بعد صراع دام طويلا مع المرض، رحل هو، تاركاً سيرة كبيرة وعميقة، في المجالين السياسي والإعلامي، حيث غادر الإعلامي والكاتب والساسي جلال الماشطة الحياة وهو في منصب رئيس بعثة جامعة الدول العربية في موسكو، وكان هذا آخر منصب يرأسه قبل رحيله، إلا أنه ش
بعد صراع دام طويلا مع المرض، رحل هو، تاركاً سيرة كبيرة وعميقة، في المجالين السياسي والإعلامي، حيث غادر الإعلامي والكاتب والساسي جلال الماشطة الحياة وهو في منصب رئيس بعثة جامعة الدول العربية في موسكو، وكان هذا آخر منصب يرأسه قبل رحيله، إلا أنه شغل العديد من المناصب سابقاً .
بعد مرور ما يقارب السبعة أشهر على رحيل الماشطة، استذكرته جمعية دعم الثقافة يوم السبت الفائت خلال جلسة خاصة به اقيمت على قاعة الأقواس في فندق بغداد، وقد حضرت الجلسة اسماء كبيرة من الإعلاميين والكتاب، وشركاؤه في النضال ضد الاستبداد.
افتتح الجلسة الممثل عن جمعية دعم الثقافة مفيد الجزائري بكلمة نعى فيها الراحل وقال "قبل ما يقارب السبعة اشهر، من الآن كان الأب المتعب، الرائع، والكبير جلال الماشطة في حالة حرب كبيرة وصراع مع المرض بسبب حالة العجز الكلوي، حيث استنفدت قواه."
وأكد الجزائري "رغم ما تعرض له الماشطة من ألم المرض إلا أنه لم يشغل نفسه بذلك، لأنه تعود ألّا ينشغل بأمره ونفسه واعتاد الانشغال بقضايا الاخرين، فكان شعاره منذ الشباب هوالانشغال بالشأن العام، وقد زاد هذا الانشغال بعد انخراط الماشطة بالمجال السياسي."
ولفت الجزائري "ان الماشطة وضع نفسه وصحته وقدراته كلها في خدمة اهداف سامية ونبيلة." مُتأسفا على رحيله وقال " لقد خسر الماشطة معركته مع المرض والتي لم تكن متكافئة، وقد خسرناه نحن بخسرانه تلك المعركة."
بدوره، ذكر الكاتب والإعلامي عبد المنعم الأعسم قائلاً "يعتقد الكثيرون أن طبع الماشطة مجبر على الرضا بكل شيء، ولكنهم لم ينتبهوا لهذا الغليان الداخلي، وتلك اللا الرافضة التي تسكن بين ثنايا حروف اسمه وطياته."
وأضاف الاعسم قائلاً " محاولة استذكار الماشطة اليوم ما هي إلا ردّ الجميل له، ولذكرياته، كما اننا نحاول ان نتبنى جدوى الحصيلة النيرة لمشوار الماشطة الطويل، فرغم رحيله إلا انه لا يزال يحيا بما قدم، وإن أردنا أن نرد له الجميل بحق فعلينا أن نكمل مشواره للوصول إلى الاهداف النبيلة والسامية التي كان يروم لها ويسعى من اجلها ."سيرة الماشطة طويلة، وكل من حضر جلسته لخص هذه السيرة بطريقته الخاصة، حيث ربط الناقد مالك المطلبي سيرة الماشطة بالعراق وقال "حياة الماشطة ارتبطت بالاحساس بشكل العراق الجديد، وحين كُنا نلتقي في المتنبي كنا نتقاطع في نظراتنا باحثين عن اراء جديدة في عراق ما بعد التغيير."واضاف المطلبي" لقد عملت مع الماشطة ايضا في جريدة النهضة وكان عبد الرحمن طهمازي آنذاك سكرتير التحرير ورئيس القسم الثقافي، وقد اوكلت لي مهمة رئاسة القسم الثقافي، وعملنا سويا مع الماشطة الذي رأيته للمرة الاولى انه تحول من انسان وديع ومسالم إلى شخص شديد العنف حين أعلن القاء القبض على صدام حسين ووجدت الماشطة ممسكا بالكلاشنكوف ويضرب النار فسألته هل من المعقول ان تفعل هذا ، ليجيبني ان سنوات الضيم التي عاشها لا يمكن ان يعبر عنها إلا بهذه الطريقة."بدوره، ذكر الكاتب عبد الرحمن طهمازي قائلاً "علاقتي بالماشطة طويلة وممتدة حتى بالفترات التي كان يعمل بها خارج العراق، وقد انقطعنا عن بعض وعدنا لنلتقي في عمان بعد 20 عاماً وكان هذا العام الذي التقينا به ببعضنا مليئا بالنقاشات ."