ما الذي يتبقى حين يكّرُ المغيب؟ظِلٌ باهتٌ منكِوذكرياتٌ ماطرة،وليكتمل حُزن المساء،أصبُ في كأسٍ أخيرة،كل المُدن التي انغرست في أمسيوكل النساء اللواتي راودننيِ عن نفسي.مثل مُصور عجوز،أنفُضُ عن عدسةِ الذاكرةغُبار الوُجوه،وأعيدُ تجميل بعضها الآخروأُصلحُ ا
ما الذي يتبقى حين يكّرُ المغيب؟
ظِلٌ باهتٌ منكِ
وذكرياتٌ ماطرة،
وليكتمل حُزن المساء،
أصبُ في كأسٍ أخيرة،
كل المُدن التي انغرست في أمسي
وكل النساء اللواتي راودننيِ عن نفسي.
مثل مُصور عجوز،
أنفُضُ عن عدسةِ الذاكرة
غُبار الوُجوه،
وأعيدُ تجميل بعضها الآخر
وأُصلحُ الرتوش
علّها تصيرُ أنضر،
ويصيرُ الليل بها أقصر.
غير أني،
يا امرأة الذكرى العالقةِ بالخيال
رجلٌ يعشقُ أشجانهُ
وأنتِ سرُ هذا الشجن
وسرُ هذا الضياع، مُنذُ الازل.
لِمَ مازِلتُ أرنو الى دُروب المساء المسكونة،
برجاء مُنكسر؟
إليكِ أيتها المقيمةُ في قلبِ الوجع،
أسكبُ في كأس الأُمنياتِ المُستحيلة
سنيّ غيابكِ العِجاف
وألتهمُ نخب انتظارك.
وأنتِ
ما فتئتِ تتأبطين المسافات
وكل أحلام الفرحِ واللقاء
أميرة تحفّها عُروشُ الرغبة والشوق
متوّجةً بالأغنيات
وبترانيمِ العشقِ الذي لا يموت.
ما زِلتُ نبيكِ الأمّي أيتها الأسيرة
وما زالت لي على بابكِ صلواتٌ كثيرة.
أقرئيني،
ولا تكوني من الجاحدين،
فُكّي خط يدي
تهجّي معي تمائم المحروم.
أبتكرُ لكِ أبجديةً
أُسّبحُ بِها فجر الرب
حطّ بكِ عند واحتي
نسمةً من ريح جنانه
ليُفرِح بها فلاحهُ المُتعب،
يستنبِتُ قفار أراضيه
ربيعاً لا يعرِف الأفول
وصيفاً لا يُهددهُ رحيل.
هل يكفي صيامُ العُمر للرب عِرفاناً
لهذه المنّة التي أزهرت فيّ،
فدّثرت عُري روحي بعبق انوثتِها؟
أقرئيني
وسبّحي بي فجيعة الغائب،
أقيمي عليّ الصلاة
وبلليني بالصوم.
لا تخشي الجوع في زمنِ النبوءات،
احفظي عني وصاياي
فليس في الارضِ خبزٌ سُواي
وليس في الارضِ خمرٌ سُواك.