيم المتقاعد والأب الروحي للثورة الكوبية فيدل كاسترو في سنّه الـ90. هو الذي أقام دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة وتحدى على مدى 50 عاماً محاولات أميركية لإسقاطه.وقال شقيقه راؤول كاسترو

أعلن التلفزيون الكوبي الرسمي يوم أمس  (السبت) وفاة الزعيم المتقاعد والأب الروحي للثورة الكوبية فيدل كاسترو في سنّه الـ90. هو الذي أقام دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة وتحدى على مدى 50 عاماً محاولات أميركية لإسقاطه.
وقال شقيقه راؤول كاسترو الذي خلفه في السلطة العام 2008: "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22.29 هذا المساء .. دائماً إلى الأمام حتى النصر". وظل كاسترو في حال صحية سيئة منذ إصابته بمرض معوي كاد أن يودي بحياته في 2006 ما دفعه إلى التنازل عن سلطته لشقيقه الأصغر راؤول.
ووفقا لتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أبدى سكان هافانا حزنهم عند سماعهم نبأ وفاة كاسترو في حين أبدى كثير من المنفيين في ميامي فرحتهم وأطلقوا نفير سياراتهم.
وظهر كاسترو للمرة الأولى منذ نيسان الماضي في احتفالات عيده الـ90 التي عمّت أرجاء كوبا في آب الماضي.
ولد فيدل كاسترو في 13 آب 1926 بمقاطعة أورينت (جنوب شرقي كوبا) لأب مزارع من أصل إسباني، وأم كانت خادمة لزوجة والده الأولى. وتلقى تعليمه الأولي في مدارس داخلية يسوعية في سانتياغو، ثم انتقل للمدرسة الثانوية الكاثوليكية بيلين في مدينة هافانا، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة المدينة نفسها عام 1945.
وبعد سقوط نظام فولغنسيو باتيستا في الأول من  كانون الثاني 1959 أصبح كاسترو القائد العام للقوات المسلحة، وبعدها بأسابيع أدى اليمين الدستورية رئيساً لمجلس الدولة ورئيساً لوزراء كوبا حتى عام 1976، وبعدها بأشهر تولى منصب رئيس الدولة حتى 19 فبراير/شباط 2008، حيث تخلى عن الرئاسة بسبب حالته الصحية المتدهورة. وبعد تخرجه في الجامعة انضم إلى حزب "أورتدوكسو" الشيوعي المناهض للفساد الحكومي في كوبا، والمنادي بالاستقلال الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية. وبنى كاسترو الفكر الماركسي اللينيني، ومارسه في الإصلاح الزراعي وملكية الأراضي الفلاحية وتأميم المؤسسات الصناعية والثروات المعدنية. وكان يعتزم الترشح في الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها عام 1952، لكن الجنرال باتيستا أطاح بالحكومة وألغى الانتخابات وهيمن على الحكم، وآمن كاسترو بعدها بضرورة الثورة المسلحة، وبدأ يكون مع شقيقه راؤول عام 1953 حركة لتحقيق ذلك.
قامت حركته بهجوم فاشل على ثكنة عسكرية تسمى مونكادا، فاعتقل وحكم عليه بالسجن 15 عاما، لكن تم الإفراج عنه عام 1955 بموجب عفو سعى لتخفيف التوتر داخل البلاد.
هرب كاسترو بعد الإفراج عنه إلى المكسيك، حيث عمل على الإعداد للحرب على نظام باتيستا مع أخيه راؤول، والطبيب الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا، وعاد مع أكثر من ثمانين مسلحاً بسفينة إلى كوبا في الثاني من كانون الأول 1956.
لكن قوات باتيستا تصدت لهم وقتلت بعضهم واعتقلت آخرين، بينما فر كل من كاسترو وشقيقه وغيفارا إلى سلسلة جبال سييرا مايسترا على طول الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا، ومن هناك كون مجموعة مسلحة وخاض حرب عصابات على حكم باتيستا. وبعد توسع حركة التمرد وتحكمها في عدد من المدن والقرى شكل كاسترو حكومة بديلة بالموازاة مع تواصل الحملات العسكرية على حكم باتيستا حتى انهار وفرّ في الليلة الأخيرة من عام 1958 إلى جمهورية الدومينيكان.
تولى كاسترو بعد ذلك منصب القائد العام للقوات المسلحة في الجيش، بينما شكل خوسيه ميرو كاردونا حكومة جديدة، وبعد أسابيع استقال ميرو، وأدى كاسترو اليمين الدستورية رئيسا للوزراء.
وفي 16 نيسان 1961 أعلن كاسترو رسميا كوبا دولة اشتراكية، وبعد ذلك اجتاح 1400 من كوبيي المنفى خليج الخنازير بقصد إسقاط حكم كاسترو، فقتل جزء منهم وأسر الباقي.
اتهمت هافانا الولايات المتحدة بالمشاركة في العملية من خلال تدريب وكالة الاستخبارات المركزية وتسلحيها 1400 كوبي، واستغل كاسترو الحادث لتشديد قبضته على الحكم وإلغاء الانتخابات.
وفي عام 1976 انتخبت الجمعية الوطنية (البرلمان) كاسترو رئيساً للبلاد، وبات واحداً من قادة دول عدم الانحياز رغم علاقاته القوية مع الاتحاد السوفياتي، لكن سقوط الأخير اضطره لتغيير نهجه وفتح الباب جزئياً للاستثمارات الأجنبية.
واشتهر الزعيم الكوبي السابق بارتداء الزي العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده في السلطة واشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد والخطابة النارية التي توجه سهامها في الغالب إلى الولايات المتحدة. وفي كوبا أطاح كاسترو بالرأسمالية وحظى بالشعبية بعدما جعل المدارس والمستشفيات في متناول الفقراء.وعلى رغم تمجيد راؤول الدائم لشقيقه الأكبر فإنه غيّر شكل كوبا منذ تولي السلطة وأجرى إصلاحات اقتصادية على غرار نظام السوق واتفق مع الولايات المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) السابق على إعادة بناء العلاقات الديبلوماسية وإنهاء عقود العداوة.
وبعد ذلك بستة أسابيع أبدى كاسترو تأييدا فاتراً للاتفاق ما أثار تساؤلات في شأن موافقته على إنهاء العداوة مع الولايات المتحدة.
وعاصر كاسترو زيارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما لكوبا هذا العام. وكانت هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس أميركي لكوبا منذ 1928.
وفي سنواته الأخيرة لم يعد كاسترو يتولى أي منصب، وكان يكتب مقالات رأي في الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقي زعماء أجانب من حين لآخر لكنه كان يعيش في شبه عزلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

دراسة عالمية: غير المتزوجين أكثر عرضة للاكتئاب

دراسة عالمية: غير المتزوجين أكثر عرضة للاكتئاب

متابعة/المدى اكتشف فريق علماء دولي أن الأشخاص غير المتزوجين هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب مقارنة بالمتزوجين. ولكن هذا التأثير يعتمد على بلد الإقامة والجنس ومستوى التعليم. وتشير مجلة Nature Human Behaviour ، إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram